العدد 4075
الأربعاء 11 ديسمبر 2019
banner
ريشة في الهواء أحمد جمعة
أحمد جمعة
دم الفقراء ونفاق الغرب
الأربعاء 11 ديسمبر 2019

ربيع الدم الدمر الذي أريد فيه إسقاط الأنظمة العربية المستقرة، لصالح الفوضى، والذي من آثاره المدمرة تفكك ليبيا واليمن وسوريا وتونس، والمحاولتان الفاشلتان في كل من مصر والبحرين، هذا الربيع الدموي انعكس مؤخراً بشكل ربيع آخر، لكنه هذه المرة نقيض المرة السابقة، فالانقلاب الذي جرى في الساحتين العراقية واللبنانية، وحتى ما لحق بالساحة الإيرانية ذاتها، كل هذا نتيجة التداعيات التي جرت في السابق، فقد بدأ وعي الشعوب ينفجر، وبدلاً من الجري وراء العقائد والخرافات، وتخدير هذه الشعوب التي كانت في غالبها تجرها الأحزاب والمليشيات الإرهابية والعقائدية، أضحت اليوم مطلعة على الحقيقة، وفهمت أنه لا وجود للولي الفقيه ومن يتبعه، فقد جاعت وأفقرت وأصبحت كما قال أحد جنود حزب الله لقناة العربية بعد أن مزق بطاقة الحزب أمام شاشة الحدث، إنه يصرف على إخوة وأخوات وعائلة ولا يملك “ليرة” في الشهر، وأقسم أنه رأى بمنطقة الهرم معقل حزب الله من يأكل من الزبالة من سكان بلدته.

أما في العراق، فإن القتل للمتظاهرين الذين ثاروا على نظام الولي الفقيه من أجل حياة كريمة، صار بالمجان، والكل يعرف من يقف وراء القاتل، وهم ميلشيات الحشد الشعبي، ورغم ذلك لا الجيش ولا الشرطة ولا النظام الولائي نفسه قادرون على حماية المتظاهرين، ما يعني أن الجميع متواطئ من أجل الإبقاء على النفوذ الإيراني وبالتالي استمرار نهب العراق من قبل عصابات الفساد المدعومة من إيران.

ما يثير الاستغراب، أن الرأي العام الغربي، وجمعيات حقوق الإنسان، والمنظمات الدولية، التي لو سقط قتيل واحد في الدول الخليجية المجاورة، لقامت قيامة هذه المنظمات ورأيت وزارات الخارجية في أميركا وأوروبا وكندا التي لو ذهبت فتاة خليجية إلى هناك لرأيت جولة من الردح على حقوق الإنسان، لكن أن يقتل في يوم واحد “عشرون أو ثلاثون متظاهرا برصاص حي وفي وضح النهار وأمام شاشات القنوات الفضائية العالمية، فإن ذلك لا يستدعي سوى جملة أو عبارة خجولة عن ضرورة حقن الدماء وضبط النفس! هل رأيتم نفاقا غربيا أشد من هذا؟

إن سقوط العراق قبل سنوات، والذي حذر منه سمو الأمير خليفة بن سلمان حفظه الله ورعاه ورده بالسلامة، كان بداية القطعة الأولى في رقعة الدومينو التي على إثرها تداعت بقية الدول، بتخطيط ودم بارد من الغرب الذي يتباكى اليوم بتمثيلية على قتلى وجرحى العراق ولبنان، مع أنه بالإمكان وقف ذلك النزيف لو أراد، لكن النفاق الرأسمالي الذي ما فتئ ينظر للشعوب والدول الأخرى نظرة كبرياء وغطرسة.

تنويرة:

قد تملك المرء لكن لا تملك روحه.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية