وافتنا الأخبار بما يدمي القلب بالنسبة لأوضاع إيطاليا الصديقة، وتزايد أعداد المصابين بفيروس كورونا وكثرة الوفايات، حتى أن منهم طبيب توفي إثر نفاذ القفازات، فكان يعالج مرضاه بيدين من الإيمان والحب والتضحية، وكانت النتيجة أنه أصبح هو الآخر رقما في قائمة الوفيات، مثل هذه الأخبار تشعل في القلب لهيب فطرة البقاء، المحاربة من أجل العيش، وتجعلنا في مقامنا هذا نعيد ترتيب أحجار رقعة الشطرنج في مواجهة تلك الأزمة الجائحة العالمية.

لا أنكر أننا في حالة من التوتر من هذا الكم البغيض من الأخبار السوداء من عدد إصابات وضحايا؛ إلا أننا في الوقت نفسه نحمد الله على نعمة وجودنا في دولة كمملكة البحرين، وطن ما بعده وطن قولا وفعلا، ففي الوقت الذي رفعت معظم الدول يدها عن رعاياها ومطالبتهم بالبقاء في أية دولة أخرى وعدم الرجوع لها بل طلبت منهم التوجه إلى بيوت الزكاة والأصدقاء والأسر لطلب المساعدة، تعمل البحرين بسياسة مختلفة، سياسة ترفع لها القبعة في السيطرة على هذا المرض اللعين، أبعده الله عنا ووقانا شره.

السؤال الآن هو.. أما آن الأوان لأن يتنازل البعض عن عنجهيته تجاه الوطن؟ أن لا ينظر للأوطان الأخرى بعين عقدة الأجنبي الذي يحب أيا كان دون وطنه، الذي يعمل جاهدا لإبراز السلبيات والتغاضي عن الإيجابيات، هل لك أن تجيبنا الآن عن ما يقدمه وطنك لك من راحة وأمن وصحة وتدابير وقائية؟

صديقة لي أرسلت في قروب خاص أن أخاها كان عالقا في إحدى الدول الأوروبية وأن جميع الدول بما فيها دولته رفضت استقباله فيما فتحت له البحرين قلبها ومطارها وأجريت له الفحوصات فورا وتم التأكد من سلامته، عن أية دولة نحن نتحدث وعن أي فخر أكثر من الممكن أن نعبر به عن انتمائنا لهذا الوطن. حفظ الله لنا البحرين قيادة وشعبا.