العدد 3977
الأربعاء 04 سبتمبر 2019
banner
عالم “الواتساب” بين المصداقية والتواصل (2)
الأربعاء 04 سبتمبر 2019

لقد أصبح الواتساب وسيلة تسهل الاتصال بالمئات في وقت واحد، وأصبح الكثير يتداول المعلومات عن شتى الموضوعات العامة أو الخاصة، كما تجد من يرسلها للعديد من المجموعات.

ونحن نستقبل رسائل تبدو في ظاهرها مفيدة للآخرين، لكن قبل أن نرسلها هل فكرنا في تحري صحة أو صدق ما ورد في هذه الرسائل؟ أليس علينا توخي الحذر والتأكد من صحة المعلومات التي سنقوم بتحويلها إلى أصدقائنا في شتى بقاع الأرض، أدرك تماما أن البعض يرسلها بحسن نية ويقصد منها الاستفادة كمعلومة، لكن لابد من القراءة قبل الإرسال حتى تجد البعض أحيانا لا يقرؤها بل يرسلها دون أن يقرأ النص وهذه إشكالية أخرى!

كذلك من الملاحظ أيضا ظهور مجموعات الدردشة في الآونة الأخيرة، والتي انتشرت بشكل لافت، وبعيدا عن حدود الذوق واللباقة، حيث يفاجأ المرء منا في بعض الأحيان بإضافته بمجموعة دون استئذانه، مع أفراد لا يعرفهم ولا تربطه بهم أية صلة، غير أنهم في دائرة معارف للشخص الذي قرر إضافته، أي ليست له ناقة ولا جمل! وينضم إليهم ويحاول أن يتواصل معهم بدون أن يدرك خطورة الأمر!

إن ثقافة المجموعات “القروبات” لابد أن تخضع للتغيير والتعديل والمعايير بما يتناسب مع الذوق العام؛ الإرسال في الأوقات المخصصة للراحة ممنوع، الإرسال في وقت ذروة العمل ممنوع، الخروج عن الذوق العام والأعراف والمساس بالمعتقد ممنوع، المحادثات والدردشات على المجموعات مزعجة لكثير من الأعضاء مقابل متعة يحصدها قلة من الأعضاء، وهنا تتبادر في ذهني تساؤلات عن مدى مصداقية الحصول على المعلومة ومدى المصداقية بين المعلومة والخبر! هل أصبح الواتساب مصدرا للحصول على المعرفة والمصداقية! وهنا أثمن تحري صحة أو صدق ما ورد في هذه الرسالة.

لابد من توخي الحذر والتأكد من صحة المعلومات التي سنقوم بإرسالها إلى أصدقائنا في شتى بقاع الأرض! وأن نرتقي في كيفية التعامل مع تلك الخدمة بما يتناسب والوعي الديني والاجتماعي والثقافي. وكما يقال قديما “إذا فات الفوت ما ينفع الصوت”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية