+A
A-

سمو اللواء الركن الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة: "بايدك 2019" قصّة نجاح بحرينية انبثقت عن رؤية ملكية ثاقبة

"بايدك 2019" بوابة فعّالة لأنظمة الدفاع المتقدّمة ومنصّة لتقويم الأحداث العالمية
و التكنولوجيا العسكرية ودورها في الأمن البحري وتأمين الممرات المائية في الخليج العربي محور هام في "بايدك 2019"
 
أكد سمو اللواء الركن الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة قائد الحرس الملكي رئيس اللجنة العليا المنظمة لمعرض ومؤتمر البحرين الدولي للدفاع 2019م "بايدك"، بأنّ هذا الحدث العالمي البارز والذي سينظّم في نسخته الثانية خلال الفترة من 28 إلى 30 أكتوبر 2019م في مركز البحرين الدولي للمعارض والمؤتمرات، يمثّل قصّة نجاح بحرينية انبثقت عن رؤية ثاقبة من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى القائد الأعلى حفظه الله ورعاه، رؤية تؤكّد بالمقام الأول ضرورة ربط جميع متطلّبات القوّات المسلحة من تأهيل وتطوير بالاعتماد على قدراتها وتسويق صناعاتها العسكرية على المستوى الإقليمي والعالمي.

وشدّد سمّوّه على أهميّة ما يمثّله بايدك 2019 للصناعة والتكنولوجيا العسكرية ودورها الوطني فضلاً عن كونه منصة تفكير إبداعي لمجالات عديدة في الاستراتيجيات الدفاعية ومناقشة الأفكار والحلول في التصدي للإرهاب والتطرّف من خلال المشاركة العالمية الفاعلة، وكذلك استثمار مسار النجاح الدولي المستمر ضمن خطّة وخطوات مدروسة تتمثل بتحويل التحدّيات إلى نجاحات حقيقية تعكس مستوى التناغم في المجال العسكري والأمني وعلى نطاق استراتيجي، خاصة ضمن قوّات التحالف التي تعمل في مناطق الحروب والنزاعات.

وأضاف سمّوه إنّنا نفخر جميعاً بأن يظلّ بايدك بوابة فعّالة لأنظمة الدفاع المتقدّمة ومنصّة ذات معيار عالٍ في تقويم الأحداث العالمية، نظراً لما ستتطرّق إليه أروقة المؤتمر من تبادل للمعرفة والتكامل والتعاون بما يتماشى مع التحدّيات وتسارع الأحداث التي يشهدها العالم، فالدفاع والأمن أمران حيويان لكافة الدول، لذلك نبذل جميعاً كل جهد ممكن لضمان أن تتزوّد القوّات المسلحة بأفضل الوسائل والتقنيات، فقد أصبح من الثوابت أن دور صناعة الدفاع يتغير بسرعة وباستمرار، ما يستلزم المزيد من التطوير لمواجهة الحروب الحديثة والهجينة، بالاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي ونظم المحاكاة المتطورة لرصد ولتخزين وتحليل المعلومات، للإسهام في تعزيز أمن واستقرار الأفراد والدول كونها تتجاوز كل ما هو بشري وتقلل من نسبة الأخطاء المحتملة والمتوقعة وتوفّر الحلول الأمثل لكل السيناريوهات المحتملة.

وأوضح سُموّه... يأتي تنظيم بايدك 2019 في ظلّ ظروف غير مستقرة يشهدها العالم، مما يستدعي من القائمين على هذا القطاع تحسين وتطوير تقنيات تساعد في الحد من المخاطر المتوقعة ومواجهة التحديات المتسارعة، بتوحيد الجهود المبذولة من مختلف القطاعات الحيوية المختصة بهدف تطوير استراتيجيات أمنية ودفاعية تسهم في تحقيق وإرساء السلام العالمي المنشود.

وبهذا الصدد أشار سُموه إلى أنّ التحدّي الأبرز الذي يشهده العالم اليوم، هو تأمين الممرات المائية، ومكافحة القرصنة البحرية، ولعلّ انعقاد بايدك 2019 في هذه المرحلة يقدّم حلولاً لتعزيز المراقبة والأمن في الممرات المائية الرئيسية في الشرق الأوسط، في ضوء الأحداث الأخيرة في منطقة الخليج، لتعزيز الاستقرار في البحار، وضمان المرور الآمن وحرية الملاحة للسفن التجاريّة، وتقليل التوتر في المياه الدولية في جميع أنحاء الخليج، ومضيق هرمز، ومضيق باب المندب، وخليج عمان، وبما يحقق استقرار أمن الطاقة العالمي.


"بايدك 2019" تجدّد الإنجاز والتميّز البحريني في تنظيم أضخم الفعاليات الدولية

نجحت مملكة البحرين في لفت الأنظار لقدرتها على تنظيم حزمة من الفعاليات العسكرية الاستراتيجية المهمة، والتي ترسخ من الموقع الجغرافي الاستراتيجي للمنامة وتأثيرها بمعادلة القوى والتوازنات الإقليمية.
وتميزت المملكة بتنظيم العديد من الفعاليات التي استقطبت كبار رجال السياسة والاقتصاد والشؤون العسكرية، ومن أبرز هذه الفعاليات فعالية "حوار المنامة" الذي ينظم سنوياً. كما حجزت البحرين مكانة متفردة من الاهتمام العالمي بسبب النتائج المثمرة لمعرض البحرين الدولي للطيران، فضلاً عن السمعة الدولية من تنظيم جائزة البحرين الكبرى لطيران الخليج للفورمولا واحد.

"بايدك 2017"

خَطت البحرين خطوة مهمّة باستقطابها كبار الشخصيات والشركات للمشاركة بمعرض ومؤتمر البحرين الدولي للدفاع (بايدك) في العام 2017، والذي حظي برعاية سامية من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى القائد الأعلى حفظه الله ورعاه.

وما يميز الفعالية البحرينية أن المعرض الدولي يعتبر الأول من نوعه في مملكة البحرين لشموليته بتقديم معروضات دفاعية تشمل الوسائل الدفاعية الثلاث (البرية والجوية والبحرية)، والذي انبثقت فكرته إدراكاً لأهمية نقل وتوطين التكنولوجيا العسكرية ودورها الفاعل في جعل المؤسسات العسكرية الوطنية تواكب أحدث التكنولوجيات الدفاعية المتبعة في الدول المتقدمة، فضلاً عن دور التكنولوجيا العسكرية في دعم العمليات العسكرية ومستقبلها في هذا الشأن الحيوي.

وتمتلك مملكة البحرين تجربة ثرية في مضمار صناعة المعارض والمؤتمرات بشتى أبعادها لاسيما العسكرية منها، مما جعلها تواكب التجارب العربية والدولية المميزة في الإمارات والأردن ومصر وماليزيا وتركيا وإندونيسيا وأمريكا وغيرهم. وصاغ المنظمون تجربة وطنية حازت على تقدير عالمي نظراً لما حققه "بايدك" من توقيع شراكات عسكرية استراتيجية واستعراض أحدث التقنيات والابتكارات بالمجال العسكري الذي تتسارع وتيرة التقدم التقني به بشكل كبير.

رؤية

ويأتي انعقاد المعرض والمؤتمر في نسخته الثانية للدفاع للعام 2019 بما يواكب التقدم العسكري بالجيوش البرية والجوية والبحرية من أجل ردع القوى الإرهابية وغرس السلام والأمن، حيث يجتمع الخبراء والقادة لتوحيد الجهود في قضايا الأمن العالمي، والأحداث الأخيرة في المنطقة، وكذلك التحديات المستقبلية للحروب غير النظامية ودور التكنولوجيا في المناورة.

كما ويعزّز معرض ومؤتمر البحرين الدولي للدفاع 2019 من تحقيق رؤية البحرين الاقتصادية 2030 فيما يتعلق بجذب مزيد من المؤتمرات والفعاليات الكبرى على أرض البحرين، وذلك لما تشكله صناعة المؤتمرات من إيراداتٍ مهمة ترفد الاقتصاد الوطني.

ويسهم هذا الحدث في تحويل دول الخليج العربي من جهة مستقبلة ومستوردة للمعروضات والعلوم العسكرية إلى جهة منتجة ومصنعة ومصدرة، من خلال استثمار المشروع السعودي بتوطين الصناعات العسكرية والدفاعية بإنتاج القطع والأدوات العسكرية، وذلك وفق الاحتياجات الخليجية والأولويات القائمة على معيار الابتكار والخصوصية والاستثمار بالكوادر والاستفادة من التجارب، ويتجلى ذلك من خلال النجاح الكبير لمعرض التصنيع العسكري السعودي في العام 2018.

تحالفات

هذا ويلبي معرض ومؤتمر "بايدك 2019" احتياجات العديد من البلدان، حيث يسلط الضوء على التكنولوجيا العسكرية في الشرق الأوسط  وتحديات المنظّمات الإرهابية والبلدان التي تمولها وأفضل الحلول لتلك التحديات، خاصة في ظلّ ما تشهده المنطقة العربية من إعادة ترتيب التحالفات العسكرية للتصدي لممارسات بعض الدول العدائية التي تهدد الملاحة البحرية في الخليج العربي ومضيق هرمز من بعد إثارتها العديد من المشاكل في عمل عدائي يجسّد إصراراً على تهديد الأمن والسلم الإقليمي والإضرار بحركة الملاحة البحرية وتعريضها للخطر.