العدد 4129
الإثنين 03 فبراير 2020
banner
نظام النهب والفساد كما يعترف قادته
الإثنين 03 فبراير 2020

صار صعبا جدا على نظام الملالي أن يفسر ويشرح أو يبرر ما آلت إليه الأمور والأوضاع في البلاد بسبب حكمه البغيض الفاسد والفاشل طوال أكثر من 40 عاما، خصوصا أن تبريراته وتفسيراته الواهية والمليئة بالأكاذيب والمغالطات صارت محط سخرية واستهزاء ليس الشعب الإيراني فقط بل العالم كله، ومن هنا فإنه لم يبق أي طريق أو سبيل أمام هذا النظام سوى الاعتراف بالأمر الواقع ولكن، ولأن هذا النظام كان ومازال وسيبقى مبنيا على الكذب والدجل، فإنه من المستحيل أن يترك كذبه ومغالطاته وتشويهه وتحريفه الحقائق، ومن هنا فإنه وعندما يجبر على الاعتراف بحقيقة ما لم يعد هناك من مجال للتستر أو التغطية عليها فإنه يذكر جانبا من الحقائق ويترك أو يتجاهل الجوانب الأكبر والأهم.

نظام الملالي الذي تلاحقه لعنات قتل وإبادة 1500 من المتظاهرين من أبناء الشعب الإيراني واعتقاله التعسفي أعدادا كبيرة أخرى من المتظاهرين أيضا، وخضوعهم للتعذيب وعدم إطلاق سراحهم، إلى جانب آثار وتداعيات إسقاط الطائرة الأوكرانية، فإن هذا النظام القمعي الفاشل الذي لم يحقق أي مطلب إنساني وشعبي للشعب الإيراني، وبعد أن ضاقت الدنيا به بسبب خوفه وهلعه من احتمالات أن ينفجر الشعب الإيراني في ثورة الغضب الكبرى، فقد أطل نائب رئيس النظام الإيراني جهانغيري، وهو يعترف بأن الفقر والفساد متفشيان في البلاد، محذرا من أن “الفساد يستشري كالنمل الأبيض في جسد الثورة”، كما اعترف أيضا في كلمة له يوم الأربعاء المنصرم قائلا: “في حين ينتشر الفساد وتعيش أسر بدون قوت يومها، هناك من يستمر بنهب المال العام”، والملفت للنظر أن اعترافات جهانغيري التي تثبت مدى تمادي هذا النظام في فساده ونهبه للمال العام وحرمانه وإفقاره الشعب الإيراني، تزامنت مع كشف النائبة في برلمان النظام هاجر تشناراني، في مقابلة لها الاثنين الماضي، مع موقع “إصلاحات نيوز” أن “40 % من الشعب الإيراني يرزحون تحت خط الفقر بسبب سوء الإدارة وعدم كفاءة بعض المسؤولين في إيران الغنية، كما أن العملة الإيرانية هي الأضعف في العالم”، وبطبيعة الحال فإن الأوضاع أسوأ بكثير مما يذكره ويعترف به قادة النظام، لكن ومن أجل إبقاء خط رجعة للنظام وعدم ذكر حقيقة قد تكون كافية لكي يقوم الشعب بكنس النظام ورميه في مزبلة التاريخ.

صار العالم كله مقتنعا بما أكدته وتؤكده السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب الشعب الإيراني، بأن هذا النظام لا يصلح أبدا للبقاء وهو يشكل بؤرة تصدير التطرف الديني والإرهاب ويعتبر خطرا وتهديدا على الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم. “الحوار”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية