العدد 4000
الجمعة 27 سبتمبر 2019
banner
دقت الساعة: مدفن النفايات (1)
الجمعة 27 سبتمبر 2019

شجون الإلهام حفزتني لأكتب سلسلة من المقالات عن شؤون بلدية عايشتها سنوات طويلة، متقلداً مناصب عديدة والمناصب ليست غاية الإنسان الواثق بقدراته إنما وسيلة لتحقيق الأهداف والنتائج لصالح البلاد والعباد، وهي بحق أمانة حُملتها من قبل قيادتنا الرشيدة لتحقيق التوجيهات السامية التي تصب لصالح الوطن والمواطن، وهناك حقيقة في الإدارة تقول “عندما يكون الشخص أكبر من المنصب تجده متواضعا وعادلا ومنتجا، وعندما يكون المنصب أكبر من الشخص تجده مغرورا وظالما وأحمق، ونعود لعنوان العمود وأقول دقت ساعة الصفر في مدفن النفايات البدائي في عسكر والذي مضى عليه أكثر من ثلاثين سنة وهو على حاله من غير تطوير، ومن منطلق اهتمامي البيئي والأضرار البيئية التي خلفها هذا المدفن الهرم والتي بلغت أضراره أعماق باطن الأرض نتيجة تسرب عصارة تراكم المخلفات نتيجة التحلل والضغط والحرارة والتي أفرزت مواد ضارة صحيا تخللت في التربة نظراً لعدم وجود طبقات عازلة، وبالتالي وصولها للمياه الجوفية، وعلى مر هذه السنين الطويلة أحدثت ضرراً كبيراً وتلوثاً في التربة ولم تعد صالحة، وانتقالها للمياه الجوفية التي ستؤثر على النبات وبالتالي الإنسان.

كذلك التلوث الغازي الصادر من المدفن نتيجة تحلل المخلفات والحرارة والرطوبة، ما ينتج غاز الميثان الذي ينتشر في الهواء مسببا غازات سامة، وعلى مر السنين يحدث تلوث بيئي ضار بالإنسان واحتباس حراري له القدرة على تسخين الجو ٢٥ مرة أشد من تأثير ثاني أكسيد الكربون، بالإضافة للحرائق والأدخنة الصادرة من المخلفات، لأنه سريع الاشتعال، وللأسف يتم دفن جميع أنواع المخلفات الصلبة بما فيها الإطارات والبلاستيك بدل إعاده تدويرها، وكما هو معلوم فإن مادة المطاط تحتاج ألف سنة حتى تتحلل لاحتوائها مادة الكبريت، وكذلك مادة البلاستيك تحتاج أكثر من ٣٠٠ سنة للتحلل، وكما هو معلوم فإن الدول المتقدمة تنظر للنفايات كثروة اقتصادية تدر الملايين، ودولنا العربية للأسف تنظر للنفايات على أنها عبء يكلف مبالغ طائلة للتخلص منها.

وحسب الدراسة المعدة من قبل المجلس الأعلى للبيئة في مارس ٢٠١٧ عن وضع مملكة البحرين في مجال إدارة المخلفات ومساهمته في إجمالي الناتج المحلي، فقد ذكرت الدراسة أن مساهمة إدارة النفايات في الناتج المحلي تتراوح بين 0.15 % و0.18 %، وهي نسبة متدنية جداً مقارنة بتقرير البنك الدولي الذي حددها بمتوسط سنوي يبلغ 8.44 % من الناتج المحلي تزداد سنويا 2.39 %، بسبب عدم وجود إدارة مخلفات ناجحة لانتشال المدفن من حالته الهرمة والتحول للمدافن الهندسية الحديثة، وإعادة تدوير المخلفات بطرق حديثة وعصرية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .