العدد 4100
الأحد 05 يناير 2020
banner
في أمر الكتابة من منظور خاص
الأحد 05 يناير 2020

من أصعب ما يواجه الكاتب في مقالاته أن يكتب دون شعور، أو دون إحساس فياض، فلا الكلمة تصل ولا المعنى مفهوم، حقيقة أنا ضد الكتابة لمجرد الكتابة، وإن كانت أيام كُثر تمر على الكاتب دون أن يكون له مزاج خاص للكتابة ودون ما هو مطلوب منه، وقد جلست مع عدد كبير من كتاب الأعمدة لأسألهم حول أمر الكتابة، هل نحن نكتب لنتواجد أم نكتب لمغزى، وصرح لي الجميع دون استثناء بأن هناك أياما تمر على الجميع يكتب فيها الصحافي لأن جمهوره ينتظر ما يكتبه ومن النادر جدا أن تكون كل الأعمدة التي خطها أحدهم نابعة من القلب أو لمناقشة مشكل حقيقي استنفر له قلم الكاتب وأبى إلا أن يدلي بدلوه ويعبر عنه في مساحته الحرة.

لكن الواقع يحكي، فما يكتب من القلب يصل إلى القلب، فالكلمات تلامس القلوب قبل العقول، وهكذا أرى وأجزم من خلال مجمل ما كتبت ولمست من ردود أفعال القراء، لذا أكتب ما أشعر به وأستغرب تماما من اهتمام البعض بموضوع بعينه دون آخر، معتقدين بذلك أنهم يضربون على الوتر أو يحققون شهرة أسرع، وهو ما أرفضه لا لشيء ولكنني كما أسلفت أكتب ما أشعر به، ذلك أنني على يقين تام بأن الإنسان متغير وأن وجهة نظره قد تتأرجح تجاه قضايا جمة، لذلك فإن من أهم ما أقدمه لطلابي وطالباتي في بداية دراستهم مقرراتهم الجامعية هو الواقع بعينه متمثلا في تصنيف (الحيادية والموضوعية) وهما من الركائز في علوم الإعلام، بأنهما أمر نسبي من الصعب قياسه وإن كان لابد فيجب أن يتم ذلك على فترات متباينة حتى تتضح المعايير الحقيقية ويفهم المقصد.

على الأغلب ومنذ سنوات اخترت أن أكون بعيدة عن المواضيع المتأرجحة وارتأيت من وجهة نظري المتواضعة أن الإنسانيات لا تفنى إلا أنها بحاجة دوما إلى مراجعة وقياس مع التطور الهائل الذي نعيشه وأدق ناقوسه بين الفينة والأخرى عند تناولي مواضيع تهتم بالذكاء الاصطناعي والانفتاح التكنولوجي وما ستؤول إليه الأمور في سنوات قصار قادمة لا محالة.

ومضة: أشدد كما اعتدت في مقالاتي الأخيرة على أهمية الكلمة، فالكلمة وعد، والكلمة نور، والحق بكلمة، ونحن محاسبون عن كلماتنا التي تلقى على المسامع، فما بالنا بتلك الكلمات التي تسطر في صفحات الجرائد ومواقع الإنترنت، وتخلد أمام الأجيال، كن قدر كلمتك، فأنت كلمة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .