+A
A-

وزير الخارجية: دول الخليج لا تريد "تغيير النظام الإيراني" وكانت لنا تجارب مع الشاه ورفسنجاني وخاتمي

أكد وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة أن دول مجلس التعاون الخليجي لم تقم يومًا "بالمطالبة بتغيير النظام في إيران ولن تفعل، ولم نتدخل ولن نتدخل في الشئون الداخلية لإيران، ولا نكن إلا الاحترام للشعب الإيراني ونحن نريد أن نرى هذا الشعب يتقدم لأن السلام والتقدم في إيران سيعود بالفائدة على المنطقة"، لكنه دعا إيران إلى أن "يكون لها اهتمام أكبر بدول الجوار،  وبالسعي إلى إحلال السلام، فلا تستطيع إيران أن تحل مشاكلها مع الأسرة الدولية من خلال تجاهل دول الجوار، فمصلحتها مع جيرانها".

مقترحات "محاطة بالشكوك"

ماذا عن اقتراح إيران بإيجاد مجموعة جديدة للدول حول هرمز؟ وزير الخارجية طرح هذا التساؤل في كلمته أمام الجلسة الصباحية لمنتدى "حوار المنامة" بالقول أن هذا الاقتراح غير واضح ولا يضم بلدانًا خارج المنطقة جغرافيًا ولكن لديها مصالح مهمة، وأي جهود لإنشاء مجموعة إقليمية يجب أن تأخذ هذه النقاط بعين الاعتبار، وهناك مقترح آخر هو "اتفاق عدم العدوان"،  ولكن ما معنى هذا الاتفاق وهل يتضمن تدخل إيران لدى التابعين لها ووكلائها؟ وهل يقتصر التركيز على إيران وتجاهل ما يفعله وكلاؤها وهذا غير معقول!"، ليشدد على الخلاصة وهي أن بناء الثقة مع إيران "كخيار"، لا يمكن أن نأخذ به إلا محاطًا ببعض الشكوك.

وتحدث الوزير بكل وضوح عن أن دول الخليج "لا تعتبر الجمهورية الإيرانية بمثابة عائق ونسعى للعمل معها بشكل أفضل"، مستندًا على تجارب من التعاون الجيد لا سيما في عهد الشاه "رضا بهلوي" الذي كان حليفًا بعد ان استمع إلى نصيحة الملك فيصل، وأصبح شريكًا جيدً في التجارة، لكن هذا لم يستمر إلا لعقد من الزمان، وكانت هناك الكثير من النوافذ الإيجابية مع إيران لا سيما خلال ولاية الرئيس هاشمي رافسنجاني، والرئيس السابق خاتمي أيضًا.

وشملت جلسات صباح السبت 23 نوفمبر 2019 "المنافسة الإقليمية والتعاون" وتحدث فيها كل من وزير الخارجية والمغتربين بالمملكة الأردنية الهاشمية، ووزيرة القوات المسلحة بفرنسا فلورنسا بارلي، ووزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، أعقبتها جلسة "دبلوماسية الدفاع والاستقرار الإقليمية"، وتحدث فيها كل من وزير الدولة للشئون الخارجية بالمملكة العربية السعودية عادل الجبير، ووزير الدولة للشئون الخارجية بدولة الإمارات العربية المتحدة أنور قرقاش، ومستشار الأمن القومي، سكرتير مجلس الوزراء بالمملكة المتحدة مارك سيدويل.

جاهزون لحل الأزمات

وتناول الوزير في ورقته التحديات التي واجهتها المنطقة، من الحرب العراقية الإيرانية إلى غزو الكويت، إلى ما تعيشه الآن، فقد عملت مع الحلفاء لمواجهة هذه الأخطار والتهديدات، وقال :"نرحب بالشراكة بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية التي أعلن عنها مؤخرًا لتوفير الأمن والحماية للمنشآت الحيوية، ونحن جاهزون لحل كل الأزمات بالتنسيق مع الحلفاء، ولدينا الجامعة العربية والمنظمات الأخرى، لكن الأهم هو الجامعة العربية لأنها صوتنا ومنزلنا وأسرتنا التي تمثل صوتنا فيما يتعلق بشئوننا العالمية، وفي هذا السياق، فإن التعاون بين الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي وأقول العالم العربي بدلًا من الأرض العربية أو الوطن العربي، فهذا العالم العربي يحوي العديد من الإثنيات التي تعيش معًا في المدن والضواحي سواء في أفريقيا أم في آسيا، وفي يوم ما لابد أن نتعالى على هذه الحدود فيما بيننا ونشمل الدول الأخرى، ولا أقترح ذلك اليوم ولكن للمستقبل، فإلى متى سنبقى 22 دولة عربية فقط وهم جزء من العالم، وأتطلع إلى مراجعة هذه الفكرة مستقبلًا".

وأضاف أنه عندما نتحدث عن خطة العمل المشتركة الشاملة فإننا نعتبرها في حالة غيبوبة أو هي على فراش الموت، ونحن بحاجة إلى بديل أفضل وخطة عمل مشتركة شاملة تمنع إيران من الحصول على الأسلحة النووية، وتوقف أي مشاكل في هذه المنطقة وتمنعها من الحصول على الصواريخ، ولدينا أمثلة بشأن الهجمات التي حصلت على المنشآت النفطية في السعودية، وأن تتوقف إيران عن خطتها التوسعية.

اسرائيل تستمر في تجاهل القانون الدولي

ووضع الوزير أعمال إسرائيل في الضفة الغربية كتحد آخر مهم في المنطقة، بالقول إن إسرائيل تستمر في تجاهل القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وتستمر في توسيع مستوطناتها في الضفة الغربية، وما زالت تحتل هضبة الجولان، ولا بد أن تثبت إسرائيل أنها راغبة في إحلال السلام وإنشاء دولة فلسطينية مستقلة، عندها يمكنها أن تستفيد من علاقات أفضل مع دول المنطقة، وآمال الشعب الفلسطيني يجب أن تحترم، ويحق له العيش في دولته وأن يؤمن مستقبلًا أفضل لشعبه، وبالنسبة إلى الإرهاب فنحن ما زلنا ملتزمون مع حلفائنا بمواجهة كل أشكال الإرهاب بما في ذلك محاربة داعش والقاعدة والحوثيين ووكلاء إيران كحزب الله وغيرها من الوكلاء.

وأضاف :"لن نتردد أبدًا في الانضمام إلى حلفائنا من أجل مكافحة الإرهاب إينما ظهر في أي مكان في العالم، وندعو دول المنطقة للالتزام بمحاربة الإرهاب بكل أشكاله وأينما ظهر، وبوقف أي دعم مباشر أو غير مباشر للمجموعات الإرهابية والمتطرفة، ولابد من أن أشير إلى الكثير من التحديات الملحة التي لابد أن نتنبه لها وهي تحديات مختلفة عن تلك التي تحدثت عنها، كندرة المياه والتعليم وتثقيف شبابنا لمواجهة تحديات هذا القرن، بالإضافة إلى التنمية الاقتصادية وتأمين الوظائف للأجيال المستقبلية، وكذلك مكافحة تغير المناخ، فالتعاون بشأن هذه المشاكله يعرقله تحديات أخرى في مجال الهيمنة والإرهاب، ولولا هذه التهديدات الأمنية لكنا خصصنا المزيد من الوقت والموارد والجهود لمواجهة التحديات السابقة، وأؤكد أهمية الدور الذي يلعبه مجلس التعاون الخليجي مع الأردن ومصر بالتعاون مع حلفائنا الدوليين، فهذه الشراكة يمكنها أن تضع حدًا للنزاعات القائمة في هذه المنطقة وتعود بالفائدة والاستقرار على الجميع، وتمامًا كما علينا أن نواجه تغير المناخ في كل أنحاء العالم، يتوجب علينا تغيير المناخ في هذه المنطقة كتغيير الأفكار والحاجة إلى مناخ مهيء للسلام والتعاون، وأشعر بالتفاؤل وهو أمر ممكن والبحرين ستبذل قصارى جهودها وستؤدي دورها بحثًا عن السلم والاستقرار في المنطقة وخارجها".