العدد 4130
الثلاثاء 04 فبراير 2020
banner
نظام الملالي يحترق بناره
الثلاثاء 04 فبراير 2020

تفاخر نظام الملالي طوال الأعوام المنصرمة بصورة ملفتة للنظر أمام الشعب الإيراني وأذرعه العميلة في بلدان المنطقة بمقدرته على التوسع وفرض أفكاره وأنه صار أمرا واقعا وأن نظام ولاية الفقيه ترسخ وليس بإمكان أحد زعزعته والتأثير عليه، وفي ذروة تفاخره واعتداده بنفسه انبرت السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الإيرانية لتؤكد أن هذا النظام أضعف ما يكون، وأنه يستغل الظروف والأوضاع الدولية وبشكل خاص سياسة الاسترضاء والمسايرة للبلدان الغربية التي كان لها الدور الرئيسي في بقاء واستمرار النظام.

ما أكدته السيدة رجوي بشأن أن النظام أضعف ما يكون جاء من إدراكها أن هذا النظام وعلى الرغم من مرور الأعوام الطويلة وهدره أموالا طائلة جدا، فإن إيران مازالت تفتقر بسبب هذا النظام إلى بنية تحتية محكمة، والفيضانات والسيول التي جرت في سائر أرجاء إيران فضحت النظام وعرته بهذا الصدد، كما أن النظام الذي طالما طبل لكون إيران في عهده أصبحت مكتفية ذاتيا وأن لديها زراعة وصناعة يعتد بها، لكن تبين أنه ليست هناك أية صناعة أو زراعة من هذا القبيل، إنما جلها تجميعية أو بدائية أو تفتقر للكثير من المستلزمات.

أما إذا ما تحدثنا عن مجال الخدمات العامة والمدارس والمستشفيات، تسقط ورقة التوت وتنكشف عورة النظام تماما، ومن هنا، فإن نظاما بهكذا بنيان وركائز مهزوزة، لا يمكن الاعتداد به والاعتماد عليه ولاسيما في الأوقات العصيبة كحدوث الكوارث والحروب والظروف غير العادية كفرض الحصار أو العقوبات عليه كما يجري حاليا، وتزايد اعترافات قادة النظام بضعفه وعجزه أمام الكوارث الطبيعية وأمام العقوبات الأميركية والدولية المفروضة عليه وعدم قدرته على إدارة الأمور والأوضاع كما يجب، يكشف هذا النظام على حقيقته ويبين أنه مجرد نمر من ورق أو بالون من كذب، وهذا هو قصد السيدة رجوي تماما بشأن ضعف وعجز النظام.

وبعدما أكدت السيدة رجوي ضعف النظام وعجزه في الحقيقة والواقع، طالبت ودعت بإلحاح إلى إنهاء سياسة الاسترضاء والمسايرة واتباع سياسة تتسم بالحزم والصرامة تجاه هذا النظام، فأوضاع هذا النظام بعد التغيير الكبير الذي جرى في سياسة الولايات المتحدة ضده وكذلك ما يظهر من تغيير في سياسة البلدان الأوروبية أيضا تجاهه وميلها إلى التشدد، فإن النظام وبعد كل المهاترات والمسرحيات الفارغة التي قام بها لاستعراض قوته وعضلاته، يواجه اليوم نتائج وتداعايات أخطائه التي صارت كنار تحرقه. “الحوار”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .