العدد 4009
الأحد 06 أكتوبر 2019
banner
ريشة في الهواء أحمد جمعة
أحمد جمعة
كيف تعيش ساعة عن سنة؟
الأحد 06 أكتوبر 2019

الحياة ملهمة كالمرأة الفاتنة! لكن أغلبنا لا يدري بذلك، يأخذها مأخذ الجد فوق اللازم، أو الهزل فوق اللازم، ولو فتحنا عيننا كل نهار ونحن بخير لاستغنينا عن الحروب والصراعات الهامشية بيننا، وكأننا سنأخذ الحياة كلها معنا إلى القبر، هذا غباء، ساعة من حياتي تعادل سنة من حياة بعض الذين يهدرون سنة من حياتهم.
بيوم إجازتك، أستغرب أن تمضيه في الركض وراء السوشال ميديا، أعجب من أولئك الذين يحرقون الساعات من وقت هو ثروة حياتهم، رصيد من عمرهم بالغوص في فوضى وسائل التواصل الاجتماعي التي لا ينتج عنها سوى نكت فارغة وترهات وقرف لا مغزى منه سوى تضييع وقت أنت بحاجة له، لتعش حياتك بصحة وسلام مع نفسك، إن لم تحب ذاتك فلا تشكو بعدها من السأم والملل والقلق وبقية الضجر.
كم أنت بحاجة للتخلص من ضغط العمل إن كنت متورطا بوظيفة تفرض عليك الخروج للشارع منذ الساعة السادسة صباحا، متحملا زحمة الشوارع وتوقف حركة السير، وتحمل أبواق السواق المزعجين قليلي الذوق، وقد تكون ملزما بتوصيل أبنائك للمدرسة، قبل أن تصل عملك وأنت بغاية التوتر، وربما القلق لأنك بعلاقة تفتقد للود مع مسؤولك أو مع زملاء لك، لتتحمل ساعات من الضغط قبل أن تفقد توازنك عند العودة ثانية لزحمة الشوارع.
وإذا ما كنت متقاعداً فهذا أسوأ عندما تضيع أجمل أيام عمرك التي يتمناها الكثير ممن يعانون ما سبق ذكره، فبدلا من الإفراط بالكسل والملل وعدم وجود ما يشغلك بالقراءة أو مزاولة الرياضة، أو الانشغال بأعمال حرة بلا قيود وفروض، فإنك تهدر هذا الوقت الجميل الذي هو هدية بعد سنوات التعب في مجرد إرسال نكات وترهات فارغة للآخرين، والأسوأ أن تستقبل أكواما مماثلة من نفايات السوشال ميديا التي يفترض أن تكون وسيلة تواصل ملهمة لك ولإبداعك، وأداة عمل وإنتاج واتصال بعوالم من المعرفة بدل ترهات الصور والفيديوهات والشائعات.
سؤالي لك: لماذا تضيع زمنك الجميل وتهدره في “قيل وقال”، وفي خوف وقلق وتوتر؟ أقترح عليك وأنت حر: أقفل أجهزتك كلها، خصوصا بيوم الإجازة، ولا تستقبل تلك النفايات التي لا تترك أثراً بحياتك سوى إضاعة وقتك.
عش يومك بل لحظتك، فماذا ترى بالمجهول؟ لا شيء سوى القلق منه؟ وأهم اقتراح ولا أقول نصيحة فأنا لا أؤمن بالنصائح لأنها مجرد شعارات، أقترح عليك، ألا تفكر بالأمس ولا الغد، بل بسعادتك هذه اللحظة. والأمر متروك لك.
تنويرة: لا جديد تحت الشمس، مقولة الذين يعيشون في كهف!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية