العدد 4090
الخميس 26 ديسمبر 2019
banner
الأطفال الإيرانيون لم يسلموا من شر الملالي في الانتفاضة الأخيرة
الخميس 26 ديسمبر 2019

لنظام الملالي تاريخ أسود طويل في مجال التعامل مع الأطفال، تاريخ نرى فيه عدم الاكتراث ببراءة الأطفال وقدراتهم الجسدية والعقلية، وإجبارهم على دخول مجالات وممارسة أمور وقضايا ليست من شأنهم أو اختصاصهم بسبب أعمارهم، لكن الذي يثير السخط والغضب الممزوج بالألم هو أن هذا النظام المشبع بكل أنواع الجرائم والانتهاكات الفظيعة لم يقف عند تلك الحدود والمستويات، بل إنه تعداها وتجاوزها بصلافته المعهودة عندما لم يستثن شريحة الأطفال من ماكينة قمعه ومنجل قتله وإبادته، وبعد أن ساهمت انتفاضة 15 تشرين الثاني 2019، التي اندلعت بوجه هذا النظام الدموي في كشف الأساليب القمعية الفريدة من نوعها التي استخدمها بحق الشعب الإيراني والتي تمادت في وحشيتها المفرطة بحيث لا يمكن القول إن هناك في هذا العصر مثيلا لها، ولاسيما الدور البارز الذي قامت به معاقل الانتفاضة لأنصار مجاهدي خلق بهذا الصدد من حيث عدد الشهداء وعدد المجروحين وعدد المعتقلين وعمليات التعذيب والتصفية الجارية بحقهم والتي لم تستثن امرأة أو شيخا أو حتى طفلا، فإن النظام وبعد أن كشف أمره ومن أجل أن يستبق الأحداث ويمتص وقع المفاجآت غير السارة التي تنتظره، فإنه ووفقا لوكالة أنباء قوات الحرس في خرم آباد، اعترف كبير قضاة لرستان في خطاب بأنه خلال انتفاضة نوفمبر، تم اعتقال ستة أطفال على أيدي القوات القمعية.

وجاء في تصريحه بهذا الصدد “خلال أعمال الشغب والفوضى الأخيرة، تم اعتقال 8 أطفال وأفرج عنهم بكفالة في اليوم التالي”، ومن دون أي شك فإن هذا التصريح كغيره من التصريحات الأخرى لهذا النظام الخبير والمتمرس في أساليب الكذب والخداع، يجب الحذر منه واعتباره ليس إلا واجهة محسنة وبراقة لواقع أسود دموي، ذلك أن هذا النظام ليس من النوع الذي يعتقل أحدهم اليوم ويفرج عنه في اليوم التالي، وتاريخه القبيح والعفن يشهد عليه بهذا الصدد.

هذا التصريح المشبوه والمخادع يأتي بعد أن شهدت الانتفاضة الوطنية الأخيرة ضد نظام الدجل والشعوذة التي عمت أكثر من 191 مدينة سقوط عدد من الأطفال والمراهقين شهداء، ومن المفيد هنا الإشارة إلى أنه سجلت منظمة مجاهدي خلق الإيرانية 1500 من شهداء الانتفاضة الإيرانية في مختلف المحافظات، بينهم عدد كبير من النساء والمراهقين، ولأن النظام يعلم جيدا أن بيانات منظمة مجاهدي خلق صارت لها مكانة واعتبار خاص في الأوساط السياسية والإعلامية لمصداقيتها فإنه يسعى للالتفاف عليها وامتصاص زخم قوتها وتأثيرها من خلال هكذا تصريحات كاذبة ومخادعة لم تعد تنطلي على أحد. “الحوار”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .