العدد 4126
الجمعة 31 يناير 2020
banner
انتفاضة العراق والمأزق القاتل لنظام الملالي
الجمعة 31 يناير 2020

كارثة – ومصيبة - حلت بنظام الملالي بيد الانتفاضة الشجاعة للشعب العراقي المندلعة ضده وضد عملائه ومرتزقته في العراق، خصوصا أنه بذل المستحيل من أجل أن يحسم أمر هذه الانتفاضة لصالحه ويستعيد زمام الأمور في هذا البلد والذي يبدو أنه في طريقه لكي يخرج من بين يديه، خصوصا أن هذه الانتفاضة اندلعت أيام كان الإرهابي قاسم سليماني يسرح ويمرح في العراق وبلدان المنطقة وظلت مستمرة ومتواصلة بعد هلاكه، وهو ما جعل هذا النظام يشعر بقلق بالغ جراء ذلك بصورة يجد نفسه في مأزق لا يعرف السبيل للخروج منه.


نظام الملالي وهو يواجه الأوضاع الداخلية بالغة السوء ويعاني الأمرين من إصرار الشعب الإيراني على مواصلة النضال ضده وإسقاطه، فإنه يجد أيضا كابوسا كبيرا آخر جاثما على صدره ويتمثل بمنظمة مجاهدي خلق التي تلعب دورا بارزا في مسار الأحداث والتطورات في إيران، حيث ينظر لها كبديل أساسي للنظام، فإن انتفاضة الشعب العراقي التي كانت مصدر ترحيب من جانب الشعب الإيراني ومجاهدي خلق فإنهما “أي الشعب الإيراني ومجاهدي خلق” يشعران بفرح بالغ وهما يجدان استمرار هذه الانتفاضة وإصرار الشعب العراقي على إنهاء نفوذ نظام الملالي وكذلك وضع حد لعملائه ومرتزقته في العراق.


انتفاضة الشعب العراقي الباسلة والمستمرة منذ أكثر من ثلاثة أشهر تعتبر بمثابة المأزق القاتل لنظام الملالي لأنها تقلب حساباته رأسا على عقب وتعبث بأسس وجوانب المعادلة التي وضعها في العراق وتغيرها في غير صالحه، واستمرار هذه الانتفاضة والتقاء أهدافها مع أهداف انتفاضة الشعب الإيراني يثير الذعر والهلع في أوساط الفاشية الدينية الحاكمة في طهران، حيث إنها فشلت في إنهاء مشاعر الكراهية والرفض العارمة في إيران والعراق على حد سواء وهو ما يشكل تهديدا خطيرا له، ذلك أن النظام العاجز عن تهدئة الأمور والأوضاع داخل إيران يواجه بالتأكيد صعوبة أكبر في تهدئة الأمور والأوضاع في العراق والسيطرة عليها، وهو ما يعني أن هذا الشتاء سيكون صعبا جدا على هذا النظام وقد يكون آخر شتاء في عمره كما يرى البعض. “الحوار”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية