العدد 4022
السبت 19 أكتوبر 2019
banner
جائزة نوبل... هل من إعادة نظر
السبت 19 أكتوبر 2019

أن يسجل اسمك ضمن الفائزين بجائزة نوبل أمر جدير بالفخر والاعتزاز، بل يستحق السعي والاجتهاد لتنال هذا الشرف الرفيع في قائمة ثرية لأصحاب الإسهامات العالمية في مختلف الفنون المعرفية والعملية، لكن أن تطال هذه الجائزة انتقادات موضوعية واتهامات مبنية على أسس ومعايير حقيقية ومبررات واقعية، فهو أمر يضر ويسيء لهذه القائمة التي يفترض أن تظل ناصعة، لا أن يظل القائمون على أمر هذه الجائزة صامتين وهم يرون ثوبها “النقي” يتطلخ من هنا وهناك.

وفي مثال واضح على هذه الثغرات، تم منح جائزة نوبل للآداب لعام 2019 م للكاتب والشاعر النمساوي بيتر هاندكه، رغم أنه معروف بدعمه نظام الرئيس اليوغوسلافي والصربي الراحل سلوبودان ميلوشيفيتش، رئيس جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية في الفترة من العام 1997 إلى العام 2000 والمسؤول عن المجازر الوحشية والجرائم ضد الإنسانية التي يندى لها الجبين بحق المسلمين.

هذا الاختيار أدى إلى موجة من الغضب والاستياء في مختلف أنحاء البلقان، حيث احتشد متظاهرون أمام السفارة السويدية في مدينة بريشتينا، عاصمة كوسوفو، للاحتجاج ضد منح الجائزة لهاندكه، وحثت منظمة “أمهات سربرنيتشا” وهي منظمة تمثل ضحايا جرائم الحرب البوسنية الأكاديمية السويدية على إلغاء قرارها، كما أشارت العديد من الصحف النمساوية والألمانية إلى أن هاندكه لا يستحق هذه الجائزة الرفيعة.

من جانبها، دافعت الأكاديمية السويدية عن قرارها، مؤكدة أنها لم تقصد منح الجائزة لأحد دعاة الحروب أو أحد منكري جرائم الحرب أو الإبادة الجماعية، وأنها  لم تجد أي دليل على أن هاندكه أشاد بسفك الدماء أو أنكر جرائم الحرب، عندما حضر جنازة سلوبودان ميلوسيفيتش في عام 2006.

آثرت مثالا بعيدًا عن عالمنا للتأكيد على أن الانتقادات التي توجه للجائزة لا تخصنا فقط بل هي ظاهرة عامة تؤكد ضرورة إعادة النظر في معايير منح جائزة نوبل بمختلف فروعها، وتمثيل مختلف الثقافات والحضارات بالجهات القائمة على الاختيار حتى لا تظل حكرا على أحد ولا تختار اشخاصا غير جديرين بها.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .