العدد 3972
الجمعة 30 أغسطس 2019
banner
د. جاسم حاجي
د. جاسم حاجي
استخدام الذكاء الاصطناعي في اللوحات الفنية
الجمعة 30 أغسطس 2019

توسع العلماء في طريقة استخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات عدة وصولا إلى الأعمال الفنية، فلم يعد الذكاء الاصطناعي حصراً على مجال معين من المجالات، بل توسع وأصبح سريعاً في عصرنا هذا، فهو يتوسع بشكل مستمر ومتسارع، حيث نرى ما تم نشره في أكتوبر 2018 عن اللوحة التي تم بيعها في مزاد معرض “كريستي” في نيويورك، تم بيع اللوحة بما يقارب نصف مليون دولار، وتم شراؤها من قبل مشتر مجهول كان يشارك في المزاد عبر الهاتف، ويكمن السر في اللوحة في أنها لوحة تم رسمها باستخدام الذكاء الاصطناعي، ما جعلها أول قطعة فنية للفن المرسوم بالذكاء الاصطناعي تدخل ضمن مزادات فنية كبرى.

فقد نجح فريق “أوبفيوس” في كسر قاعدة احتكار الإنسان للرسم، بعد الاستعانة بالذكاء الاصطناعي للقيام بذلك عبر لوحة “بورتريه إدموند بيلامي”. تصور اللوحة رجلا سمينا بعض الشيء يرتدي معطفاً داكناً بياقة بيضاء، وتم تشويش معالم وجه صاحب البورتريه المبتكر، وتحتوي اللوحة في الأسفل معادلة رياضية بدلا من توقيع الفنان الذي يكون عادة في أسفل اللوحة، تم طباعة اللوحة على قطعة من القماش بإطار مذهب.

وأشرفت على تنفيذ هذه اللوحة مجموعة “أوبفيوس” الفنية في باريس، باستخدام خوارزمية ومجموعة بيانات مؤلفة من 15 ألف لوحة رُسمت بين القرنين الـ 14 والـ 20، واعتمدت على شبكة توليد فقط، ما أدى إلى إنتاج لوحات فنية لا تتبع أي من الأساليب الفنية المعروفة، وفعلوا ذلك من خلال الابتعاد عن الأساليب الفنية التقليدية والاتجاه نحو تصنيف الأعمال الفنية.

يشبّه “بيير فوترل” عضو جمعية “أوبفيوس” اللوحات المصنوعة بواسطة الذكاء الاصطناعي بالتصوير الفوتوغرافي في الخمسينات من القرن التاسع عشر، وجلبت اللوحة قدراً كبيراً من اهتمام وسائل الإعلام حول دور الذكاء الاصطناعي في مستقبل الفن، فمن المتوقع أن الذكاء الاصطناعي سيكون واحدا من عدة تكنولوجيات لها تأثير على سوق الفن في المستقبل.

ويؤكد رسامو هذا النوع من الرسم أنهم فنانون بنوع مختلف عن ريشة الرسم، ريشتهم هي خوارزمية يطورونها عبر جهاز الكمبيوتر، وعلى الرغم من ذلك إلا أن هناك العديد من الانتقادات التي حصل عليها الرسم عبر الذكاء الاصطناعي ولعل أبرز تلك الانتقادات تعليق الرسام روبيرت بريستجياكومو “هناك على الدوام إحساس ما خلف اللوحة، سواء كان غضبا أو اشتياقا أو رغبة، لكن تعبير الذكاء الاصطناعي يتحدث عن نفسه، فهو اصطناعي”، ويبقى السؤال هل الذكاء الاصطناعي يهدد الفنانين ويجعل مستقبل الإبداع في أيدي الآلات؟

لا يزال الباحثون يشكون من أن اللوحات التي ينتجها الذكاء الاصطناعي يمكن اعتبارها فناً، ولعل إحدى طرق الاختبار لتحديد مسمى لوحات الذكاء الاصطناعي هو إجراء اختبار بصري، لعرض اللوحات الخوارزمية على نقاد فنيين، وعرض لوحات أخرى للنقاد مرسومة بأيدي فنانين، ثم سؤال النقاد إذا كان بإمكانهم معرفة الفرق بين اللوحات.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .