+A
A-

القائد العام يفتتح مؤتمر التكنولوجيا العسكرية في الشرق الأوسط

تحت رعاية سامية من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى القائد الأعلى حفظه الله ورعاه انطلقت فعاليات معرض ومؤتمر البحرين الدولي للدفاع 2019، وأفتتح صاحب المعالي المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة القائد العام لقوة دفاع البحرين فعاليات مؤتمر "التكنولوجيا العسكرية في الشرق الأوسط" مساء اليوم بفندق الفورسيزيون بحضور سمو اللواء الركن الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة مستشار الأمن الوطني قائد الحرس الملكي رئيس اللجنة المنظمة العليا لمعرض ومؤتمر البحرين الدولي للدفاع، وسمو المقدم الركن الشيخ خالد بن حمد آل خليفة قائد قوة الحرس الملكي الخاصة، وسمو الأمير فهد بن جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد آل سعود، الفريق أول ركن عبد الرحمن بن صالح البنيان مستشار خادم الحرمين الشريفين، وسمو الشيخ فيصل بن راشد آل خليفة، ومعالي الفريق أول ركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية، ومعالي الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وزير الخارجية، ومعالي الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، و السيد علي بن محمد الرميحي وزير شؤون الإعلام، و الفريق الركن عبدالله بن حسن النعيمي وزير شؤون الدفاع، ومعالي الفريق أول الركن فياض بن حامد الرويلي رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة للمملكة العربية السعودية الشقيقة، ومعالي الفريق الركن حمد بن محمد ثاني الرميثي رئيس أركان القوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، و الفريق الركن ذياب بن صقر النعيمي رئيس هيئة الأركان.

وبهذه المناسبة صرح صاحب المعالي المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة القائد العام لقوة دفاع البحرين قائلاً: "نعتز جميعاً بالرعاية السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى القائد الأعلى حفظه الله ورعاه للنسخة الثانية من معرض ومؤتمر البحرين الدولي للدفاع".

وقال معاليه: قد حقق معرض ومؤتمر البحرين الدولي للدفاع، نجاحاً كبيراً فاق التوقعات، حيث يعتبر أحد أسرع المعارض نمواً في منطقة الشرق الأوسط، والأكثر قدرة على جذب واستقطاب الشركات العارضة، ويقدم فرصاً ممتازة لعرض أحدث المنظومات الدفاعية الجديدة والمبتكرة، كما استطاع "بايدك" أن يشكل منصة متقدمة، للاطلاع على آخر المستجدات، وأحدث التطورات التكنولوجية والأنظمة العسكرية.

وأضاف معاليه: إننا على ثقة كاملة بأن أعمال معرض ومؤتمر البحرين الدولي للدفاع سيمثل فرصة لدعم الاستثمار في المعرفة والتحول الرقمي، والصناعات العسكرية، وصولاً إلى توطين أحدث التقنيات والتكنولوجيات الدفاعية التي تلائم احتياجات ومتطلبات مملكة البحرين، وبإذن الله تعالى نتائج هذا المحفل الدفاعي الدولي ستكلل بنجاح كبير، وذلك نظراً لحجم ونوعية المشاركة العالمية، كما نعرب عن خالص فخرنا لما لمسناه من استعدادات استثنائية واحترافية من جانب اللجنة العليا المنظمة للمعرض والمؤتمر، برئاسة سمو اللواء الركن الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة مستشار الأمن الوطني قائد الحرس الملكي، حيث نجح المعرض والمؤتمر في ترسيخ مكانته، كأحد أهم المعارض الدفاعية والملتقيات الفكرية على مستوى العالم.

وأكد معاليه إن مؤتمر "التكنولوجيا العسكرية في الشرق الأوسط"، والذي يصاحب المعرض يُعد من أكبر وأهم التجمعات الفكرية العسكرية التي سيناقش خلالها العديد من القضايا منها: الأمن السيبراني في ضوء ثورة الاتصالات الحديثة، وأثر التقدم في الذكاء الاصطناعي على حروب المستقبل، والتي تجاربها جارية في تقدم كبير ومحل دراسة وتقييم، فضلاً عن كيفية الاستفادة من برامج ونماذج وتطبيقات محاكاة الحروب المستقبلية والمحتملة.

