العدد 4093
الأحد 29 ديسمبر 2019
banner
أسوأ المستبدين في هذا العصر
الأحد 29 ديسمبر 2019

لا يزال الحديث عن انتفاضة 15 تشرين الثاني 2019، الموضوع الذي يفرض نفسه على المشهد الإيراني، إذ نراه داخليا وخارجيا يفرض نفسه كموضوع حيوي على الرغم من كل تهريجات وتخريفات نظام الملالي الجوفاء والخرقاء، وما يرعب هذا النظام آثار وتداعيات الانتفاضة الشبيهة بالبركان الذي يغلي مجددا وقد ينفجر مجددا بصورة أقوى وأكبر من السابق، إلى جانب أن دماء 1500 شهيد وقعوا دفاعا عن وطنهم وشعبهم ضد نظام أرعن إجرامي، لم تذهب هباء على وجه الإطلاق، والسيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الإيرانية كانت صادقة ودقيقة جدا فيما قالته في خطابها في أشرف 3 بمناسبة تكريم شهداء انتفاضة 15 تشرين الثاني 2019، عندما أكدت أن “شهداء الانتفاضة جعلوا خامنئي أسوأ المستبدين في عصرنا”، ذلك أن الأوساط السياسية والإعلامية الدولية والإقليمية على حد سواء صارت تركز بصورة غير مسبوقة على النظام عموما وعلى الملا خامنئي خصوصا، من حيث الدور الإجرامي الذي قام به هذا النظام وطاغيته ضد الانتفاضة.

التنديد الدولي واسع النطاق للممارسات القمعية لنظام الملالي والتركيز على أن الملا خامنئي هو من أصدر شخصيا أمر تلك الممارسات بحق المنتفضين من أبناء الشعب الإيراني، أكد أن تضحيات 1500 من الشهداء لم تذهب هدرا، وأنها فضحت النظام والملا خامنئي وجعلت العالم كله يدينه ويطالب بمحاسبته، ولا يمكن أن نعتبر ما ذكرته السيدة رجوي أمام الأشرفيين في كلمتها مجرد كلام عادي وحماسي عندما قالت “خامنئي الذي أمر علنا بالقمع، وروحاني رئيس النظام أعلن مرارا وتكرارا دعمه العمليات القمعية، وجلادون مثل شمخاني، أمين المجلس الأعلى لأمن النظام، وحسين سلامي قائد قوات الحرس، هم مجرمون ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية، ويجب على مجلس الأمن الدولي أن يعلن قادة النظام مجرمين ضد الإنسانية بسبب كل هذا القمع وسفك الدماء، ويجب تقديمهم إلى العدالة”، مضيفة أنه “يجب على الأمم المتحدة إرسال بعثات لتقصي الحقائق على الفور إلى إيران للتحقيق حول الشهداء والجرحى والسجناء”، ذلك أن الصورة اختلفت والمشهد تغير والمعادلة لم تعد كالسابق، إذ إن الشعب الإيراني ومجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية دخلوا كطرف أساسي في التأثير على سياق واتجاه الأوضاع في إيران، وتأييد 200 من أعضاء البرلمان الأوروبي مطالبة السيدة رجوي بإرسال بعثة لتقصي الحقائق على الفور إلى إيران للتحقيق حول الشهداء والجرحى والسجناء، يدل بصورة واضحة على أن ما يطالب به الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية والسيدة مريم رجوي، صار يجد آذانا صاغية في العالم، فقد تحطم زمن جدار الكذب والدجل. “الحوار”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .