+A
A-

تخفيف عقوبة مسافر خدّر مواطنيه وسرق منهم 1500 دينار

عدلت محكمة الاستئناف العليا الجنائية الأولى عقوبة مدان بسرقة عدد من المسافرين العابرين "ترانزيت" من جنسيته، والذين أبلغوا ضده بأنه أفقدهم الوعي بواسطة مواد مؤثرة عقليا حال كونهم برفقته، إذ تمكن من سرقة أموالهم بعد تخديرهم، إذ شوهد بالكاميرات وهو يضع لهم في أكواب الشاي والقهوة مادة مخدرة، ليسرق أموالهم، حيث تمكن بهذه الواقعة من سرقة ما يعادل أكثر من 1500 دينار، واكتفت بسجنه لمدة 5 سنوات بدلا من 10 سنوات، فيما أيدت حبسه لمدة 6 أشهر وغرامة 500 دينار عن تهمة الاعتداء على سلامة جسمهم بذلك المخدر وإبعاده نهائيا عن البلاد بعد تنفيذ العقوبة ومصادرة المواد المخدرة المضبوطة بحوزته والمستعمل جزء منها في ارتكاب جريمته.

وتتحصل وقائع القضية في أن مديرية شرطة المطار تلقت العديد من البلاغات حول فقدان المسافرين للوعي وأنهم بحالة غير طبيعية وهلوسة؛ في صالة المسافرين العابرين "الترانزيت"، وعندما توجه أفراد الشرطة للموقع، اتضح أنهم جميعا آسيويين ويصعب التواصل معهم، حيث أن كلامهم غير مفهوم فضلا عن أنهم في حالة تخدير، إلى أن تمكنوا من الوصول إلى نتيجة واحدة وهي أن شخصا ما قدم لكل منهم كوبا من الشاي وما إن شربوه حتى أصبحوا بهذه الحالة، فتم نقلهم للمستشفى لتلقي العلاج اللازم.

ونظرا إلى حصول عدة حالات سابقة مشابهة، فقد تم التعرف على اسمه ورقم جوازه، وبمشاهدة تسجيلات الكاميرات الأمنية تم الاشتباه بعد رؤية التصوير الأمنية في شخص واحد كان يجلس مع المجني عليهم في أحد مطاعم المطار، والذي شوهد وهو يضع في الأكواب التي قدمها لهم بعض الأقراص، كما شوهد وهو يسرق مبالغ مالية منهم، إلا أنه أخذ تلك الأموال إلى مكتب الصرافة وحولها إلى عملة مختلفة وغادر متجها إلى بوابة رحلة غير التي حضر عليها بعدما حجز تذكرة أخرى من مكتب شركة الطيران.

ولم يتمكن المستأنف الستيني من الهرب من البلاد بعد ارتكابه لجريمته، إذ توجه أفراد الشرطة إلى الطائرة التي سيستقلها، وتم القبض عليه بعد مقاومة شديدة أبداها حال صعوده إياها متجها لإحدى الدول الخليجية.

وبالتحقيق مع اللص الدولي أنكر ما نسب إليه بداية، إلا أنه عند تفتيشه تم العثور بحوزته على تلك الأقراص الممنوعة من التداول في المملكة فضلا عن محلول لتذويب تلك الأقراص المخدرة، فضلا عن المبالغ المالية الخاصة بالمجني عليهم بعد تغيير العملة، وعند سؤاله عن تلك الأموال قرر أن المجني عليهم هم من طلبوا منه تغيير العملة ولم يبرر سبب وجودها معه بدلا من تقديمها إلى أصحابها.

وبعد عودة المجني عليهم إلى وعيهم قرروا أن المستأنف هو من حضر إليهم، وطلب منهم التوجه إلى المطعم لاستلام وجبة مجانية للمسافرين، إذ اعتقدوا انه أحد أفراد طاقم موظفي المطار، وعندما توجهوا للمطعم أحضر لهم المتهم الطعام وجلس معهم هو الآخر، وتناولوه جميعا، ومن ثم توجهوا إلى البوابة انتظار موعد الطائرة برفقته كذلك، وهناك سألهم عما يطلبون من شراب، إذ قرروا له حاجتهم إلى الشاي، والذي ما إن شربوه حتى فقد كل منهم وعيه، ولم يعلموا بما حصل بعد ذلك إلا في المستشفى.

وقرر أحدهم أن المستأنف سرق منه مبلغ 9836 ريال سعودي، وقال آخر أنه فقد مبلغ 5500 ريال سعودي، فيما قال المجني عليه الثالث أن المتهم لم يسرق منه أية مبالغ لأنه يحتفظ بها بداخل ملابسه الداخلية.

وتم العثور بحوزة المستأنف على مبالغ مالية من عملات مختلفة، تمثلت في 1272 ريال عماني كان في كيس بنطاله، وفي محفظته كان يوجد 336 ريال عماني و100 بيسة و4470 روبية باكستانية

هذا وقد ثبت للمحكمة أن المستأنف بتاريخ 18 فبراير 2019، ارتكب الآتي:

أولا: سرق المبالغ النقدية المملوكة للمجني عليه بطريق الإكراه الواقع عليهم بعد أن قام بدس المؤثر العقلي له في الشراب وفقدوا بذلك الوعي والإدراك وتمكن بتلك الوسيلة من إتمام السرقة والفرار بالمسروقات.

ثانيا: حاز وأحرز بقصد التعاطي المؤثرين العقليين اللورازيبام والديازيبام.

ثالثا: اعتدى على سلامة جسم الشرطي المجني عليه وأحدث به الإصابات الموصوفة بتقرير الطبيب الشرعي ولم يفضي الاعتداء إلى مرضه أو عجزه عن القيام بأعمال الشخصية مدة تزيد عن 20 يوما.