العدد 4095
الثلاثاء 31 ديسمبر 2019
banner
الانتفاضة التي رسمت الطريق لإسقاط نظام الملالي
الثلاثاء 31 ديسمبر 2019

طوال 40 عاما من الحكم القمعي الاستبدادي لنظام الملالي في طهران، حيث شاهد العالم أنواعا وأشكالا غريبة من المهاترات والرؤى السياسية لهذا النظام، وشهد ممارسات فريدة من نوعها في التعامل مع الشعب الإيراني عموما والمرأة خصوصا، من الصعب جدا القول إن العالم بإمكانه تقبل هكذا نظام مشوه منقطع عن هذا العصر ليتعايش معه، ولاسيما بعد أن صار واضحا وضوح الشمس في عز النهار أنه بؤرة تصدير التطرف الديني والإرهاب إلى المنطقة والعالم.

انتفاضة 15 تشرين الثاني 2019، التي قام بها الشعب الإيراني ضد هذا النظام، والتي قادتها منظمة مجاهدي خلق باعتراف قادة النظام ومسؤوليه، جاءت لتؤكد أن الشعب الإيراني وقبل العالم كله رفض ويرفض هذا النظام الدجال رفضا قاطعا، وأنه عندما أعلن موقفه منه في الانتفاضة السابقة في 28 كانون الأول 2017، حيث طالب بإسقاطه فإنه كرر الموقف نفسه في الانتفاضة الأخيرة بما يثبت أن الشعب الإيراني شعب واع ويؤمن بالتعايش السلمي بين الشعوب وتفاعلها معا، وببناء صرح الحضارة الإنسانية جنبا إلى جنب مع شعوب العالم الأخرى.

بعد انتفاضة 15 تشرين الثاني 2019، وما أعقبها من احتجاجات غاضبة متواصلة، تأكدت حقيقة مهمة للمتابعين للشأن الإيراني، تتعلق بحجم ومستوى الدور الذي اضطلعت وتضطلع به منظمة مجاهدي خلق على صعيد الأوضاع في إيران، خصوصا الدور والنشاطات التي تقوم بها معاقل الانتفاضة من أجل إبقاء روح الرفض والتصدي والمقاومة ضد النظام، وبالأوضاع الحالية التي يصفها النظام نفسه بأنها نار تحت الرماد، فإن رعب النظام الأكبر من الدور الذي تقوم به التنظيمات والتشكيلات الداخلية لمجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية من أجل تهيئة أفضل الأجواء في سبيل إسقاط النظام الإيراني.

كما أن انتفاضة 28 كانون الأول 2017، كانت بمثابة إعلان عن سقوط جدار الخوف والرعب الذي بناه النظام طوال 4 عقود من عمره الكريه، فإن انتفاضة 15 تشرين الثاني 2019، أكدت هذه الحقيقة مرة أخرى وبينت استحالة أن يستمر هذا النظام الديكتاتوري عن طريق سياسة الحديد والنار وأن يبقى الشعب خاضعا له، وحالة الرعب وعدم الاستقرار التي يعيشها ويواجهها هذا النظام حاليا، تؤكد أن الانتفاضة الأخيرة حققت هدفها من حيث أن النظام بكل أركانه ليس إلا مجرد قزم صغير أمام إرادة الشعب إذا ما قرر حسم الأمور وطي صفحة الظلام الدامس للطغمة الدينية الحاكمة في إيران إلى الأبد، وذلك اليوم ليس بعيدا أبدا. “الحوار”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .