العدد 4099
السبت 04 يناير 2020
banner
العرب والفرس الأردوغانيون
السبت 04 يناير 2020

باستثناء من لا يهمهم الأمر، وهؤلاء يعرفون أنفسهم ويعرفهم الآخرون، فإن المفترض أن تكون هناك مراجعة للأمور في هذه المنطقة، وأن يكون هناك موقف متقارب فيما يخص الدولتين إيران وتركيا، فالأمور تجاوزت كل الحدود، وهناك ما لا يمكن احتماله.. وهكذا فإن للصبر حدوداً، كما يقال، والأفضل أن تخلع “شوكة” تؤلمك بأصابع يدك حتى لا تضطر ذات يوم إلى خلعها بأسنانك!

منذ البدايات ومنذ أن فتح الأميركيون، بعد إسقاط نظام صدام حسين، حدود العراق على مصاريعها أمام الإيرانيين فتدفقوا زرافات ووحداناً وكأنه لم يمض إلا يوم واحد على تدمير الدولة الصفوية وطرد الفرس من بلاد النهرين العربية، وهذا كان يجب مواجهته منذ البدايات وقبل أن تصبح لهم جيوش جرارة ويصبح لهم عملاء لا يخجلون من التآمر على شعبهم ووطنهم في هذا البلد العربي والذي سيبقى عربياً إلى يوم القيامة.

والآن وبعدما اضطر الرئيس العراقي برهم صالح إلى مغادرة بغداد مؤقتاً تحت وطأة تهديدات قاسم سليماني وعملائه وأتباعه، فإنه حتى إن هو عاد في مغامرة غير محسوبة العواقب بصورة جيدة فإنه على الرافضين للاحتلال الإيراني لوطنهم وبلدهم أن تكون لهم وقفة حاسمة وحازمة وبسرعة تحاشياً من أن يأتي يوم قريب يطلب فيه من كل عربي مغادرة العراق وبلا رجعة، ويقيناً إن هذا ليس من قبل التهويل ولا التخويف، فالعراق.. هذا البلد العربي بات محتلاًّ من قبل الإيرانيين ومع الأخذ بعين الاعتبار أن ما ينطبق عليه ينطبق على سوريا وعلى ضاحية بيروت الجنوبية وأيضاً على اليمن (الحوثية).

إن هناك “تغولاًّ” على هذه المنطقة من قبل إيران الفارسية – الصفوية وأيضاً من قبل الـ “أردوغانية – العثمانية”، لذلك وإذا كان بعض العرب يضعون أكفهم فوق عيونهم حتى لا يروا كل هذه الحقائق “الفاقعة” فإن عليهم أن يعرفوا تلك الحقيقة القائلة: “إنّ من يتغدى بأخيك سيتعشى بك لا محالة”.

ما دخْلُ رجب طيب أردوغان بالبلد العربي ليبيا حتى يعبر مياه المتوسط ويذهب إلى هناك لولا النزعة “العثمانية” التي من المفترض أنها قد ولت مع كل أصحابها وبلا أية رجعة وأيضاً لولا الضعف العربي الذي هو من أنعش هاتين النزعتين، الفارسية والعثمانية، لدى كلٍّ من رجب طيب أردوغان وعلي خامنئي “المتفرِّس”، ولعل ما لا يدركه بعض العرب الصغار الذين لم يجدوا عيباً في التآمر على أمتهم أنه سيأتي ذلك اليوم الذي سيدفعون فيه ثمناً غالياً و”إن غداً لناظره قريب”. “إيلاف”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية