العدد 4172
الثلاثاء 17 مارس 2020
banner
الرد على استجداء إيران
الثلاثاء 17 مارس 2020

بدلا من الاهتمام بشؤونها الداخلية في ظل تفشي وباء الـ “كورونا” في إيران كلها، فإن القيادة الإيرانية - المرشد علي خامنئي وكبار ضباط الحرس الثوري - مصرة على مواصلة التدخل في الشؤون الداخلية للعديد من دول المنطقة، ولعل ما يشير إلى هذا ويؤكده أن الأوامر جاءت من طهران بضرورة استهداف الأميركيين بتلك العملية التي ردوا عليها بأكثر منها عنفاً وتدميراً بألف مرة.


وكان وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، الذي يبدو أنه أكثر “واقعية” من كل رموز هذه القيادة الإيرانية، قد طلب بأسلوب استجدائي من الولايات المتحدة رفع العقوبات عن بلاده لتستطيع مواجهة “فايروس كورونا” ثم وإلى جانب هذا فإنه طلب أن يلتزم صندوق النقد الدولي بمسؤوليته وأن يعمل بروح المسؤولية (في هذا المجال).


وهنا، من المفترض أن يطالب ظريف مرشد “الثورة الإيرانية” وجنرالات الحرس الثوري الإيراني المتنفذين بأن يكفوا عن كل هذا التصعيد الذي يستهدف العديد من دول المنطقة وأن يضعوا حداًّ لكل تمددهم الاحتلالي في العديد من الدول العربية “سوريا والعراق ولبنان واليمن”، وأن يطووا صفحة كان قد “فتحها” الخميني بمجرد انتصار ثورته في فبراير عام 1979.


وبالطبع فإنه من غير الممكن أن تتلقى إيران فلساً واحداً من معظم الدول العربية التي قصدها ظريف بـ “استجدائه” هذا المشار إليه وباستجداء سابق، أكثر منه “ركوعاً”، طالما أن جنرالات حراس الثورة الإيرانية بمباركة وتأييدٍ من المرشد علي خامنئي مصرون على ما كانوا قد بدأوه مبكراًّ وطالما أنهم لا يفكرون حتى مجرد تفكير بالانكفاء على الذات والخروج من الدول التي يتواجدون فيها بصيغ احتلالية أخطر ما فيها أنها تتخذ طابعاً طائفياً ومذهبياً سيئاً وبغيضاً.


ولعل ما يدل على أن “استجداء” ظريف هذا الآنف الذكر لن يجد آذاناً صاغية طالما أن قرار إيران ليس في يده، إنما في يد المرشد علي خامنئي ومعه جنرالات الحرس الثوري الذين كانوا أتباعاً لـ “قاسم سليماني” وطالما أن قوى المعارضة الإيرانية قد أكدت، بلسان مريم رجوي، أن يذهب أي دعم مالي سواء من صندوق النقد الدولي أو من غيره إلى المستشفيات الإيرانية وإلى الهيئات الشعبية الإيرانية مباشرة وأن مثل هذا الدعم إن هو أخذ طريقه إلى هؤلاء الذين ينفردون بالحكم في إيران فإنه سيستخدم في مزيد من القمع ومزيد من التدخل في شؤون العديد من دول هذه المنطقة القريبة والبعيدة والعربية وغير العربية. “إيلاف”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية