العدد 4121
الأحد 26 يناير 2020
banner
الرؤية “2030”.. ليست “أهزوجة”!
الأحد 26 يناير 2020

ما إن تجد تصريحًا لأحد المسؤولين أو النواب أو حتى بعض الهيئات الحكومية والأهلية إلا وتجد فيه عبارات من قبيل: ”تماشيًا مع رؤية البحرين الاقتصادية 2030”.. ”تطبيقًا لما ورد في الرؤية 2030”.. ”استنادًا إلى بنود الرؤية 2030”، وكأنها أصبحت أهزوجة لدى البعض يكررها في كل تصريح صحافي ومقابلة تلفزيونية أو إذاعية أو حتى في المجالس والمحاضرات وورش العمل والمؤتمرات، والحال، أن اللازم تطبيق فعلي ملموس لخطط عمل وبرامج وأفكار تطويرية يشعر بها المواطن في هذه الوزارة أو تلك الجهة، وليس “بهرجة” تستخدم في الرايحة والياية.

نعم، هناك أجهزة حكومية وهيئات وشركات مملوكة للدولة ومؤسسات تحركت وفق إطار خطط إستراتيجية مدروسة لترجمة ما ورد في الرؤية 2030، ويمكن ملاحظة ذلك من خلال التطور النوعي للخدمات والارتقاء بها بل وحتى على مستوى قياس رضا العملاء، في حين أن هناك العديد من الجهات “محلك سر”، لا تطوير ولا تقدم ولا يحزنون، وكأن هذا المسؤول أو ذاك حين يتحدث أو يصرح أو تصدر إدارة علاقاته العامة أخبارًا صحافية تتضمن عبارة “وفق متطلبات الرؤية 2030”، أو يضع شعار الرؤية في مراسلاته ومنتجاته الإعلامية، كأنما اكتفى بذلك، ولو جئت لتسأل: ما الذي حققتموه؟ ما النموذج العملي لبرنامج أو مشروع أو خدمة تتطابق مع الرؤية؟ فلا تجد إلا الكلام الإنشائي الذي لا طائل وراءه.

الرؤية 2030، وإذا ما أعدنا قراءتها بشكل هادئ ومتعمق، سنجد أنها عبارة عن “أهداف إستراتيجية” في كل القطاعات وكل مجالات التنمية والخدمات، يلزم أن يتبعها “أهداف تشغيلية” واضحة المعالم ومحددة من ناحية نوعية الهدف وأركانه وجدوله الزمني والنتائج المتوقعة، إضافة إلى مراحل تقييمه وإعادة دراسة سير العمل فيه سلبًا أم إيجابًا، وهذا يلزم كل الأجهزة الحكومية حسب تخصصها، أن تحول الهدف الإستراتيجي إلى هدف تشغيلي، ولا بأس، لابد من أن يكون علميًا وصريحًا وشفافًا يضع في الاعتبار توافر الموازنة المالية لتطبيق الخطة خصوصًا في ظل حالة التقشف وبرنامج التوازن المالي، وأن تكون ثماره واضحة في انعكاساتها على منفعة المواطن.

في رأيي المتواضع، يلزم أن نرصد تصريحات وبهرجات بعض المسؤولين في حديثهم عن “وفق رؤية 2030” في الإعلام، ثم تتولى جهة رسمية قراءة تلك التصريحات ومخاطبتهم لتقديم ما يثبت أنهم بالفعل حققوا عملًا منجزًا يتطابق مع الرؤية.. وإلا، فلا حاجة لنا لمثل هذه الأهزوجات.. نبي شغل ما نبي كلام.. ونترقب أيضًا موجة “الذكاء الاصطناعي” في الطالعة والنازلة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .