العدد 4056
الجمعة 22 نوفمبر 2019
banner
د. جاسم حاجي
د. جاسم حاجي
هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتفوق على البشر
الجمعة 22 نوفمبر 2019

لا يتواجد الذكاء الاصطناعي العام AGI في الواقع الحقيقي، لكنه ظهر في قصص الخيال العلمي لأكثر من قرن من الزمان، وقد تم تعميمه في العصر بواسطة أفلام مثل A Space Odyssey: 2001.

وتختلف التصورات الخيالية عن الذكاء الاصطناعي العام اختلافا كبيرا، على الرغم من أنها تميل أكثر نحو الرؤية البائسة للآلات الذكية التي تقضي على البشرية أو تقوم باستعبادها، كما هو الحال في أفلام مثل The Matrix أو The Terminator. في مثل هذه القصص، غالبا ما يتم تصوير الذكاء الاصطناعي العام إما على أنه غير مبالٍ بالمعاناة الإنسانية أو أنه عازم على تدمير البشرية. وعلى النقيض من ذلك، فإن التصورات المثالية، مثل روايات الحضارة الثقافية للكاتب إيان بانكس تصور الذكاءات الاصطناعية العامة بصورة الحراس الخيرين، والذين يديرون مجتمعات متساوية خالية من المعاناة، حيث يمكن للسكان السعي خلف شغفهم، وتتقدم التكنولوجيا بسرعة كبيرة.

وإذا كانت هذه الأفكار تحمل أي تشابه مع الذكاء الاصطناعي العام المتواجد في العالم الحقيقي فهو أمر لا يمكن معرفته بما أنه لم يتم إنشاء شيء من هذا القبيل، أو وفقا للكثير من العاملين في مجال الذكاء الاصطناعي، حتى قريبين من خلقه. ما الذي يمكن أن يقوم به الذكاء الاصطناعي العام؟

نظريا، يمكن للذكاء الاصطناعي العام أن يقوم بأية مهمة يمكن أن يقوم بها الإنسان، ومن المرجح العديد من المهمات التي لا يستطيع الإنسان القيام بها، وعلى أقل تقدير، بمقدور الذكاء الاصطناعي العام الجمع بين التفكير والاستدلال المرن الموجود عند البشر والمزايا الحسابية، مثل التذكر شبه الفوري والقيام بالعمليات الحسابية بسرعة فائقة.

إن استخدام هذا الذكاء للسيطرة على روبوتات تكون على الأقل حاذقة ومتحركة كالإنسان قد تنتج عنه سلالة جديدة من الآلات التي يمكن أن تؤدي أية مهمة بشرية، ومع مرور الوقت، ستكون هذه الذكاءات قادرة على تولي كل دور يقوم به البشر. في البداية، قد يكون الإنسان أقل كلفة من الآلات، أو قد يكون عمل البشر إلى جانب الذكاء الاصطناعي أكثر فعالية من عمل الذكاء الاصطناعي وحده، لكن مع ظهور الذكاء الاصطناعي العام فإنه من المرجح أن يجعل العمل البشري أمرا قديما عفا عليه الزمن.

إن إنهاء الحاجة إلى العمل البشري ستكون له تداعيات اجتماعية ضخمة، ما يؤثر على قدرة الأشخاص على إطعام أنفسهم وقدرتهم على الشعور بوجود الغاية والهدف والقيمة الذاتية التي يمكن أن يجلبها العمل.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية