كان لي شرف لقاء جلالة عاهل البلاد المفدى الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله، بمعية زملاء إعلاميين وصحافيين في شهر فبراير عام 2016، يومها أعرب جلالته عن اعتزازه بالدور الذي يتولاه الإعلام الوطني، في سبيل إظهار ما تحقق على أرض الواقع من إنجازات مباركة، مقدِّرًا جلالته المساعي الهادفة لإيصال صورة مملكة البحرين المشرّفة، وإعلاء اسمها ومكانتها. تلألأت عيون الحاضرين زهوًا وعلت هاماتهم فخرًا، فالإشادة ملكية، تلقتها الأسرة الإعلامية والصحافية بعظيم الاعتزاز، وكانت بمثابة دافع نحو مزيد من العمل الجاد للقيام بدورها الحيوي في مسيرة النماء والازدهار بقيادة جلالته.

استذكرت كلمات جلالة العاهل المفدى وأنا أشارك زملائي التغطية التي سبقت ورافقت فعاليات معرض ومؤتمر البحرين الدولي للدفاع “بايدك 2019”، في نسخته الثانية. نجح “بايدك” نجاحًا كبيرًا كمًا ونوعًا على مستوى التنظيم وعدد الدول، والشركات العارضة، والمشاركين من مختلف الدول الشقيقة والصديقة، وسُجل كذلك نجاح آخر للصحافة والإعلام المرئي والمسموع، وبعض الحسابات في وسائل التواصل الاجتماعي. تمثل ذلك النجاح في مواكبة الحدث العالمي الذي احتضنته مملكة البحرين لحظة بلحظة، والتحلّي بروح المسؤولية الوطنية في إبرازه كأحد أهم التجمعات في مجال عرض آخر ما توصلت إليه التكنولوجيا في مجال الصناعة العسكرية والدفاع، إضافة لكونه ملتقىً للمسؤولين من مختلف دول العالم لتبادل الآراء، والتباحث حول مستجدات الأوضاع الأمنية وارتباطها بجهود التنمية، واستنباط الحلول الناجعة لمجابهة العقبات؛ فأفردت الصحف المحلية مساحةً كبيرةً للمعرض والمؤتمر على صدر صفحاتها، كما سلط الصحافيون الضوء بطريقة عمل احترافية على مختلف جوانبهما وجميع تفاصيلهما، وعكست الصحافة صورة مملكة البحرين الداعمة لجهود إحلال السلام، وتعزيز الاستقرار سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي، وقدراتها الكبيرة على تنظيم المؤتمرات والمعارض العالمية.

تلفزيون البحرين كان حاضرًا في المشهد بشكل فاعل، إذ خصص العديد من البرامج، من أرض المعارض؛ موقع انعقاد معرض ومؤتمر البحرين للدفاع، وحظيت فعالياته بتغطية مميزة في نشرات الأخبار من خلال التقارير والربط المباشر مع شبكة المراسلين في الميدان، إضافة إلى برامج وثائقية عدة.

وانطلاقًا من هذا النجاح لابد من الإشارة إلى التطور المستمر والمتواصل لوسائل الإعلام البحرينية المقروءة والمرئية والمسموعة والإلكترونية، باعتبارها أحد الأوجه المعبرة عن مسيرة النهضة الشاملة التي تعيشها مملكة البحرين في ظل العهد الزاهر لجلالة الملك المفدى، وانعكاسًا لواقع مملكة البحرين كواحة للسلام والتعايش والمحبّة، وتطلعها لأن تنعم دول المنطقة والعالم بالاستقرار والرخاء والازدهار.

وفي خضم ما تمور به المنطقة والعالم من متغيرات وتطورات متسارعة تستمر الصحافة ووسائل الإعلام البحرينية بأداء دورها، معبرة عن قيم وتوجهات وسياسة المملكة حيال مختلف التطورات الخليجية والعربية والإقليمية والدولية.