العدد 4021
الجمعة 18 أكتوبر 2019
banner
د. جاسم حاجي
د. جاسم حاجي
تأثير الذكاء الاصطناعي على الكوارث الطبيعية
الجمعة 18 أكتوبر 2019

تتعرض تربة الأرض لضغط من التلوث والنمو السكاني والزراعة المكثفة وغيرها، هيكلها لا يتعرض للخطر فقط (ثلث تربة الأرض قد تدهورت بالفعل)، لكن الكثير منها ملوث بشكل خطير (التسمم بالمبيدات يؤدي إلى دخول ثلاثة ملايين شخص إلى المستشفى و250 ألف وفاة في جميع أنحاء العالم كل عام)، وفقا للأمم المتحدة، ويتمتع الذكاء الاصطناعي بالقدرة على تحويل الممارسات الزراعية بالكامل لجعلها أكثر أمانًا على صحة الأرض والناس، فالتعلم الآلي مع الروبوتات يمكن أن يوفر جمع البيانات الآلي واتخاذ القرارات لتحسين عمليات الزراعة، ويمكن أن تتفاعل هذه الأنظمة مباشرة مع المحاصيل لاكتشاف أفضل الأوقات للزراعة والرش والحصاد، ما يقلل الحاجة إلى الأسمدة والمبيدات التي تلوث التربة، وهذا سيجعل الزراعة ليست أكثر كفاءة فحسب، بل سيؤدي أيضًا إلى المزيد من المحاصيل العضوية والصديقة للأرض. وبالمثل، يمكن أن تساعد مراقبة الذكاء الاصطناعي المجتمعات في حماية مناطق من الأراضي أكبر من المزارع؛ فالنظم الإيكولوجية والموائل في جميع أنحاء العالم يمكن أن تستفيد كذلك. على سبيل المثال، توفر الطائرات بدون طيار المدعومة بالذكاء الاصطناعي فرصًا جديدة لمراقبة وحماية المناطق المهددة بالانقراض. وفقا لتقرير المنتدى الاقتصادي العالمي، فإن اكتشاف أكثر فعالية للأمراض النباتية، والتنبؤ بطريق الصيد غير المشروع، ومراقبة التعرية، وتحديد الأنواع، وتتبع هجرة الحيوانات، كلها حقيقة واقعة لدى الذكاء الاصطناعي.

يمكن للجميع من الحكومات المحلية إلى الأفراد أن يكونوا أكثر استعدادًا لاحتواء الكوارث الطبيعية مثل الأعاصير والانهيارات الطينية وحرائق الغابات، نظرًا لأن علوم المناخ والتنبؤ بالكوارث الطبيعية والتعافي منها أصبحت أكثر إلحاحًا، فقد بدأ العلماء باكتشاف الإمكانات الحقيقية للذكاء الاصطناعي في هذا المجال، فمع الذكاء الاصطناعى، قام باحثوا التكنولوجيا أخيرًا بتزويد مجتمع العلوم بالقدرة الحاسوبية لفهم البيانات التي كان يتم تخزينها لعقود، وقد كانت هذه المجموعة الواسعة من البيانات بمثابة مجموعة تدريب مثالية للتعلم الآلي لفهم كل ذلك وزيادة أداء نماذج المناخ.

ويمكن للذكاء الاصطناعي أيضًا توفير الأدوات اللازمة لمراقبة التلوث بشكل أفضل وتحديد مصادر مشكلات جودة الهواء بشكل أسرع وأكثر دقة، وفي حالة تسرب الغاز، على سبيل المثال، تتيح المستشعرات الذكية المزودة بالتعلم الآلي وتكنولوجيا الشبكة المتداخلة ذاتية التنظيم إجراء إصلاح أكثر استهدافًا.

بالإضافة إلى مراقبة المشاكل في الهواء، يمكن للذكاء الاصطناعي أيضًا تقليل الانبعاثات الضارة التي يتم ضخها في المقام الأول، وهذا أمر ملح بشكل خاص لأن تلوث الهواء يمثل بالفعل أزمة عالمية خطيرة، حيث يعيش 91 في المئة من سكان العالم في أماكن تفشل في تلبية إرشادات جودة الهواء الصادرة عن منظمة الصحة العالمية. رغم أنه قد يكون من السهل التفكير في عواقب ذلك كمشكلة بعيدة، إلا أنها بالفعل تقتل سبعة ملايين شخص على مستوى العالم كل عام.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية