+A
A-

وزير المالية: كل دول العالم "مسئولة" عن المشاركة في وقف الممارسات المهددة لأمن واستقرار والمنطقة

 

- مائيدا: لدى اليابان خطة طويلة المدى للاستثمار في دول الخليج وتنويع اقتصادياتها غير النفطية

 

- شيانغ: أنشطتنا في الشرق الأوسط ليست مرتهنة بالعلاقات بين أمريكا وأيران ودول الخليج

- علياء مبيض: الاقتصاد في دول الخليج ومنطقة الشرق الأوسط يتطلب "تكنولوجيا جديدة"

في غمرة الحديث عن جغرافيا الاقتصاد بين دول منطقة الشرق الأوسط والعالم، والتحديات التي تواجه دول المنطقة لتنمية اقتصادها، ومواقع التوتر في أكثر من موضع على خارطة العالم العربي والعلاقات ذات الاتصال بقضايا مهددات الاستقرار، علاوة على "سخونة" مياه الخليج وأطرافه كإيران وإسرائيل والولايات المتحدة الأميركية، أضاء وزير المالية والاقتصاد الوطني الشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة "حكاية الثمانين عامًا" من أرض البحرين إلى العالم.

أخرجوه من الأرض إلى العالم

وفي معرض حديثه عن عطاء الطاقات البحرينية والخليجية والعربية من الشباب وطاقاتهم "كونهم من أكثر الشباب موهبة على مستوى العالم"، خاطب الوزير الحضور في منتدى "حوار المنامة" مستحضرًا مقولة لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء :"منذ 85 عامًا، وجد أجدادنا أهم مواردنا الطبيعية وتمكنوا من إخراجه من الأرض إلى العالم"، في إشارة إلى النفط ليؤكد على أن "شعب البحرين هو الأهم وهو رأس المال الحقيقي".

وفي الجلسة التلفزيونية التي استهل بها المنتدى السنوي انطلاقته بالتعاون مع قناة "سكاي نيوز العربية" تحت عنوان "الاقتصاد الجغرافي الجديد للشرق الأوسط"، بمشاركة وزير المالية والاقتصاد الوطني الشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة، ومحافظ بنك اليابان للتعاون الدولي تاداشي مائيدا، ومدير مركز دراسات الحزام والطريق بالمعهد الوطني الصيني للتبادل الدولي والتعاون القضائي في منظمة شنغهاي للتعاون شيانغ لانكسين، والعضو المنتدب لبنك جفريز للاستثمار في لبنان علياء مبيض، تناولت الجلسة العديد من المحاور في قراءة حاضر ومستقبل التنمية الاقتصادية والتحديات التي تواجه دول المنطقة.

وفي المحور المتعلق بدول الخليج ودول شرق آسيا، تحدث الوزير عن علاقة تمتد إلى قرون من الزمن بين الطرفين، تجارية وثقافية وفي الكثير من المجالات، والعلاقات اليوم تظهر من خلال واردات نفطية من دول الخليج مقابل واردات مصنعة من آسيا، فالقطاع النفطي يمثل عامل توازن حقيقي، وآسيا تصدر 10 أضعاف من القطاعات غير النفطية على ما  تستورد من نفط.

مسئولية دول العالم

وفي شأن ما تواجهه المنطقة، تحدث الشيخ سلمان بن خليفة عن ما تواجهه المنطقة من ممارسات وأعمال تقوم بها بعض الدول بما لا يتناسب مع الأعراف الدولية، وله تأثير على التجارة والأمن في المنطقة، مؤكدًا على أهمية أن تلعب دول العالم دورها لوضع حد لهذه الممارسات التي لها أثر على العالم ككل، فما يهدد الأمن في المنطقة يهدد العالم، لا سيما على صعيد الملاحة النفطية والتجارة، لكنه تحدث أيضًا عن قطاعات تنمو في المنطقة على صعيد القطاع السياحي والمالي والصناعي وتقنية المعلومات والذكاء الاصطناعي تستثمر فيها دول المنطقة، ومن أهم الأولويات هو تنويع الاقتصاد وخلق فرص واعدة.

واستطرد في الحديث عن أن كل دول المنطقة مقبلة على نمو اقتصادي يتطلب توسيع العلاقة مع الاقتصاديات العالمية، فهدفها الأول هو خلق فرص استثمارية وفرص عمل وهذا ما تبني عليه دول الخليج والدول العربية.

تعزيز قدرات الخليجيين

من جهته، قال محافظ بنك اليابان للتعاون الدولي تاداشي مائيدا أن لدى اليابان خطة طويلة المدى مع دول الخليج العربي للاستثمار وتنويع اقتصادها دون الارتكاز على القطاع النفطي فقط، ونعمل كذلك في مجال الطاقة النووية حيث تم بناء منشآت في المملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية، والاستثمار في مجال البنية التحتية، بالإضافة إلى العمل مع دول الخليج لتعزيز قدراتها في مجال تصدير منتجات ذات قيمة عالية، ونتعاون مع الصين لتنفيذ العديد من المشاريع.

الصين وإيران وخطأ أميركا

وعن "السلام التنموي"، تحدث مدير مركز دراسات الحزام والطريق بالمعهد الوطني الصيني للتبادل الدولي والتعاون القضائي في منظمة شنغهاي للتعاون شيانغ لانكسين، فالصين حسب شرحه لها مفهومها الذي يختلف عن الدول الغربية وأميركا، ونموذج الأعمال الصيني يتماشى مع كل دول المنطقة، سواء في علاقاتها مع إيران أو اسرائيل أو كل دول المنطقة، وهي تشعر براحة كبيرة وفق هذا المنهج، أما عن الأزمات فهناك العديد من الأزمات في مناطق أخرى من العالم بما فيها أميركا وأوروبا، وفيما يتعلق بعلاقات الصين مع إيران ومخاوف دول الخليج العربي، قال شيانغ :"الصين لها علاقاتها في الشرق الأوسط، وهي تربط بين السياسة والاقتصاد، ولها طريقة تفكيرها، ولهذا من الصعب على الصين أن تربط علاقاتها بالخلاف بين أميركا وإيران ودول المنطقة"، وبصراحة أكثر تحدث شيانغ عن انسحاب أميركا من الاتفاق النووي بالقول :"الانسحاب خطأ.. إيران تقوم بأشطة ولها يد في السيطرة والإيرانيون يعرفون كيف يديرون هذا التصعيد بشكل أفضل من الأميركيين".

الأخطر بالنسبة للدول العربية

وفيما يتعلق بواقع العلاقات بين الخليج والدول الآسيوية، تحدثت والعضو المنتدب لبنك جفريز للاستثمار في لبنان علياء مبيض، واتفقت مع ما أشار إليه الوزير لناحية العلاقات بين الطرفين وهي قديمة، واهتموا أيضًا بتطوير وتعميق هذه العلاقة في مجالات الأمن والطاقة، فهناك العديد من المحفزات في دول المنطقة، فدول الخليج ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام في حاجة إلى تكنولوجيا جديدة.

وحول أوضاع المنطقة، أشارت إلى أن المخاطر الاقتصادية توقفت والمنطقة تتمتع بنوع من الاستقرار بالنسبة لمنطقة الخليج العربي ومصر وتونس، وهذا خلاف ما يحدث في العراق ولبنان بسبب التوترات الجيوسياسية، ففي لبنان تراجع الاقتصاد والسلطات تواجهه "بعدم التحرك"، أما في العراق فهناك محاولة "للتحرك"، وكلما تأخر الوقت كلما أصبح التحرك صعبًا، لكن الأخطر هو عدم تمكن الدول العربية من الوصول إلى النموذج الشمولي الكامل في النمو.

وستبدأ اليوم الأحد 23 نوفمبر جلسات المنتدى الذي ينظم سنويًا بالتعاون بين وزارة الخارجية والمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية "IISS" تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، وتشمل جلسات اليوم عناوين منها إدارة إدارة الصراع وتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، وسياسة الولايات المتحدة وعلاقات التحالف في الشرق الأوسط، والمنافسة الإقليمية والتعاون، ودبلوماسية الدفاع والاستقرار الإقليمي، والأمن البحري في الشرق الأوسط.