لقد بلغت الكلمة السامية التي ألقاها سيدي صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه في افتتاح دور الانعقاد الثاني من الفصل التشريعي الخامس لمجلسي الشورى والنواب، من الشمول والعمق والمضمون الأساسي للتنمية الحقيقية وتعزيز مسيرة التطور في شتى الميادين، والسير قدما بهذا الوطن الغالي نحو رحاب العزة والمجد والرقي والازدهار، فمملكة البحرين في عهد جلالته حفظه الله ورعاه بلد القانون والمؤسسات ومحورها الإنسان وإنجازاتها في شتى الميادين تتواصل يوما بعد يوم، وتعبر عن نفسها في كل مكان، وبما أن التقدم الهائل في تكنولوجيا المعلومات أحدث تغيرات جوهرية ومؤثرة في مختلف أشكال الحياة، فقد وجه جلالته بأن “تباشر الحكومة بوضع خطة وطنية شاملة تُؤمّن لنا الاستعداد الكامل للتعامل مع متطلبات الاقتصاد الرقمي، بتبني وتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في القطاعات الإنتاجية والخدمية، من خلال وضع الأنظمة اللازمة، واستكمال البنى التقنية، وتشجيع الاستثمارات النوعية، لضمان الاستفادة القصوى من مردود ذلك على اقتصادنا الوطني”.

لاشك أن للاقتصاد الرقمي مزايا كبيرة في عالم اليوم الذي تسعى فيه كل الدول إلى تطوير البنية الرقمية والتوسع في عالم الإنجازات والابتكارات الاستثنائية في مجال تقنية المعلومات، وهذا التوجيه الملكي سيعزز مسيرتنا الحافلة بالنجاح في مجال تقنية المعلومات.

وبما أن الحاجة واضحة اليوم إلى وضع استراتيجية لتحقيق الاكتفاء الذاتي في الغذاء وتطوير هذا القطاع الحيوي والمهم، فقد أصدر جلالته توجيهاته السامية "بوضع وتنفيذ “مشروع استراتيجي للإنتاج الوطني للغذاء”، ليشمل تخصيص مواقع متعددة للاستزراع السمكي والإنتاج النباتي، ويهدف المشروع بشكل رئيسي إلى تطوير القدرات الوطنية في مجال الصناعات الغذائية ورفع نسبة الإنتاج المحلي، والحفاظ على خبرة أصحاب تلك المهن ليكونوا جزءًا مهماً في إنجاح تلك المشاريع".

إنها رؤية مستقبلية ثاقبة من جلالته أيده الله لتحقيق الأمن الغذائي باعتباره من الركائز الأساسية لتحقيق معدلات النمو والوصول إلى الاكتفاء الذاتي والتوسع في الإنتاج والصادرات الغذائية.

إن كلمة سيدي جلالة الملك تدعونا إلى أن نشمر عن ساعد الجد لنعمل كمواطنين بلا كلل أو ملل، وبإخلاص وتفان وحب للبذل للبحرين الغالية.