العدد 3971
الخميس 29 أغسطس 2019
banner
هل باتت الأراضي العربية ساحة للمعارك الأميركية الإيرانية؟
الخميس 29 أغسطس 2019

شنت الطائرات الإسرائيلية خلال الأيام القليلة الماضية سلسلة من الهجمات على ثلاث دول عربية، حيث استهدفت في العراق مخازن للحشد الشعبي، كما أنها قصفت مواقع في ريف دمشق لتخرق بعدها الطائرات الإسرائيلية الأجواء اللبنانية في عملية أمنية نوعية أسفرت عن استهداف المكتب الإعلامي لحزب الله أحد أهم أذرع إيران الإرهابية.

ويعد هذا التصعيد الإسرائيلي مميزاً من حيث تبني إسرائيل هذه العمليات، كما أن العملية الأمنية في سماء جنوب لبنان تعد خرقاً لقواعد الاشتباك المعمول بها بين لبنان وإسرائيل منذ حرب يوليو 2006.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صرح بأن هذه الضربات ما هي إلا ضربات استباقية بعد ورود معلومات عن عزم طهران تنفيذ هجمات ضد إسرائيل حيث أصدر نتنياهو توجيهاته لضرب أهداف إيرانية في أي مكان تتواجد به، لكن بعض المحللين عزوا هذه التطورات إلى الاستحقاق الانتخابي القادم بعد ثلاثة أسابيع في إسرائيل.

برأيي الخاص أعتقد أ نها حلقة جديدة من مسلسل الضغوطات الأميركية على طهران للتفاوض حول ملفها النووي، حيث عمدت الولايات المتحدة الأميركية إلى تحريك حليفتها الأولى في المنطقة لإرسال رسالة إلى طهران مفادها أن التحول إلى حروب عسكرية لا يعني الصدام المباشر بين الدولتين بل إن ضرب مواقع النفوذ الإيراني، كخيار، مطروح دائما وذلك ما جنحت إليه واشنطن بالتعاون مع حليفتها في المنطقة من خلال ضرب مواقع للحشد المدعوم من فيلق القدس الإيراني أو من خلال ضرب مواقع لحزب الله أحد أهم أذرع إيران الإرهابية سواء في سوريا أو لبنان.

واشنطن وطهران تتجنبان المواجهة المباشرة، لكن بالتأكيد تستهدفان مناطق النفوذ، فبعد أن حولت إيران المياه الإقليمية في الخليج العربي وبحر العرب إلى منطقة قرصنة وعمليات إرهابية قامت الولايات المتحدة الأميركية بالرد في سوريا والعراق ولبنان، ما يجعل الدول العربية ساحة معركة بين الولايات المتحدة الأميركية بغطاء إسرائيلي وبين النظام الإيراني في استمرار لحلقة الضعف العربية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية