كشف اختصاصي طب الأطفال في مستشفى الكندي التخصصي ، الدكتور محمد سلمان علكم ، الى أن الاطفال اكثر تأثرا بنزلات البرد والإصابة بها من غيرهم من باقي فئات المجتمع بسبب الاختلاط وعدم تطور جهازهم المناعي لمقاومة العديد من انواع الفيروسات الشائعة والمسببة للعدوى ،  مشيرا الى أن  نزلات البرد هي عدوى فيروسية تصيب الجهاز التنفسي العلوي (والمقصود به الانف والحلق والبلعوم) وتؤدي نزلات البرد الى سيلان الانف والاحتقان في البلعوم.

وأشار ، وعلى الرغم  من تأخر دخول فصل الشتاء والبرد والذي كان متوقعا مع بداية شهر نوفمبر من العام الماضي الا اننا لم نشعر بموجات البرد الا مع منتصف شهر يناير وللشتاء مميزاته من حيث الملبس والمأكل وكذلك هو الحال مع الامراض ففصل الشتاء له امراضه واكثرها شيوعا نزلات البرد او الزكام وغالبا ما يتأثر بها.

وأوضح الدكتور علكم ، أن اهم الاعراض الشائعة التي ترافق الاصابة بنزلات البرد سيلان الانف (الرشح) والحمى والعطاس والسعال ترافقها صعوبة في البلع وفقدان للشهية وكذلك عدم المقدرة على النوم بشكل هادئ وهذه الاعراض قد تستمر لفترة تتراوح بين 5 ايام الى اسبوعين وتمثل نزلات البرد مصدر قلق للام ولباقي افراد الاسرة خصوصا اذا كان عمر الطفل اقل من عام ويجب اخذ هذه الاعراض على محمل الجد والاهمية في حالة الاطفال حديثي الولادة او ممن لم يتجاوز عمره الثلاثة اشهر الاولى فيجب مراجعة الطبيب واستشارته بشكل فوري لهذه الفئة العمرية من الاطفال.

وبين ، أن اعراض نزلات البرد قد تصاحبها اعراض اخرى مثل الالم في الاذن او الاحمرار في العين مع وجود افرازات خضراء تخرج من العين وصعوبة في التنفس والسعال المستمر الحاد وعدم المقدرة على خفظ درجة حرارة الطفل وكل هذه الاعراض هي مؤشرات لمضاعفات قد تصاحب نزلات البرد والتي تستدعي طلب الاستشارة الطبية لتفادي المزيد من المضاعفات الخطيرة مثل الالتهابات الرئوية.

ونوه أخصائي طب الاطفال ، أنه من المعلوم طبيا ان المسبب لنزلات البرد هي الفايروسات والتي يوجد منها انواع كثيرة ولازال يكتشف انواع جديدة منها تسبب نزلات البرد لم تكن معروفة سابقا بانها تصيب الانسان وبالرغم ان الاصابة بالفايروس تمنح الجسم المناعة ضده الا انه بسبب تعدد الفيروسات التي تسبب الزكام قد يصاب الانسان مجددا بالعديد من حالات الزكام سنويا كما ان بعض هذه الفايروسات لديه القابلية للتغير واحداث الاصابة دون ان يكتشفه جهازنا المناعي.

وأشار ، ينتقل الفايروس بين الاطفال عن طريق الهواء الذي يكون محملا بالفايروسات عندما يقوم احد المصابين بالسعال والعطاس او حتى التحدث في الجو ليستنشقه طفل اخر كما ان الملامسة المباشرة ليد طفل مصاب قد لامست مسبقا أنفه او عينه او فمه تمثل وسيلة اخرى لنشر الفايروس بين الاطفال وتمثل الاسطح الملوثة بالفياروسات وسيلة اخرى لانتقال المرض حيث تتمكن بعض الفايروسات من العيش لساعات على هذه الاسطح ، مردفا نزلات البرد بحد ذاتها ليست خطيرة ولكن في الاطفال وبسبب قصور جهاز المناعة فان امكانية حدوث المضاعفات تكون اكثر من البالغين ومن هذه المضاعفات ألتهاب الأذن الوسطى وكذلك الالتهاب الرئوى، والتهاب القصيبات وكل هذه الحالات تحتاج الى استشارة الطبيب والتدخل العلاجي الفوري.

وأكد ، ان علاج حالات الزكام ونزلات البرد تعتمد بالدرجة الاولى على تخفيف الاعراض من خلال خفض درجات الحرارة وتنظيف الانف واعطائهم السوائل لمنع الجفاف والاستمرار بالتغذية الصحية ، مؤكدا أن شعار الوقاية خير من العلاج خير وسيلة لمنع المرض وانتشاره ومن خلال معرفتنا بطرق انتشار المرض فان تجنب الاختلاط بالمصابين والامتناع عن ملامسة الطفل المصاب واتباع الطرق الصحية كغسل اليدين وتنظيف الالعاب بعد كل استخدام والطلب من المصابين باستخدام المناديل اثناء العطاس والسعال والتخلص منها بالطرق الصحيحة كلها عوامل تجنبنا المرض وتنمع انتشاره.

وأوضح الدكتور علكم ، ان استخدام الادوية وخصوصا المضادات الحيوية بدون أستشارة الطبيب تكون غير مجدية كون المسبب الرئيسي لنزلات البرد الفايروسات وليست البكتريا واستخدام المضادات الحيوية لايجدي نفعا في علاج نزلات البرد ويجب تقنين استخدامها في حالات معينة وباستشارة طبية.

وأشار أخصائي طب الاطفال ، وفي الاونه الاخيرة انتشر مرض فايروس كورونا المسبب لحالات الالتهابات الرئوية وكانت بداية المرض من الصين في مدينة ووهان ومن المرجح ان يكون هذا الفايروس هو احد الفايروسات التي انتقلت عن طريق مخالطة الحيوانات المصابة بالفايروس. وتتشابه اعراض المرض مع اعراض نزلات البرد الاعتيادية من حيث ارتفاع درجات الحرارة والاحتقان والتي تتضاعف لتسبب ضيق التنفس والالتهابات الرئوية. من المحتمل انتقال المرض بين البشر وان لم يؤكد العلماء هذا كما انه لايوجد علاج مكتشف لمعالجة هذا الفايروس لذا تكون الوقاية من المرض هي الطريقة الاسلم والافضل لتجنب المرض وتجتهد السلطات الرسمية في الصين لحصر المرض ومنع انتشاره كما ان جميع الدول قد باشرت باجراءات احترازية لمنع دخول المرض لدولها ، داعيا الى الاهتمام بالعادات الصحية يجنبنا الاصابة بامراض الشتاء  ونزلات البرد مثل عدم مخالطة المصابين وغسل اليدين وتجنب ملامسة المصابين واستخدام المناديل اثناء العطاس والسعال وتمنياتي للجميع بالصحة والعافية.