+A
A-

إيران تواصل التنصل.. وتهدد بالرد على أي عمل عسكري

هدد اثنان من كبار المسؤولين الإيرانيين "برد سريع وشامل" في حالة قيام الولايات المتحدة أو حلفائها بشن عمل عسكري ضد إيران، بعد الهجوم الذي طال منشأتي نفط تابعتين لأرامكو في السعودية، وتنصلت منه إيران أكثر من مرة على لسان أكثر من مسؤول.

وقال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، إن إيران سترد "بشكل سريع وشامل" في حالة قيام الولايات المتحدة أو غيرها بشن عمل عسكري ضد إيران، حسب ما ذكرت وكالة أنباء "مهر" شبه الرسمية.

أما قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، فقال في تصريحات، الخميس، إن "الجميع يلومون إيران بشكل أعمى عن الهجوم لأنهم يعلمون أن إيران قوية".

وفي وقت سابق، سُلمت رسالة إلى قسم المصالح الأميركية في السفارة السويسرية في طهران، حذرت فيها وزارة الخارجية الإيرانية من أي عمل عسكري محتمل من قبل أميركا.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية الإيرانية "إرنا" عن الرسالة أنه "إذا حدث عمل ضد إيران، فإن طهران سترد على الفور، ولن يقتصر رد الفعل الإيراني على مصدر التهديد".

من جهته، قال وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" إن "أي عمل عسكري ضد إيران سيؤدي إلى حرب شاملة مع خسائر فادحة".

وتنفي إيران وقوفها وراء إطلاق عشرات الصواريخ والطائرات بدون طيار منشأتين نفطيتين كبيرتين في المملكة العربية السعودية وتلقي بالمسؤولية على ميليشيات الحوثي الموالية لها في اليمن.

الأدلة

ويستمر رد الفعل الإيراني بين النفي والتهديدات بينما تشير أدلة كثيرة إلى تورط طهران المباشر في الهجمات على منشآت شركة أرامكو النفطية السعودية.

وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع السعودية، العقيد الركن تركي المالكي، قد كشف خلال مؤتمر صحافي في الرياض، الأربعاء، طبيعة الأسلحة التي استهدفت منشآت أرامكو، وقال إن صوراً للصواريخ التي تم فحصها وتشير المعلومات إلى مصدرها الإيراني. وقال إنه تم استخدام 25 طائرة مسيرة وصاروخ كروز للهجوم على المنشأتين في السعودية.

كما سلط تقرير لشبكة "CBS" الخميس، مزيدًا من الضوء على الموقع الذي تم فيه التخطيط للهجمات وتنفيذها، نقلاً عن مسؤول أميركي آخر قوله إن الولايات المتحدة لديها إمكانية الوصول إلى صور الأقمار الصناعية غير المنشورة التي تُظهر ضباط الحرس الثوري الإيراني يستعدون لشن الهجوم من قاعدة الأهواز الجوية، في جنوب غرب إيران.

وأضافت شبكة "سي بي إس" أن المرشد الأعلى الإيراني آية الله خامنئي كان على علم بالهجوم ووافق عليه بشرط أن يتم رفض تورط إيران.

"التنصت" على المرشد

على الرغم من أن الولايات المتحدة قد لا تعرض صور الأقمار الصناعية قبل التأكد من أنها لا تعرض للخطر المعلومات الأساسية من خلال إتاحتها للاعبين الآخرين بما في ذلك روسيا والصين، فإن الحديث عن موافقة خامنئي قد يشير إلى التنصت على القيادة الإيرانية أو تلقي من قبل العملاء لأجهزة الاستخبارات الأميركية في إيران، بحسب ما يعتقد مراقبون.

وكان خامنئي قد حذر مرات عديدة في خطبه وفي مناسبات مختلفة من "توغل الأعداد في داخل أجهزة الدولة" الإيرانية.

وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الذي زار الرياض قد حمل إيران مسؤولية الهجمات التي وصفها بأنها "عمل حربي".