+A
A-

كورونا.. إيران تطرد أطباء بلا حدود لسبب غريب

قامت السلطات الإيرانية وبضغط من المتشددين بطرد وفد من منظمة "أطباء بلا حدود" غير الحكومية التي أقامت مستشفى ميدانيا لمعالجة مرضى كورونا.

وقال مساعد وزير الصحة الإيراني، علي رضا وهاب زادة، في تغريدة عبر "تويتر": "مع شكرنا لـ(أطباء بلا حدود)، إلا أننا وبعد تنفيذ خطة التعبئة الوطنية لمواجهة كورونا و الاستفادة من الإمكانيات الطبية للقوات المسلحة الإيرانية لسنا بحاجة لإنشاء مستشفيات ميدانية من قبل الأجانب ونرفض حضور هذه المنظمة".

وذكرت وسائل إعلام إيرانية أنه تم طرد "وفد أطباء بلاد حدود" المکون من 9 أشخاص جاء من فرنسا لإنشاء مستشفى ميداني وتقديم أدوية وأقنعة تنفسية وملابس واقية، استقر في أصفهان.

كانت منظمة أطباء بلا حدود قد أكدت في تغريدة على حسابها أن "إيران هي الدولة الأكثر تضررا في المنطقة إلى حد كبير، وأصفهان هي ثاني أكثر المناطق تضررا في البلاد ونأمل أن تخفف مساعدتنا، جزئيا على الأقل، الضغط على النظام الصحي المحلي".

أكثر المناطق تضررا

وفي تغريدة أخرى ، أعلنت المنظمة عن توسيع المساعدة وذكرت: "أرسلت منظمة أطباء بلا حدود مستشفى قابل للنفخ بسعة 50 سريرًا وفريق طوارئ من 9 أشخاص إلى ثاني أكثر المناطق تضرراً في إيران".

لكن تحت ضغط واضح من الحرس الثوري والمتشددين المقربين من المرشد الأعلى علي خامنئي، اعتبرت السلطات وجود المنظمة غير ضروري بعد اتهامها من قبل شخصيات في طهران بالتجسس لصالح الولايات المتحدة.

وشنت صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد الإيراني، هجوما حادا على وزارة الصحة الإيرانية لسماحها بدخول منظمة أطباء بلا حدود إلى البلاد.

كما اتهم حسين شريعتمداري، مدير التحرير في كيهان، في مقابله له مع وكالة أنباء فارس المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني، ضمنًا، منظمة "أطباء بلا حدود" في باريس بكونها "دمية أميركية".

في إشارة إلى تصريحات المرشد الإيراني علي خامنئي التي أدلى بها يوم الأحد، قال شريعتمداري: "أميركا تعلم أنه لا مكان لها في إيران ولا يمكن أن يكون لها وجود هنا. أليست فرنسا هي من تعاونت دائمًا مع المؤامرات الأميركية ضد إيران؟ ألم يكن ماكرون هو من أعلن صراحة أنه يدعم جميع المؤامرات الأميركية ضد بلدنا؟

لا يمكن الوثوق بها لأن مقرها باريس

وقال شريعتمداري وهو مندوب خامنئي في صحيفة كيهان، إن منظمة أطباء بلا حدود منظمة مقرها باريس ولذا لا يمكن الوثوق بها لأن جميع الجماعات المعادية لإيران لها قاعدة في فرنسا".

وجاء الموقف المتشدد من المنظمة الإغاثية، بعد أيام من ترويج خامنئي لنظرية المؤامرة التي تزعم أن فيروس كورونا أنتج من قبل أميركا، وذهب أبعد من ذلك باتهام الولايات المتحدة بمحاولة تصدير أدوية ملوثة إلى إيران من الممكن أن تنشر فيروس كورونا خاص بإيران، حسب زعمه.

وقوبلت تصريحات خامنئي برد حاد من قبل وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، بالقول إن "النظام الإيراني تجاهل التحذيرات المتكررة من قبل مسؤولي الصحة في بلاده، ونفى الوفيات الأولى بفايروس ووهان لمدة تسعة أيام على الأقل. ولا يزال النظام يكذب على الشعب الإيراني والعالم عن عدد الإصابات والوفيات".

بيع المواد الوقائية في السوق السوداء

وقال بومبيو إنه "منذ عام 2012 أنفقت إيران أكثر من 16 مليار دولار على الإرهاب في الخارج واستخدمت تخفيف العقوبات لملء خزائن عملائها".

وأضاف: "سرق مسؤولو النظام أكثر من مليار يورو كانت مخصصة للإمدادات الطبية، ويواصلون تخزين أقنعة وقفازات ومعدات طبية أخرى، الشعب في أمس الحاجة إليها، من أجل بيعها في السوق السوداء.