كما أضاف صاحب المعالي القائد العام لقوة دفاع البحرين مؤكداً أن تنظيم مؤتمر التكنولوجيا العسكرية في الشرق الأوسط على أرض مملكة البحرين سيوفر الفرصة للمشاركين للاطلاع على كل ما يُستجد من أفكار ومواضيع في عالم التقنية الدفاعية، لمواكبة عملية التكامل والتوازن في هذا الشأن العسكري الحيوي الذي يشهد تطوراً هائلاً في توظيف التقنيات الحديثة في المجال العسكري والتي لها دور فاعل في وضع الحلول المناسبة لمواجه كافة المخاطر والتحديات التي تواجهها الدول على الصعيدين الاقليمي والدولي، فضلاً عن تبادل الخبرات بين الدول المشاركة، لمجابهة محاولات الاختراق الإلكتروني وشن الهجمات الإلكترونية على بنى الاتصالات والشبكات وقواعد البيانات والمعلومات وغير ذلك.

وأشار معاليه إلى إن نجاح تجربة المؤسسات المعنية بالشأن الدفاعي في البحرين من خلال العمل والمشاركة من أجل حفظ السلام ومواجهة التهديدات في المنطقة والعالم، وقدرتها بالمشاركة في الجهود الدولية لإرساء دعائم الاستقرار ومحاربة الإرهاب، يفرضان على البحرين معالجة مشكلات مصادر التهديد الجديدة التي تُستخدم فيها التقنيات الحديثة، وهو ما سيقوم به المؤتمر في أحد أهم جوانبه.

ورحب صاحب المعالي القائد العام لقوة دفاع البحرين بالمتحدثين في جلسات المؤتمر متمنياً لهم التوفيق والسداد، مؤكداً معاليه أن هذا الحدث البارز بأذن الله تعالى سينال استحسان الحضور والمشاركين وسيكون بحق محفلاً ناجحاً بكل المقاييس للإقبال الكبير للمشاركة في فعالياته، حيث أكد معاليه إن هذا الحدث بمثابة منصة لتبادل الافكار ومناقشة الرؤى الاستراتيجية، وعرض مختلف الحلول النموذجية لأهم التطورات التكنولوجية التي تشهدها الصناعات العسكرية، وذلك من خلال منصة علمية تقوم على عدد من أصحاب الفكر العسكري والسياسي، والذي يعكس دور مملكة البحرين الفاعل في مواكبة كافة المتغيرات والتطورات في المجالات التقنية والتكنولوجية الحديثة من أجل إرساء الأمن ودعم مسيرة السلام الدوليين بالتعاون مع دول العالم الشقيقة والصديقة.

وستعقد العديد من الجلسات ضمن أعمال مؤتمر التكنولوجيا العسكرية في الشرق الأوسط والتي تدور محاورها في العديد من المواضيع منها مستقبل التكنولوجيا العسكرية والصناعات العسكرية في منطقة الشرق الأوسط، واستراتيجيات الدفاع السيبراني، وتأثير الذكاء الاصطناعي على وظائف الجيوش النظامية، فضلاً عن موضوع استخدام التكنولوجيا لتطوير نماذج محاكاة للحرب، وتأثيرها على النزاعات الإقليمية.

ولمضاعفة الحاجة للعمل على الاستمرار في عملية التطوير للمنظومات الدفاعية ومواصلة التحديث للتقنيات العسكرية الحديثة، يأتي تنظيم المؤتمر في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة العديد من المتغيرات، وذلك لمواجهة آليات الحروب الجديدة، عبر بناء قاعدة وطنية من الصناعات الدفاعية لتكون صمام أمان للوطن والمواطنين ودول مجلس التعاون الخليجي والمجتمع الدولي ككل.

وألقى  الدكتور الشيخ عبد الله بن أحمد آل خليفة، رئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة "دراسات"، رئيس مؤتمر "التكنولوجيا العسكرية في الشرق الأوسط"، والمتحدث الرسمي لمعرض ومؤتمر البحرين الدولي للدفاع كلمة هذا نصها:

يشرفني ببالغ الفخر وعظيم الامتنان، أن أستهل حديثي بأن أرفع أسمى آيات الشكر والعرفان إلى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، القائد الأعلى، حفظه الله ورعاه، لتفضل جلالته برعايته السامية لهذه التظاهرة الدولية المتميزة، مضمونًا وحضورًا وقيمة.

وإنه لمن دواعي الاعتزاز، أن يحظى مؤتمرنا، بوجود هذا الجمع الكريم من صناع القرار والقادة الرواد والخبراء، لتبادل الأفكار الرصينة، وطرح الرؤى الملهمة، من أجل المساهمة في حل التحديات الراهنة، التي تواجه منطقتنا والعالم، وأثق أنها ضمن أجندة أعمالكم.

كما أتوجه بخالص الشكر والعرفان إلى صاحب المعالي المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة، القائد العام لقوة دفاع البحرين، على الدعم الكبير والنوعي للمؤتمر وفعالياته المختلفة، وتحية تقدير ووفاء لقوة دفاع البحرين الباسلة "درع الوطن" وركيزة استقرار المنطقة، في إطار دورها المحوري والفاعل في الذود عن المقدرات، وحماية القيم والمبادئ النبيلة.

وإذا كانت النسخة الأولى من معرض ومؤتمر البحرين الدولي للدفاع "بايدك" قد حققت نتائج طيبة ومبهرة، فإننا نطمح إلى مواصلة مسيرة الإنجاز في النسخة الثانية، ولدينا تطلعات كبيرة للريادة والتكامل، لأن رسالتنا هي السلام والتعاون والازدهار للجميع.

إن عالمنا يتطور بوتيرة أسرع من أي وقت مضى، ونقف على أعتاب جيل جديد للبشرية، يمكن أن نطلق عليه "جيل التقنية الذكية".

وهذا الجيل الجديد أو "النطاق الخامس" يأتي بعد مراحل مرت بها الإنسانية، وهي: الصيد، والزراعة، والصناعة، والمعلومات.

ففي عام 1898، نشر الخبير العسكري البولندي جان بلوخ كتاب "مستقبل الحرب" وتطرق فيه بشكل محترف إلى آثار الصناعات الحديثة على طبيعة وسلوك الحرب. وهذا الإدراك المبكر لقيمة الابتكار التقني، تواصل على مدى عقود، لتصبح الثورة التكنولوجية هي قاطرة التطور البشري في مختلف التخصصات، وبينها المجال العسكري، فقد شهدت الجيوش الحديثة، تطورات هائلة في مختلف ميادين التسلح، مع ظهور أجيال جديدة ومتنوعة من الأسلحة الفتاكة، وزيادة القدرة التدميرية والفعالية لمنظومات الأسلحة القائمة، بالإضافة إلى قدرات وامكانات الذكاء الاصطناعي، والنانو تكنولوجي، والأسلحة المسيرة، والحروب السيبرانية والفضائية وغيرها.

وأصبح العالم بحاجة إلى إعادة تعريف مفهوم الأمن، كما بات بحاجة أكبر لوضع ضوابط لاستخدام التكنولوجيا الحديثة، لتفادي الأضرار الأمنية والأخلاقية الناجمة عن تلك الاستخدامات.

إن منطقة الشرق الأوسط، التي تشهد تغيرات في مناخ الأمن، واضطرابات في بيئة الاستقرار، تقف الآن عند مفترق طرق مصيري، تتجاذبها نزاعات محتدمة، تدور حول الأمن والتوسع والمصالح، ومحاولة فرض كيانات الفوضى بديلا عن الدولة الوطنية، واستبدال قيم التعايش والتسامح بآفات الطائفية والتطرف.

وفي هذا الإطار، تبرز أهمية وخطورة التكنولوجيا خصوصا العسكرية.. هل ستكون معبرا لشعوب ودول المنطقة نحو الاستقرار والازدهار؟ أم أداة للفوضى ونشوب الحروب؟.

فالمنطقة التي شهدت مؤخرا اعتداءات إرهابية على ناقلات تجارية مدنية، ومنشآت نفطية بالمملكة العربية السعودية، تسجل نموًا مضطردًا في قطاعات تقنية المعلومات والاتصالات والذكاء الاصطناعي، وتشير الدراسات إلى أن أكثر من 85% من الشركات والمؤسسات سوف تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2025، وسوف تصل هذه التقنيات سريعاً وتراكمياً إلى مختلف القطاعات الاقتصادية والتنموية، لتفتح آفاقاً لا حدود لها من الابتكار والعصرنة.

ونتطلع لأن تقف التكنولوجيا دائما إلى جانب الاستقرار والتقدم، من خلال الاستثمار في الفكر والتقنية، لسيادة ثقافة السلام ودعم التنمية، وتحقيق الأمن المستدام، وهو الأمر الذي يتطلب عملا جماعيا لتعزيز الشراكات، وردع الدول والجهات الراعية للإرهاب والعدوان، وسلامة الأمن البحري، لضمان أمن الطاقة، وازدهار التجارة الدولية.

ويعتبر معرض ومؤتمر "بايدك" منصة مثالية، للمساهمة في بلوغ هذه الغاية، من خلال إطلاق أحدث المنتجات والحلول العالمية المبتكرة، ومواكبة التطورات في عملية التحول الرقمي، والاستفادة من الفرص المتاحة لتعظيم الخبرات والمنافع، ومن بينها توطين المعرفة والتكنولوجيا، وأنوه في هذا الصدد، بتقدير بالغ إلى ما تطرق إليه سمو اللواء الركن الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، مستشار الأمن الوطني، بشأن قضية توطين المعرفة والصناعات العسكرية، في إطار استراتيجية تنموية متكاملة، تستهدف تعزيز الاكتفاء الذاتي، وتحفز الإبداع والابتكار.

أرسى النهج الإصلاحي لحضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى القائد الأعلى، الأساس لبناء المعرفة، وامتلاك التقنية الحديثة، وأثبت قدرته الفائقة على استيعاب التطلعات وتلبية الاحتياجات، بالإضافة إلى رسم ملامح المستقبل بواقعية وفاعلية، انطلاقاً من حكمة التوازن بين السلام والقوة، وبين الأمن والتنمية، لتعزيز ركائز الدولة المدنية الحديثة.

ويأتي توجيه جلالة العاهل المفدى القائد الأعلى حفظه الله ورعاه لوضع الأنظمة اللازمة، واستكمال البنى التقنية، وتشجيع الاستثمارات النوعية، في سياق خطة وطنية شاملة، بهدف مواكبة حركة التقدم العلمي والتقني، ودعم مسيرة التحول الرقمي.

كما تقدم رؤية البحرين الاقتصادية 2030 صيغ عملية، للتحول إلى الاقتصاد الذكي والتقنية الرقمية، وتوظيف الامكانات البشرية، وكانت سباقة إلى ترسيخ قيم الإبداع والابتكار وريادة الأعمال، كثقافة وطنية، وتولي اهتماماً كبيراً بقطاع التكنولوجيا.

وأستشهد بتصريح صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، بأن "الطاقة التي يجب أن نطلقها اليوم في العالم العربي هي طاقة الابتكار" لتعزيز مبادئ التنافسية، والاستدامة، والعدالة.

وفي الوقت الراهن، تحرز مملكة البحرين، تقدماً ملحوظاً تجاه اعتماد التقنيات الحديثة، وإعداد الكوادر المتخصصة، وجاءت ضمن أفضل عشر دول في قائمة الدول الأكثر تحسنا في مؤشر البنك الدولي لممارسة أنشطة الأعمال، وتمتلك المملكة المقومات الكفيلة بأن تكون مركزا إقليميا للخدمات الرقمية، والتقنيات الحديثة، والذكاء الاصطناعي.

أود أن أعبر عن سعادتي، بأن يكون مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة "دراسات" شريكا استراتيجيا فاعلا، في تنظيم هذا المحفل العالمي، وما يتيحه من مناقشة قضايانا المشتركة، وجسراً للفكر والحوار، بما يعزز من قيمنا وشراكتنا.

ونطمح أن يقدم المؤتمر خيارات استراتيجية، ومبادرات خلاقة، من شأنها تعزيز فرص الوقاية من الأزمات، والاستثمار في التقنية الرقمية، فلا يمكن بناء إرث ومخزون معرفي من دون تبادل ونقل المعارف بين المجتمعات والمؤسسات المختلفة، والتشارك حول أفضل الممارسات، إسهامًا في بناء عالم أفضل، يسوده الأمل والتسامح والتقدم.

وقد أولى مركز "دراسات" اهتماماً كبيراً للجانب التقني سواء في مشاريعه البحثية أم شراكاته مع المؤسسات المعنية في الداخل والخارج، كما نسعى للاستثمار في هذا القطاع الحيوي، وتشجيع الإبداع والابتكار، لدعم عملية صنع القرار، وخدمة التنمية المستدامة.

ويطيب لي أن أعرب من هذا المنبر عن شكري الجزيل وامتناني العميق، لسمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة رئيس اللجنة العليا المنظمة، على توجيهات سموه القيمة، ودعمه الكبير لإنجاز هذا الملتقى الدولي الاستراتيجي، فشكرا لمن يمتلك ناصية الإبداع، وإرادة التحدي، وعزيمة النجاح ... وأكرر شكري لحضوركم الكريم، وتسعدنا مشاركتكم البناءة، وأتطلع للعمل معاً خلال المؤتمر وفي المستقبل.

ونسأل الله تعالى أن يكلل أعمال مؤتمرنا بكامل التوفيق.

وبعدها ألقى معالي الفريق أول الركن فياض بن حامد الرويلي رئيس هيئة الأركان للقوات المسلحة للمملكة العربية السعودية الشقيقة كلمة قال فيها:

اتشرف اليوم أن أكون بينكم، في رحاب مملكة البحرين الشقيقة، بلد الكرام، وموطن الأصالة والحداثة، وأشكر لكم كرم الضيافة، وحفاوة الاستقبال.

كما يطيب لي أن أتقدم بعميق الشكر والامتنان لمسؤولي وإدارة المؤتمر على الدعوة الكريمة بالمشاركة كمتحدث في هذه الليلة، وأن اعبر عن إعجابي الكبيد بما يحققه هذا الملتقى الدولي من نجاحات فائقة ومتطورة، كمنصة فكرية واستراتيجية، وبرعاية كريمة من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين القائد الأعلى لقوة دفاع البحرين.

يناقش المؤتمر هذا العام دور ومستقبل التكنولوجيا العسكرية في الشرق الاوسط، ويحمل في جوهره عنصر الجذب والاهتمام، نظرًا لأهمية التكنولوجيا في العقيدة العسكرية الحديثة والتي تحقق الأمن والاستقرار.

فالعالم يمر بسباق شرس، وتنافسية محتدمة على امتلاك التقنيات الحديثة، ابتكارًا واقتناءً وتوطيناً، تحقيقا للمصالح الوطنية والتفوق العسكري، بحماية الأمن، وبناء قدرات دفاعية وردع وتحديد للنفوذ والمكانة.

لقد أسهم التطور البشري والعلمي من خلال مراكز الابحاث والجامعات والمعاهد العلمية ومن خلال العلوم الطبيعية والإنسانية في تطوير التكنولوجيا العسكرية للانتقال من القدرات والاسلحة التقليدية الى القدرات والاسلحة الفتاكة.

يعد المخزون البشري والطاقات الشبابية طاقة كامنة في الشرق الاوسط ولم يتم توظيفها واستثمارها بالطريقة الامثل لدعم روافد اقتصاديات دول المنطقة، مع توفر كافة الامكانات لخلق فرص العمل وتطوير البرمجيات والصناعات العسكرية من أسلحة وذخائر وتقنيات تحت الأطر والمحددات الأمنية والعسكرية وكذلك القانون الدولي والمعاهدات الدولية.

ولقد سخرت كثير من الدول جهودها لمواكبة الثورة التقنية والمعلوماتية قدر الإمكان، من خلال عمل المؤسسات الوطنية الحديثة بتقييم التهديدات الداخلية والخارجية، ووضع المتطلبات العملياتية لبناء القوة، ومن ثم امتلاك واقتناء هذه القدرات وتموضعها مكانياً ضمن مفاهيم عملياتية للاستخدام الأمثل وبما يتوافق وينسجم مع المصلحة الوطنية والاستراتيجيات الوطنية والدفاعية.

تمارس الدول سيادتها وكامل حقها بامتلاك التكنولوجيا العسكرية والحديثة لضمان امنها الوطني واستقرار اقتصادها ورفاهية مواطنيها ، وخصوصاً مع متغيرات المصالح الدولية والمعطيات الجيوسياسية، حيث أن أمن الحدود والممرات المائية، حرية الملاحة وطرق المواصلات البحرية، مكافحة الإرهاب وتفكيك التنظيمات الإرهابية، وكذلك أمن الطاقة جميعها قضايا عسكرية وأمنية حساسة ومؤثرة في معادلة الأمن الإقليمي والدولي والتي تستوجب اندماج وتكامل عمل القوات المشتركة ضمن التحالفات الاقليمية والدولية وعمل الحلفاء لمواجهة التحديات والتهديدات المشتركة.

لقد أصبح من الواضح تأثير التكنولوجيا العسكرية بالعمليات العسكرية في النزاعات الاقليمية والدولية، وكذلك استخدامها بنمط الهجمات الإرهابية للتنظيمات الارهابية والجماعات المسلحة والهجمات الإلكترونية والسيبرانية، وما يمكن أن تحدثه هذه الطفرة التقنية من آثار جسيمة على الدول والشعوب والاقتصاديات باستخدامها خارج إطار القانون الدولي وقانون النزاع المسلّح وكذلك الاتفاقيات والمعاهدات الدولية المنظمة لذلك.

لا شك ان التطورات التكنولوجية السريعة في صناعة الأسلحة والمعدات العسكرية والبرمجيات الالكترونية وكذلك الذكاء الاصطناعي والتطور الفضائي، القت بمخاوف كبيرة من استخدامات هذه الثورة العلمية، ووضع العالم اجمع امام تحدٍ وتهديد حقيقي يمس الأمن الجماعي وكذلك الامن والسلم الدوليين في ظل وجود أنظمة ثورية وتوسعيه تنشر الفوضى وتمارس الارهاب العابر للحدود وتدعم التنظيمات الإرهابية بالقدرات النوعية لتحقيق الهيمنة وزرع الطائفية والعنصرية وإذكاء الصراعات المسلحة.

لا يخف عليكم جميعا ان منطقة الشرق الاوسط تمثل نقطة ساخنة من العالم، بوجود صراعات اقليمية واختلاف لموازين القوى ووجود سباق تسلح، مع وجود تنظيمات إرهابية تهدد الامن الإقليمي والدولي، ما يحتم على المجتمع الدولي المسؤولية لمنع ووقف حصول هذه الأنظمة على التقنيات والأسلحة المتطورة، ووضع المسؤولية القانونية على الدول المارقة ذات النهج الثوري والتوسعي بدعمها للتنظيمات الإرهابية بتكنولوجيا متطورة ومتقدمة.

يمثل التعاون المشترك والوثيق بين الدول الراعية للإرهاب والتنظيمات الإرهابية التهديد الأبرز للأمن الإقليمي والدولي، حيث تقوم هذه الانظمة بتزويد التنظيمات الإرهابية بالتقنيات المتقدمة والأسلحة النوعية واستخدامها دون أي التزام قانوني او أخلاقي.

كما ان نقل المعرفة التقنية من هذه الدول والانظمة للعناصر الإرهابية يشكل تهديد مستقبلي بانتقال هذه التقنيات الى التنظيمات الإرهابية والجماعات المسلحة دوليا والتي تتشارك بثوابت رئيسية الا وهي الايديولوجية، المصالح، الوجود.

وضمن عمليات عاصفة الحزم وإعادة الامل لإعادة الحكومة اليمنية الشرعية واجه التحالف هذا التحدي والتهديد بحصول المليشيا الحوثية الإرهابية على قدرات نوعية لتكون اول تنظيم إرهابي يحصل على قدرات الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار والزوارق السريعة المفخخة وكذلك صواريخ كروز، ويعد التزام التحالف بتحييد وتدمير هذه القدرات النوعية ضمن التزامه مع المجتمع الدولي لمحاربة التنظيمات الإرهابية وضمان عدم حصول هذه التنظيمات على هذه التقنيات والتكنولوجيا المتطورة.

وختاماً، فإنني أتوجه بالشكر الجزيل، للواء الركن سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، مستشار الأمن الوطني قائد الحرس الملكي، رئيس اللجنة العليا المنظمة، و الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة رئيس مؤتمر التكنولوجيا العسكرية في الشرق الأوسط، رئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة (دراسات) على الجهود المميزة في إعداد وتنظيم هذه التظاهرة الدولية الفكرية العسكرية الناجحة في نسختها الثانية، داعياً الله أن يديم الأمن والأمان والسلام في العالم ... شكرا لكم جميعاً.

وحضر فعاليات افتتاح المؤتمر عدد من الشخصيات رفيعة المستوى من مملكة البحرين والدول الشقيقة والحليفة والصديقة من مختلف دول العالم.