لا أهتم كثيرا بتفاصيل ما يدور من تطورات وأحداث في عالم الرياضة إلا في زواياها الاقتصادية والسياسية والإنسانية، ولا أتابع وقائعها ونتائجها إلا عندما يكون علم البحرين مرفوعا في محفل دولي مهم، وقبل أيام، توقفت بتأثر شديد أمام خبر إصرار لاعب بحريني على المشاركة في مباراة مصيرية لفريقنا الوطني لكرة اليد رغم وفاة والده - رحمه الله - قبل موعد الحسم بيوم واحد فقط.

تأملت الخبر كثيراً، وتوقفت مطولاً أمام قوة الشاب مهدي سعد، الذي كبر على آلامه وأوجاعه وأبى إلا أن يشارك مع زملائه المهمة الوطنية وفق الخطة المرسومة سلفا، فأثمر إصراره هو وزملاءه تأهل منتخبنا الوطني لكرة اليد للتصفيات النهائية لدورة الألعاب الأولمبية في طوكيو (2020).

لم ينته جمال الحدث عند هذه النقطة فحسب، فجاء الرد من قيادتنا على مستوى الموقف وأعلى، فتفضل والدنا صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى بإجراء مكالمة هاتفية مع اللاعب مهدي سعد ليعزيه بنفسه، ويشكره على موقفه الوطني النبيل، فجاءت هذه المكالمة تأكيدا لحجم التلاحم بين البحرينيين قيادة وشعبا ولما ميزنا على امتداد التاريخ من صفات الطيبة والتواضع والوفاء.

ولأن “الوفاء يرد بالوفاء” حسب كلمات سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب مستشار الأمن الوطني رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، فقد حرص سموه على زيارة اللاعب مهدي أثناء مراسم العزاء في منطقة الديه، ناقلاً تعازي جلالة الملك إليه.