العدد 4121
الأحد 26 يناير 2020
banner
هبة الفارس
الأحد 26 يناير 2020

في كل طلة، وكل مشهد، يلقي من خلاله الرئيس القائد نظرة حانية على شعبه، تشعر بأن الدعاء قد استجاب، والأمل قد تحقق، والبعيد أصبح قريبًا.

في كلمتي الماضية لم تكن الجمل المفيدة كريمة للحد الذي يُشعرني بالاكتفاء، غيض كان من فيض، والكثير كان أقل من القليل.

الأب الرئيس عندما يطل على شعبه، فإن سموه يكون حاملًا معه كل الأماني، وكل المعاني وكل الآمال، كل المحبة، وكل وسائل الاتصال، المرئي والمسموع، المفهوم والمعلوم، الإحساس بالآخر، والضلوع في الدفاع عن مصالحه، التماهي مع رغباته، وتحقيق أهم طموحاته.

هكذا نفهم من رسائل الرئيس عندما يلقي بتحيته على الجموع، وحين يلتقي بالنخب المؤثرة فيهم، وهكذا نتواصل جميعًا مع إشاراته الكريمة، مع توجيهاته السديدة، فالفارس مازال ممتطيًا جواده يحارب الدنيا من فوقه دفاعًا عن مصالح أمته، ويكابد الأمرّين في نزالاته المتواصلة من أجل أن يكون لبلاده موطئ قدم في محافل الحضارة والتقدم والرقي.

أتذكر دائمًا ونحن على مقربة من لقاء مهيب كيف أن سموه يدعونا إلى الالتفاف، إلى التكاتف، إلى التعاضد، إلى لم الشمل، ونبذ الفرقة والانقسام والانكسار، ودائمًا ما كنت أسأل نفسي لماذا يحرص الرئيس على وحدة أمته؟ لماذا يشدد علينا أن نقف يدًا بيد وكتفًا بكتف مع قادتنا وأولياء أمورنا؟ لماذا كل هذا التجلي والتصافح والتصالح مع الجوار البعيد؟

إنها بصيرة محمولة على أسنة المدى، وهي رؤية مشفوعة ببصيرة مدججة بالإرادة والتمسك بالموروث العربي القويم، تمامًا مثلما هي المواقف غير المستغربة من سموه وهو يدعونا إلى كلمة سواء من أجل أن ننأى ببلادنا عن التدخلات الخارجية في شئوننا الوطنية، داعيًا حفظه الله ورعاه كل القوى الشعبية بأن تحترز من القادم والدخيل، وأن تحترم حقوق الإنسان في التعبير، وليست حقوقه في التبجيل والتهليل، الرئيس يحترم أمته في صمت، ويتحرك نحو شعبه ببسالة واستبسال، ويدافع عن مقدراته بالحكمة، والكلمة الطيبة، والموعظة الحسنة، بالموقف الصلب، والإصرار على المواجهة وتحريك مكنونات الحضارة العربية الأصيلة.

هي نخوة رئيس، ويقظة قائد، وسماحة رائد نهضة وباني وطن، لا تخونني الذاكرة لو قلت إن سموه في مجالسه العتيدة المتعددة كان دائم الشرح لنا عن أمم تعالت ثم اندثرت، تعملقت ثم تراجعت، كبرت من دون حق، فضاع منها كل الحق.

من هنا تعرفنا على الفكر الوطني في مدلوله البعيد، وعلى فلسفة القيادة بمفهومها السياسي البسيط، وقدرتها الإدارية الصارمة.

نحن على مقربة من العودة الميمونة لفارسنا المغوار خليفة بن سلمان، هكذا يحدثني قلبي، ولا تأتي لي المصادر بالأخبار، نعم نحن على مقربة من استجابة الدعاء بالشفاء والصحة والعافية لطويل العمر، ونحن على مسافة محددة من عودة رجل المراحل الصعبة إلى أهله وعشيرته، إلى وطنه وشعبه وقبيلته، إلى بلاده ووديانه وفرجانه وسريرته.

قائد يفي وشعب يحب، وطن يحتضن، وأمل يتحقق، كلنا ننتظر اليوم القريب الذي نقول فيه لسموكم، حمدًا لله على سلامتكم، حمدًا لله على سلامتكم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية