+A
A-

اكتشاف سر امتلاك حضارة قديمة لتكنولوجيا متقدمة

توصل علماء من جامعة تل أبيب الإسرائيلية إلى استنتاج يفيد، بأن مملكة أدوم القديمة التي كانت قائمة قبل ثلاثة آلاف سنة، شهدت قفزة تكنولوجية وازدهرت قبل مجيء الإسرائيليين.

وتفيد مجلة Plos One، بأن الباحثين حللوا نفايات ورشات صهر المعادن القديمة، من أجل إعادة تحديد التطور التاريخي الصناعي والثقافي لمملكة أدوم، التي كانت قائمة في وادي العرب الذي يقع حاليا في الأراضي الإسرائيلية والأردنية.

وتشتهر هذه المنطقة بكونها منذ 4000 سنة قبل الميلاد مركزا رئيسيا لاستخراج خام النحاس وصهره، ما جعل القبائل المحلية تتوحد في هيئة سياسية من أجل الاستخدام الأفضل لهذه الموارد.

وعثر الباحثون في الخبث، على آثار فحم الخشب الذي كان يستخدم لتدفئة ورشات الصهر. وباستخدام الكربون المشع تم تحديد عمر الخبث. إضافة لهذا تم تحديد كيفية تطور تكنولوجيا استخراج معدن النحاس من الخام بمرور الوقت.

كما اتضح للباحثين، أنه منذ عام 1300 إلى عام 800 قبل الميلاد، جرت تحسينات كبيرة على عمليات استخراج خام النحاس، حيث انخفضت نسبة المعدن في الخبث (الشوائب) خلال 500 سنة من 1.49 إلى 1.14%. ولكن في النصف الثاني من القرن العاشر قبل الميلاد حدثت قفزة كبيرة في تحسين عمليات صهر النحاس، وهذا ما يتضح من انخفاض نسبة المعدن في الخبث إلى 0.5%، إضافة إلى أن تركيبه أصبح متقاربا في جميع المناطق، ما يدل على وجود هيئة عامة تتحكم في طريقة الصهر.

تتطابق هذه القفزة التكنولوجية مع الحملة العسكرية التي قادها الفرعون المصري شيشنق الأول عام 925 قبل الميلاد، والذي جاء ذكره في الكتاب المقدس. لقد غيرت هذه الحملة الطلب على النحاس، ما جعل مالكي المناجم يستخدمون طرقا تكنولوجية جديدة، منها صهر الخام في درجات حرارة مختلفة، وتغيير نسب المعادن المضافة أو ضخ الأكسجين في أفران الصهر.