العدد 4083
الخميس 19 ديسمبر 2019
banner
ما مصلحة “قطر”... بهذا؟
الخميس 19 ديسمبر 2019

معروف تماماً لماذا يوسع رجب طيب أردوغان دائرة نفوذ دولته “العثمانية” الجديدة ويذهب إلى ليبيا في إفريقيا لتكون مجالاً حيوياً له ولهذه الدولة، أمّا ما هو غير معروف وغير مبرر هو لماذا يا ترى تضع قطر نفسها في هذه القاطرة ولماذا تذهب بعيداً في تطلعاتها وتحول بلدها إلى رقم لن يكون إلا ثانوياً مهما تم النفخ فيه ومهما وُظِف له من أموال من المفترض أن الشعب العربي القطري أولى بها.

إن ما يريده رجب طيب أردوغان بهذه المغامرات وعبر البحار هو الضحك على ذقون الأتراك الذين باتوا ينحازون إلى من تركوه وانشقوا عنه، وإقناعهم بأنه حول بلدهم تركيا إلى عثمانية جديدة، وحقيقة هذا ما قاله وأعلن عنه عندما كان قد تحدث عن أن من حقه كوريث للعثمانيين أن يكون له الحق بموطئ قدم في كل العواصم العربية.

وبالإضافة إلى دوافعه هذه وبالإضافة إلى نفط ليبيا وغازها وموقعها الاستراتيجي على البحر الأبيض المتوسط امتداداً حتى لواء الإسكندرون، وأنه يريد وضعها تحت جناحه،فإنه يريد محاصرة التنظيم العالمي للإخوان المسلمين مصر وإسقاط نظامها، وليصبح هو بعد ذلك “أمير المؤمنين”،وليتم تغيير معادلات كثيرة في هذه المنطقة العربية التي تجلس الآن على كف عفريت.

لذلك فإنه يجب ألايعطى هذا المغامر هذه الفرصة ويجب أن يكون هناك اصطفاف عربي طليعته مصر، وأيضاً الجزائر وتونس، فوصول تركيا بأحلامها وتطلعاتها “الإخوانية” و”العثمانية” إلى ليبيا سيكون منطلقاً لها نحو الدول المجاورة الأخرى وأولها جمهورية مصر العربية.

وهنا فإنه لابد من أن يأخذ الأشقاء في قطر كل هذه الأمور في حساباتهم وعلى أساس أن من “يتغدى بشقيقك سيتعشى بك” لا محالة، وأن طموحات أردوغان أكبر كثيراً من أن تلتقي وتتعايش مع التطلعات القطرية التي من المفترض أن مكانها الدائرة الخليجية والدائرة العربية، فـ”اللعب” مع العثمانيين ومع التنظيم العالمي للإخوان المسلمين سيكون مكلفاً جداًّ بالنسبة لدولة يجب أن تكون تطلعاتها بحجمها الفعلي والحقيقي، والمعروف أن من يرافق من هُم بكل هذه “التطلعات” سيكون خاسراً بالنتيجة، وحتى إن هو شعر في البدايات بأنه رقم في هذه المعادلة الخطيرة. “إيلاف”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية