+A
A-

مرافعة مُنتج مسرحي زوّر تأشيرة الإقامة لنفسه بجلسة 15 نوفمبر

أرجأت المحكمة الكبرى الجنائية الأولى محاكمة منتج أعمال فنية -ثلاثيني ومقيم بدولة خليجية-، متهم بتزوير طلباته للحصول على تأشيرة رجال أعمال للدخول للمملكة مستغلا أختام مصطنعة باسم شركة إنتاج وتوزيع فني بحرينية تعامل معها في وقت سابق لإنتاج عمل مسرحي على صالة أحد الأندية البحرينية وتسبب للشركة بمطالبات مالية أمام المحاكم مع النادي ولم يدفعها بلغت 9000 دينار، لجلسة 15 نوفمبر المقبل؛ وذلك للمرافعة مع التصريح لوكيله بأقوال الشهود، مع استمرار حبسه لحين الجلسة القادمة.

وتتمثل وقائع القضية فيما أبلغ به صاحب شركة الإنتاج والتوزيع الفني البحرينية مركزا للشرطة والإدارة العامة لشؤون الجنسية والجوازات والإقامة، إذ أفاد بأن المتهم عمد إلى تزوير استمارة طلب الحصول على تأشيرة لدخول المملكة، مستعملا ختما مزورا وزوّر كذلك توقيعه على تلك الاستمارة، والذي تقدم بها للإدارة العامة للجنسية والجوازات والإقامة وحصل بسببها على عدة تأشيرات دخول لمملكة البحرين.

وأشار إلى أنه تعرف على المتهم في العام 2017 من خلال أحد الفنانين البحرينيين، والذي أوضح له عن رغبة المتهم في عرض عمل مسرحي بالمملكة، على أن يكون ترتيب عرض العمل عن طريق مؤسسته الخاصة بالإنتاج والتوزيع الفني كون أن المتهم لا يملك جنسية الدولة المقيم فيها أصلا، ومن ثم يجب عليه العمل من خلال شركة بحرينية.

وبالفعل تم الترتيب لعمل مقابلة معه في المملكة بذات العام وبحضور الفنان البحريني، حيث انصب مضمون الاتفاق على أن المتهم يقوم بالإجراءات الحكومية وملتزم بالقيام بالأمور الفنية والمالية، وأن جميع الخسائر المالية للعمل سيتحملها المتهم نفسه، وعلى إثر ذلك الاتفاق تم إبرام عقد فيما بينهما وقد تم عرض تلك المسرحية، وقد حصلت مؤسسته على مبلغ 500 دينار من ذلك العقد، وكان من المفترض أن يغادر المتهم البلاد بعد انتهاء فترة العروض لكنه لا يعلم إذا ما غادر البلاد من عدمه.

لكنه تفاجأ في وقت لاحق لتلك المسرحية بورود تبليغ له من المحكمة برفع النادي المشار إليه دعوى قضائية لمطالبه بمبالغ متأخرة الدفع بلغ مقدارها 9000 دينار، فاتصل بالفنان البحريني وأبلغه بالأمر إلا أنه تبين أنه خارج البلاد بذلك الوقت، وبمجرد عودته قابل الأخير وسأله عن مكان المتهم كون أنه تفاجأ بالدعوى المرفوعة ضده، فأبلغه الفنان أن المتهم سيقوم بتسوية النزاع فيما بينه والنادي، إلا أنه لم يقم بسداد ذلك المبلغ المترتب عليه لصالح النادي.

وأضاف أنه في غضون العام 2018 وتحديدا بشهر أغسطس سافر للهند بسبب مرض زوجته، وبعد عودته للمملكة تفاجأ بدخول المتهم للبلاد في غضون العام ذاته بالأشهر فبراير ومايو نوفمبر عدة مرات وعلى كفالة مؤسسته ودون علمه، وقد اكتشف ذلك من خلال اطلاعه على الطلب المقدم للإدارة العامة لشؤون الجنسية والجوازات والإقامة، ومن خلاله تبين أن الختم شبيه لختم مؤسسته وأن التوقيع ليس توقيعه.

وتابع، انه تعمد إعداد تأشيرة دخول لصالح المتهم ليستدرجه للحضور للمملكة حتى يجبره على سداد الديون المتراكمة عليه للنادي، وكذلك لمعرفة مضمون الطلبات المقدمة منه وحصل بسببها على تأشيرة الدخول لمملكة البحرين كون أن التواقيع ليست له والأختام لا تعود لشركته، وأيضا عن سبب إبرامه لعقود عمل مع شخص خليجي آخر واستعمل في إبرام العقد الختم الخاص بشركته، مؤكدا على أنه لا يعلم عن طريقة حصوله على ذلك الختم والتوقيع عليها مع ذلك الشخص، إذ لم يبلغه المتهم أي شيء عنها، وقد استلم المتهم إثر تلك العقود على مبلغ مالي جراء ذلك العقد المزور.

وعندما التقى بالمتهم طلب منه التواصل بالمحامي الخاص بشركته لكنه لم يقم بذلك، فما كان منه إلا أن توجه إلى مركز الشرطة وتقدم ببلاغ ضد المنتج المحتال حتى يتم منعه من السفر خارج البحرين ويبدأ في إنهاء جميع الأمور المالية المترتبة عليه، كما توجه للإدارة العامة المذكورة لتقديم طلب منعه من السفر، وهو ما حصل فعلا إذ صدر أمر بالقبض عليه وإحضاره وتم ذلك في يناير 2019.

كان المفروض ان يحصل على مبلغ 500 دينار لصالح مؤسسته بعد ان يقوم المتهم بانتاج العمل المسرحي

وبالتحقيق مع المتهم أنكر ما نسب إليه من اتهام، وقال إنه مقيم بدولة خليجية ولا يملك أية جنسية، وقرر أنه يعمل بوظيفة منتج للمسرحيات، والحاصل أنه في غضون العام 2017 اتفق مع المجني عليه أن يقوم باستئجار سجل مؤسسته؛ لعمل مسرحيات في مملكة البحرين، وقد وافق الأخير على ذلك.

ولفت إلى أنه تم تجديد ذلك الاتفاق في العام 2018، وحضر للبحرين عدة مرات وذلك تحت كفالة المؤسسة، وأنه في كل مرة كان يتواصل مع المجني عليه ويبلغه أنه سيحضر للمملكة فيطلب منه الأخير التواصل مع المخلص، إذ كان يقوم بإرسال كافة المستندات لمخلص المعاملات وهو من يقوم بتخليص جميع إجراءات دخوله للبحرين، ومن ثم يحضر للمملكة ويقابل المجني عليه ويدفع له أتعابه.

وبين أنه رجع للبحرين في شهر سبتمبر اللاحق لعرض المسرحية، لكنهم لم يعرضوها، إذ حصل على عروض أخرى في دولة خليجية أخرى لعرضها هناك.

من جهته قال مخلص المعاملات الذي تتعامل معه مؤسسة الإنتاج والتوزيع الفني أثناء سؤاله حول الواقعة، أن المتهم كان يتواصل معه في بعض الأحيان ويقوم بتسليمه استمارة موقعة ومختومة وذلك لاستصدار التأشيرات لبعض الفنانين، أما بشأن حضور المتهم للبحرين في سبتمبر 2018 فقد التقى به المتهم بالقرب من مبنى إدارة الجوازات، وهناك سلّمه الأخير استمارة خاصة بطلب الحصول على تأشيرة إقامة وقد كانت مختومة وموقعة في حقل تعهد الضامن، كما قام بتسليمه طلب منسوب صدوره لمؤسسة الإنتاج التوزيع الفني المذيل بختم مزور منسوب صدوره للمؤسسة سالفة البيان وتوقيع منسوب صدوره للمجني عليه؛ وذلك لاستصدار تأشيرة رجال أعمال له، على أن يقدم الطلب في وقت لاحق.

وبالفعل اتصل به بعد عدة أيام وكان ذلك في سبتمبر عام 2018 وطلب منه تقديم ذلك الطلب للإدارة العامة لشؤون الجنسية والجوازات والإقامة؛ ليتمكن من الدخول للبحرين، فقام بتقديمه واستطاع المتهم الدخول لمملكة البحرين، إلا أنه تفاجأ بعد ذلك عندما تلقى اتصالا من المجني عليه، والذي أبلغه أن المتهم يدخل البلاد دون علمه.

هذا وقد أحالته النيابة العامة للمحاكمة على اعتبار أنه في غضون شهر سبتمبر 2018، ارتكب الآتي:

أولا: اشترك بطريقي الاتفاق والمساعدة مع موظف حسن النية وآخر مجهول في تزوير محرر رسمي وهو استمارة طلب الحصول على تأشيرة الصادرة من الإدارة العامة لشؤون الجنسية والجوازات والإقامة وذلك بأن تلاقت إرادتهما على وضع إمضاء منسوب صدوره للمجني عليه وكذلك على وضع الختم المقلد المنسوب صدوره لشركة الإنتاج والتوزيع الفني بنية استعماله كمحرر صحيح وتم تقديمه للموظف حسن النية وقام بتوقيع عليه فتمت الجريمة بناء على ذلك الاتفاق وتلك المساعدة.

ثانيا: استعمل المحرر المزور موضوع التهمة أولا فيما زور من أجله مع علمه بتزويره بأن أمد تلك المحررات المزورة إلى مخلص المعاملات ليقوم بتقديمه للإدارة العامة لشؤون الجنسية والجوازات والإقامة.

ثالثا: اشترك بطريقي الاتفاق والمساعدة مع آخر مجهول وموظف حسن النية  في إدخال بيانات لوسيلة تقنية معلومات تخص إحدى الجهات الحكومية على نحو من شأنه إظهار بيانات غير صحيحة على أنها صحيحة بنية استعمالها كبيانات صحيحة وذلك بأن قام الموظف العام حسن النية بإدخال بيانات الاستمارة في الموقع الالكتروني الخاص بالإدارة العامة لشؤون الجنسية والجوازات والإقامة، وتدخل بإضفاء الرسمية على تلك الاستمارة بأن ذيلها بتوقيعه.

رابعا: اشترك بطريقي الاتفاق والمساعدة مع آخر مجهول في تزوير محرر خاص وهو الخطاب المنسوب صدوره لشركة الإنتاج والتوزيع الفني بأن قام باصطناع ذلك الخطاب وتذييله بتوقيع منسوب صدوره للمجني عليه وختم مزور منسوب صدوره للمؤسسة سالفة البيان فتمت الجريمة بناء على ذلك الاتفاق وتلك المساعدة.

خامسا: استعمل المحرر المزور موضوع التهمة رابعا فيما زور من أجله مع علمه بتزويره بأن أمد ذلك المحرر المزور للمخلص ليقوم بتقديمه للإدارة العامة لشؤون الجنسية والجوازات والإقامة.

سادسا: دخل للبلاد دون الحصول على إذن من الموظف المختص ودون اتخاذ الإجراءات المطلوبة.

سابعا: أقام في البلاد بطريقة غير مشروعة بأن لم يقوم بتجديد تأشيرة الإقامة التي تؤهله للبقاء في مملكة البحرين.