+A
A-

"المقاعد الفارغة" بقطر تفتح أعين لجان التحقيق على الفساد

تحول الحدث الرياضي الأضخم على مستوى العالم لألعاب القوى إلى كارثة بكل ما تعنية الكلمة من معنى بسبب استضافة قطر لذلك الحدث.

وباتت الملاعب الخاوية والمقاعد الفارغة أحاديث وسائل الإعلام حول العالم، وهو ما دفع لجان التحقيق الدولية في الفساد إلى فتح الملفات القديمة، وأصبح السؤال المتداول الآن؛ كيف لبلد مثل قطر ذات المساحة الصغيرة أن يستضيف أحداثا رياضية ضخمة وهي بدون قاعدة جماهيرية وفي أجواء لاهبة؟

وكالة "اسيوشيتد برس Associated Press" الأميركية وصفت ما يحدث في قطر بالخطير، وطرحت فرضيات حول شبهات فساد واسعة طالت اللجان المنظمة لهذا الحدث.

وقالت في تقرير مطول: جددت قلة المشجعين خلال الأيام الثلاثة الأولى من الحدث الرياضي الأضخم الانتقادات لقرار الاتحاد الدولي لألعاب القوى بمنح حدثه المميز إلى دولة صغيرة، دون وجود قاعدة كبيرة من الجماهير المعجبة بالمسارات والميدان والحرارة الشديدة. وأضاف التقرير أنه وعلى الرغم أن الملعب تحت التكييف، لكن الماراثون ومسارات السباق الطويلة تقام بعد منتصف الليل في شوارع فارغة.

شبهات فساد تتصاعد

وبحسب التقرير "كان موضوع استضافة الدوحة موضع شك وتحقيق منذ أن تم اختيارها من قبل IAAF في عام 2014. ومع ذلك، لا يستطيع رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى، سيباستيان كو، إلقاء اللوم على سلفه، لامين دياك، لأنه Coe لم يكن نائبًا لرئيس مجلس الإدارة في ذلك الوقت فحسب، بل كان أيضًا في لجنة التقييم لمقدمي العروض (في إشارة إلى احتمال تورطه في الموضوع).

وتابع التقرير: لقد قال Coe في عام 2014 إن قطر "وضعت بعض الحوافز على الطاولة" بما في ذلك بناء مسارات للسباق في جميع أنحاء العالم وبعد مرور عام، أخبر Coe البرلمانيين البريطانيين بأنه غير متأكد من أن العرض كان نظيفًا.

ولا يزال سلوك دولة قطر في تقديم العطاءات لبطولة العالم لألعاب القوى قيد التحقيق الجنائي في فرنسا. وتم توجيه تهمة أولية تتعلق "بفساد نشط" في مايو ضد ناصر الخليفي، رئيس مجموعة beIN الإعلامية التي تدير فريق كرة القدم الفرنسي باريس سان جيرمان لكنه ينكر ارتكاب أي مخالفات، وتركز القضية على دفع 3.5 مليون دولار لمسؤول IAAF (الاتحاد الدولي لألعاب القوى).

وكشف التقرير أن لجان منظمة النزاهة كانوا يتواجدون في ملاعب البطولة: لقد كان مسؤولو وحدة النزاهة لألعاب القوى في الملعب للحديث عن أمور كثيرة، ومن بينها سوء السلوك المحتمل في عرض الدوحة (في إشارة إلى تقديم رشاوى ووعود كاذبة).

وقال بريت رئيس المنظمة، وهو يناقش التعاون مع المدعين العامين الفرنسيين "إنه مجال يمثل مصدر قلق، ليس لنا فحسب، بل للآخرين".

وعود كذبتها المقاعد الفارغة!

وأضاف التقرير أنه عندما قدمت الدوحة عرضها المبدئي تعهدت الدوحة بشكل جرئي لـ IAAF: "أنه لن تكون هناك مقاعد فارغة."

لكن بعد ثلاثة أيام من هذه البطولات، لم يمتلئ الاستاد الذي يتسع لـ40.000 متفرج، وعشرات الآلاف من المقاعد الفارغة مغطاة بقماش يحتوي على شعارات البطولة.

حتى بالنسبة لنهائي سباق 100 متر رجال مساء يوم السبت وهو -محور البطولة- كان عدد المشجعين قليل وتتفوق عليهم المقاعد الفارغة بمراحل.

وقال أكاني سيمبين، الجنوب إفريقي الذي احتل المركز الرابع في نهائي سباق 100 متر: "يحتاج الاتحاد الدولي لألعاب القوى إلى التعلم حول كيفية ملء الملاعب وجعل الألعاب الرياضية أكثر إثارة للاهتمام هذا هو الشيء الذي يحتاجونه حاليا."

من جهته، اتهم دينيس لويس، الحاصل على الميدالية الذهبية في أولمبياد 2000 الاتحاد الدولي بتدمير اللعبة: "لقد أسقط اتحاد اللعبة لدينا الرياضيين بشكل كبير"، في إشارة إلى ضعف البطولة وغياب الجماهير.

أكثر من ذلك، لقد سخرت "يوروسبورت" التي تمتلك حقوق الأولمبياد في جميع أنحاء أوروبا من قلة الحشود في نهائيات سباق النساء.

متسابقون يفقدون الحماسة!

وبعد أن توجت فريزر برايس بالفوز مرة أخرى بأسرع امرأة على هذا الكوكب، حملت ابنها البالغ من العمر عامين ولوحت باتجاه الحشد.

لكن لا يوجد حشد وهي مبالغة. ويبدو أنه لم يتبق سوى عشرات المشجعين بعد دقائق فقط من نهائيات سباق 100 متر للسيدات، وهي واحدة من الأحداث البارزة في بطولة العالم لألعاب القوى في الدوحة، وكان معظمهم من أنصار جامايكا أو مسؤولي الفريق أو أفراد أسرة فريزر برايس. وعلقت بالقول: "لقد لاحظت بالفعل أن الملعب لم يكن ممتلئًا.. على الرغم من وجود 1000 شخص في المدرجات، كان أهم شخصين هنا لرؤيتي".

ويضيف التقرير قبل السباق مباشرة، بينما كانت الأضواء خافتة في عرض ليزري باهظ، بدا أن عدد المشجعين في الأستاذ لا يقل عن 1000 وكانوا يشاهدون في مدرجات استاد خليفة الدولي مساء الأحد فوز فريزر برايس بلقبها العالمي.

من جهتها شعرت كاترينا ستيفانيدي، التي فازت بالبرونزية العالمية يوم الأحد، بخيبة أمل من غياب الحضور بالقول: "الملعب كان فارغًا وهو أمر مخيب للآمال حقًا".

وأشار التقرير أن IAAF لم يعلق على الأضرار المتزايدة التي تلحق بسمعته، بسبب المقاعد الفارغة، مشيرا إلى أن المسؤولية يتحملها المنظمون المحليون الذين أصدروا بيانًا يوم الاثنين يلقون فيه اللوم على الحضور الضعيف بسبب جدول المنافسات والذي يقام في وقت متأخر من الليل لاستيعاب جماهير التلفزيون العالمي.

كما ذكر البيان أن قطر تعرضت لمقاطعة من قبل الجيران، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة وهو ما أثر على الحضور.