العدد 4128
الأحد 02 فبراير 2020
banner
حرب الملالي الخاسرة
الأحد 02 فبراير 2020

من الواضح جدا أن الفاشية الدينية الحاكمة في إيران تجد نفسها وأذرعها المختلفة في العراق مضطرة لخوض حرب في هذا البلد الذي لو أقصيت عنه فإن ذلك يعني قطع المنفذ الحيوي الرئيسي وجعلها في وضع صعب جدا، حيث وحسب المراقبين والمحللين السياسيين لا يمكن لنظام طهران المطاولة كثيرا، وقد ينهار بصورة أسرع مما يمكن توقعه، والأحداث والتطورات التي شهدها العراق ولاسيما عمليات حرق خيم المعتصمين وقتل واغتيال العديد منهم إلى جانب التهديدات المستمرة والمتواصلة من جانب عملاء وأتباع نظام الملالي بهدف تحطيم معنويات المنتفضين والسيطرة على الانتفاضة، لم تحدث بمعزل عن الأوامر والتوجيهات الصادرة من بؤرة التطرف والإرهاب في طهران، خصوصا أن المنتفضين قبل غيرهم يتهمون النظام الإيراني وعملاءه في العراق علنا بجميع النشاطات والتحركات المعادية لهم.

أكثر ما يصيب ملالي إيران بالرعب والهلع هو أنهم يجدون حالة جديدة وغير مسبوقة ضدهم وضد مشروعهم في العراق والمنطقة، إذ إن الانتفاضة العراقية مستمرة ومتواصلة منذ ثلاثة أشهر، والأهم من ذلك أن عزم وتصميم وإصرار المنتفضين يزداد كلما مر الوقت على رفض ومواجهة المخططات المشبوهة للنظام الإيراني التي تنفذ بالوكالة، وهذا ما يقلق الملالي وعملاءهم أكثر فأكثر ويدفعهم للإيعاز لأتباعهم في العراق بزيادة الضغوطات وتنفيذ المزيد من المخططات الإجرامية ضدهم.

الأوضاع الداخلية المضطربة في إيران وازدياد التحركات الاحتجاجية ضد النظام إلى جانب نشاطات معاقل الانتفاضة لأنصار مجاهدي خلق والدور الملفت للنظر الذي باتت تلعبه المقاومة الإيرانية وذراعها الضاربة منظمة مجاهدي خلق، تجعل النظام الإيراني قلقا جدا من نتائج وتداعيات هزيمة مشروعة في العراق، خصوصا أن الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية قد رحبا بحرارة بهذه الانتفاضة، وهناك تحركات سياسية من أجل وضع حد لتنفيذ مخططات النظام الإيراني بالوكالة ضد الشعب العراقي، والأهم من ذلك أن الانتفاضة العراقية التي قاربت شهرها الخامس لا يوجد في الأفق ما يمكن أن يوحي بفتورها وسيرها نحو الهدوء، بل إن كل المؤشرات تدل على أنها تسير نحو الأمام وتزداد سخونة وعزما وتصميما على مواجهة الرياح الصفراء السامة القادمة من نظام الشر والتطرف والإرهاب والجريمة في طهران. “الحوار”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .