+A
A-

صرخات الطلبة تخنق حكومة لبنان.. وأنباء عن ساعات حاسمة

على وقع التظاهرات الطلابية الحاشدة التي شهدها لبنان، الخميس، تتواصل الاتصالات خلف الكواليس بغية الخروج بحل يرضي المتظاهرين الذين لم يفارقوا عدة ساحات في لبنان منذ 17 أكتوبر/ تشرين الأول.

وفي هذا السياق، أعلنت الرئاسة اللبنانية على حسابها على تويتر أن الاتصالات تتواصل، تمهيداً لتحديد موعد الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس للحكومة الجديدة.

في حين تحدثت أوساط رئيس البرلمان، نبيه بري، عن ساعات حاسمة، وقال النائب عن حركة أمل (التي يترأسها نبيه بري)، علي بزي، في تصريح لوسائل محلية إن موقف حركة أمل مع حكومة تكنوسياسية (تجمع بين أخصائيين وممثلين عن الأحزاب في لبنان)، مضيفاً أن الساعات الـ48 المقبلة ستكون حاسمة.

وكانت أوساط التيار الوطني الحر (الحزب التابع لرئيس الجمهورية، والذي يرأسه وزير الخارجية جبران باسيل) أعلنت في تصريحات للعربية.نت أنها تحبذ حكومة مختلطة (تكنوسياسية)، على الرغم من أن آخر المعلومات كانت أشارت إلى ليونة في موقف باسيل واستعداده للتخلي عن توزير سياسيين من حزبه، مقابل طرح اسم غير سعد الحريري لتشكيل الحكومة.

في المقابل، حذر الزعيم الدرزي، وليد جنبلاط، من الحلول التجميلية. وقال في تغريدة على حسابه على تويتر الخميس: "في خضم انتهاك الدستور وفي أوج المخاطر الاقتصادية الاجتماعية، وفي ذروة الحراك الشعبي يتشاورون ويجتمعون في كيفية تحسين وتجميل التسوية السابقة التي خربت البلاد، يرافق ذلك تهديد شبه يومي بأن ما يجري مؤامرة."

طلاب لبنان يملأون الشوارع

يأتي هذا في وقت كان الشارع اللبناني في مكان آخر، حيث ملأ آلاف الطلاب الطرقات في عدة مدن من الشمال إلى الجنوب.

وتظاهر آلاف التلاميذ والطلاب اللبنانيين أمام إدارات عامة ومدارس وجامعات في مناطق مختلفة، مع دخول الحراك الشعبي غير المسبوق أسبوعه الرابع للمطالبة برحيل الطبقة السياسية التي يعتبرها المحتجّون فاسدة.

واحتشد مئات الطلاب أمام وزارة التربية والتعليم العالي في بيروت، رافعين الأعلام اللبنانية ومطالبين بمستقبل أفضل، وفق ما أفاد صحافي في وكالة فرانس برس. ورُفعت لافتات كُتب على إحداها "لا دراسة ولا تدريس حتى يسقط الرئيس"، وعلى أخرى "ماذا لو كان لدينا طاقم سياسي شاب ومثقف ونظيف وكفؤ؟".

كما نظّم آخرون مسيرة في الأشرفية في شرق العاصمة حاملين حقائبهم المدرسية على ظهورهم وواضعين الأعلام اللبنانية على أكتافهم. وانتقل التلاميذ من مدرسة إلى أخرى لدعوة زملائهم إلى الالتحاق بالحراك.

إلى ذلك، سار مئات الطلاب في شارع الحمراء في بيروت، حيث يوجد مصرف لبنان ووزارتا الداخلية والإعلام، مطالبين بإسقاط النظام.

وفي طرابلس، كبرى مدن الشمال، حيث لم يتراجع زخم الحراك منذ بدايته في 17 تشرين الأول/أكتوبر، تجمّع العشرات أمام شركة "أوجيرو" للاتصالات، وهي مرفق عام، لمنع دخول الموظفين إليها.

وفي مدن ساحلية عدة، لا سيما جونية وشكا شمال العاصمة، احتشدّ تلاميذ أمام مكاتب "أوجيرو" لمنعها من العمل، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية.

إلى ذلك، تظاهر تلاميذ وطلاب أمام العديد من الإدارات العامة وعدد من المصارف في مدينتي النبطية جنوباً وبعلبك شرقاً حيث يتمتع حزب الله بنفوذ واسع. وتجمّع عدد من التلاميذ أمام مصلحة تسجيل السيارات في صيدا (جنوباً) لفرض إغلاقها، بحسب الوكالة الوطنية.