العدد 4082
الأربعاء 18 ديسمبر 2019
banner
عن رأفة الجلاد
الأربعاء 18 ديسمبر 2019

منذ أن أصبح خامنئي وريثا لزعامة نظام التطرف والإرهاب والقتل والتعذيب، حاول أن يتفوق على سلفه في كل مجالات ارتكاب الجرائم والانتهاكات والمضي قدما من أجل جعل إيران سجنا كبيرا يحكم الطوق أكثر فأكثر على الشعب الإيراني، ومن دون شك عمل كل ما بوسعه لكي يتجسد بصورة جلاد أقسى من سلفه الملا خميني، وقد بلغت قسوة ووحشية خامنئي درجة بحيث أجبرت الشعب الإيراني على القيام بثلاث انتفاضات شجاعة ضد النظام وكان آخرها الانتفاضة الحالية المندلعة من 15 تشرين الثاني 2019، والتي هزت أركان النظام وألقت الرعب في قلب الجلاد خامنئي نفسه والذي بعد أن كان قد دعا لقمع الانتفاضة والبطش بالشعب، فإنه وخوفا من الآثار والتداعيات السلبية لموقفه البربري، عاد كالثعلب الماكر ليوصي “كذبا ودجلا” بما أسماه بـ “الرأفة الإسلامية” بالمعتقلین والاهتمام بعوائل الشهداء ومواساتها، وهو بذلك يريد أن يظهر أمام العالم في ثوب القديس الذي يرأف ويرحم شعبه، لكن الذي يجب معرفته هو أن الشعب الإيراني لا يثق أبدا بهذا الجلاد ويسخر من مزاعم الرأفة الإسلامية المزعومة التي يوصي بها.

خامنئي وبعد أن قام بالتوصية بكذبة الرأفة الإسلامية، فإن المجرم الدموي علي شمخاني ولكي يمهد لكذبة الجلاد خامنئي زعم هو الآخر بأن 85 % من ضحايا الانتفاضة تم قتلهم بأسلحة أخرى وبصورة عشوائية، أي تبرئة الأجهزة الأمنية للنظام من تلك الجرائم وفي نفس الوقت إظهار الجلاد خامنئي بأنه يرأف ويرحم شعبه ولاسيما المعتقلين، والنظام هنا يسعى من أجل القيام بلعبة ومسرحية أخرى هدفها التغطية على الكثير من الأمور لصالح النظام ومن ضمنها الأسباب التي دعت لاندلاع الانتفاضة والتي تتعلق كلها بجرائم وتجاوزات وفساد النظام وانتهاكاته، ومن كان بالأمس قاتلا محترفا قتل مئات الألوف وأباح جعل إيران كلها بمثابة سجن كبير وصادر أبسط الحقوق الإنسانية وامتهن كرامة المرأة الإيرانية، هكذا نموذج لا يمكن أبدا أن يتغير بين ليلة وضحاها، بل إنه من المستحيل تغيره وتخليه عن مهنته الحقيقية كالجلاد الأكبر للشعب الإيراني.

بعد افتضاح أمر نظام الملالي عموما والجلاد خامنئي خصوصا، وكشف وفضح الأساليب والطرق الإجرامية التي قاموا ويقومون بها ضد الشعب المنتفض بوجههم، وبعد أن جعلت معاقل الانتفاضة لأنصار مجاهدي خلق العالم يرى بأم عينيه الجرائم المروعة التي تم ارتكابها بحق الشعب وارتفاع عدد الشهداء وتجاوزه الألف، واعتقال أكثر من 15 ألف مواطن وإصابة الآلاف بجروح، فإنه وبعد أن وقف العالم ضد ما قام به النظام وتزايدت الدعوات لمحاسبة النظام، خرج علينا الملا الجلاد بتوصيته بـ “الرأفة الإسلامية” مع المعتقلين، فهل هناك جلاد يرأف ويرحم حتى نصدق هذا الكذاب الأشر؟. “الحوار”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .