العدد 4128
الأحد 02 فبراير 2020
banner
أسباب فشل الثورة الديمقراطيّة في إيران (2)
الأحد 02 فبراير 2020

لقد استغلّت القوى الثلاث التي ظهرت بعد سقوط حكومة مصدّق (الليبيراليون والشيوعيون ورجال الدين) انعدام الديمقراطيّة، وفشل النظام في تحقيق العدالة الاجتماعيّة، وتضييق الهوّة بين الفقراء والأغنياء لكي تنتصر في الثّورة التي اشتعلت في نهايات عام 1978، بعد انقضاء أشهر قليلة على سقوط نظام الشاه، وجدت القوى الديمقراطيّة نفسها معزولة، ومرفوضة من قبل الجماهير، والسّبب في ذلك يعود إلى الهجمة الشرسة التي شنّها رجال الدين للسيّطرة المطلقة على السلطة، وعلى المشهد السياسيّ، كما تمكّن الخميني بسرعة مذهلة من أن يفرض ما سمّاه بـ “ولاية الفقيه” والذي جعلها حزام الأمان لما سيسمّى بـ “الجمهوريّة الإسلاميّة”.

يقول مهناز شيرالي إن الخميني “أسلم السياسة، وسيّس الدين” لكي يفرغ الثورة من محتواها، ويحيد بها عن مسارها، ويجعل منها وسيلة للقضاء على خصومه وأعدائه السياسييّن بقسوة لا مثيل لها، ويرى مهناز شيرالي أنه طالما ظل مناصرو الخميني في السلطة، فإن أمل الإيرانيين في التمتع بالديمقراطية التي دفعوا ويدفعون من أجلها الثمن غاليا، سيكون صعب التحقيق إن لم يكن مستحيلا مثلما أثبت الواقع ذلك منذ الإطاحة بنظام الشاه وحتى هذه الساعة، كما يرى مهناز شيرالي أن حكام إيران في الوقت الراهن يسعون من حين إلى آخر إلى انتهاج سياسة الاعتدال تجاه الغرب، وهذا ما فعلوه خلال مفاوضات جينيف بخصوص المشروع النووي.

غير أن هذا لا يعني شيئا آخر غير ذرّ الرماد في العيون، وخداع الدول الغربية من أجل التخفيف من الضغط الشديد الذي يعاني منه الاقتصاد الإيراني، وتوجيه ضربة قاسية أخرى للحركة الديمقراطية داخل إيران، والتي تحركها راهنا قوة شبابية جديدة تتطلع إلى المستقبل، ولا تعير لأفكار الخميني أيّ اهتمام، بل تراها سلسلة من العراقيل والمحرمات التي تعيقها، وتمنعها من تحقيق أحلامها المنشودة. “إيلاف”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية