+A
A-

فصائل أنقرة في سوريا.. الوجه الآخر لداعش على "الجزيرة"

أعاد فيديو جديد ظهر الأحد للمقاتلة الكردية جيجك كوباني الأسيرة لدى جماعات مسلحة موالية لأنقرة (فيصل المجد) تقاتل تحت راية ما يُسمى بـ "الجيش الوطني" بالإضافة لفيديوهات التمثيل بالجثث التي يقدم عليها ويصوّرها بعض عناصر تلك الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا، إلى الأذهان صورة الطفل الفلسطيني الذبيح إلى الواجهة.

ففي 19 تموز/يوليو من العام 2016 انتشرَ فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي بكثافة يظهر فيه مقاتلون من حركة "نورالدين الزنكي" المتطرفة وهم يُعنّفونَ صبياً فلسطينياً سورياً من ذوي الاحتياجات الخاصة يُدعى عبد الله قبل أن يقوموا بقطعِ رأسه بالكامل خلال الفيديو ذاته.

وتُعد حركة "نورالدين الزنكي" من أبزر فصائل المعارضة السورية المسلحة التي انضمت إلى "الجيش الوطني". وقد شاركت في الهجوم العسكري التركي الثاني على الأراضي السورية والّذي على إثره سيطرت أنقرة على مدينة عفرين في 18 آذار/مارس من العام 2018.

وتُتهم الحركة كعدة فصائل أخرى المنضوية في "الجيش الوطني" وفقاً لمنظمة "العفو الدولية" بالتورط في اختطاف وتعذيب صحافيين وعمال الإغاثة الإنسانية في المناطقِ التي كانت تسيطر عليها في ريف حلب خلال عامي 2014 و2015 وعفرين بعد ذلك.

من الزنكي إلى المجد

ويزعم مقاتلو الحركة التي تشارك ضمن "الجيش الوطني" في الهجوم التركي الأخيرة بعدما استبدلوا اسم حركتهم إلى "فليق المجد" بأن "الطفل الفلسطيني كان مقاتلاً مع قوات الأسد"، رغم أنه كان آنذاك يبلغ من العمر 12 عاماً. وقد أصدروا بياناً رسمياً بذلك في حينه.

ويوما بعد يوم تكشف حقائق جديدة حول بعض الجماعات المسلّحة التي تقاتل تحت راية ما يُعرف بـ "الجيش الوطني" الموالي لأنقرة عن وجهها الّذي لا يختلف كثيراً عن وجه الجماعات الإرهابية المتشددة كتنظيمي "داعش" و"القاعدة" الإرهابيين.

ويبدو هذا الأمر واضحاً من خلال الصور والفيديوهات المصوّرة مع الأسرى والمقاتلين الذين لقوا حتفهم خلال المعارك بينهم وبين قوات "سوريا الديمقراطية".

ولا يتوقف الأمر لدى هؤلاء بالتباهي في قتل المدنيين ميدانياً وتصوير أنفسهم خلال ذلك، كما فعلوا في لحظات إعدام السياسية الكردية السورية هفرين خلف قبل نحو أسبوعين ميدانياً.

تمثيل بالجثث وصور سيلفي

فتارة يظهر هؤلاء المسلحون الموالون لأنقرة وهم يمثّلون بالجثث في الفيديوهات وتارة أخرى يبتسمون، بينما يلتقطون صورة "سيلفي" مع أسيرة مصابة في قدمها، كما فعلوا سابقاً مع المقاتلة في "وحدات حماية المرأة" جيجك كوباني، والتي وقعت أسيرة في يدهم حين كانت تقاتل ضدهم في صفوف قوات "سوريا الديمقراطية".

متهم بنحر طفل فلسطيني

وظهر في صورة "السيلفي" إلى جانب المقاتلة الأسيرة، مبتسماً، "الرائد" ياسر عبدالرحيم المتهم بنحر طفل فلسطيني سوري بالسكاكين قبل سنوات، وهو ذاته الّذي ظهر معها في الفيديو الأول، حيث هدد أحد عناصره بذبح المقاتلة على طريقة تنظيم "داعش" وبرفقته عدد من قيادات الفصيل العسكري الّذي يقوده ومنهم يامن تلجو.

ضيف على الجزيرة

وبالرغم من هذه الجرائم التي يُتهم بها عبدالرحيم فإنه يظهر كضيف على شاشة تلفزيون "الجزيرة" القطرية كناطقٍ عسكري". وتعرّفه "الجزيرة" لمشاهديها على أنه "الناطق العسكري باسم وفد المفاوضات السورية في أستانة" وتستضيفه القناة باستمرار.

كما أن "الجزيرة" كانت قد استضافت "النقيب" عبدالسلام عبدالرزاق بعيد ذبح الطفل الفلسطيني لتبرير الجريمة، وكان حينها الناطق باسم الحركة المعارضة للأسد.

يذكر أن المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى سوريا، كان قال، الأربعاء، إن قوات أميركية رأت أدلة على ارتكاب القوات التركية جرائم حرب في سوريا أثناء هجومها على الأكراد هناك. وأضاف جيمس جيفري، خلال جلسة استماع في مجلس النواب الأميركي: "لم نرَ أدلة شائعة على تطهير عرقي" من تركيا، لكن هناك تقارير عن "وقائع عديدة لما تعتبر جرائم حرب".

وقبل أيام قليلة، أكد البرلمان الأوروبي، في جلسة عقدها الخميس الماضي في ستراسبورغ، دعمه لإجراء تحقيق دولي في اتهامات استخدام تركيا أسلحة محظورة شمال سوريا، منها الفوسفور الأبيض. وصوت أغلبية النواب على قرار يدين بشدة العملية التركية أحادية الجانب في شمال شرقي سوريا.

كما أعلن البرلمان الأوروبي أن مقاتلي أحد الفصائل المدعومة من تركيا، نفذوا إعدامات عشوائية وارتكبوا جرائم تعذيب.

إلى ذلك، اتهمت منظمة العفو الدولية، الأسبوع الماضي القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها بارتكاب "جرائم حرب" في هجومها ضد المقاتلين الأكراد شمال شرقي سوريا. وذكرت المنظمة في تقرير أن "القوات التركية وتحالف المجموعات المسلحة المدعومة من قبلها أظهرت تجاهلاً مخزياً لحياة المدنيين، عبر انتهاكات جدية وجرائم حرب، من بينها عمليات قتل بإجراءات موجزة وهجمات أسفرت عن مقتل وإصابة مدنيين".