العدد 4194
الأربعاء 08 أبريل 2020
banner
وَخْـزَةُ حُب د. زهرة حرم
د. زهرة حرم
البحرين تقود المرحلة بجدارة من لغة التطمين... إلى الفعل
الأربعاء 08 أبريل 2020

الأحداث السريعة المتوالية، منذ أن سمعنا عن أول حالة للإصابة بفيروس كورونا في البحرين في 21 فبراير الماضي؛ تشعرنا بأن وقتا طويلا مرّ، على الرغم من أنه لا يزيد على الشهرين! والحق أننا في مملكة البحرين كمواطنين أو مقيمين لم نُصب بـ “هستيريات” الفزع التي صبغت العديد من المشاهد في الدول الأخرى، ولاسيما العظمى، لا يرجع هذا فقط إلى قلة أعداد الحالات المصابة، حتى اليوم، لكن، إلى التعاطي الرسمي مع الأزمة، وهو – لأي متابع منصف ونزيه – محل تقدير، ونظر، وإلهام.

ماذا احتاج كل فرد منا، متابع لما يجري في العالم، وخصوصًا الصين – منذ عدة أشهر مضت – وعلم يقينا أن كورونا أصبح على أرضه، قريبًا منه؛ سوى لغة تطمينية، تقول له: سنتولى المسؤولية، وهذا ما حصل. خرجت إلينا الحكومة البحرينية، حاملة عبء المرحلة؛ فعلِمنا أن البحرين لا تُوارب، أو تُداهن، أو تتستر، أو (تتفرج) أمام حدث جلل؛ كالكورونا، وهكذا أيقنّا أننا أمام قيادة؛ ستعبر بنا إلى المحطة الآمنة.

لم نكن نحتاج – أول الأمر – إلى أكثر من ضبط النفس، والهدوء؛ لنستطيع مواجهة هذه الأزمة بوعي، وهذا ما راهنت عليه حكومة البحرين؛ فبعد ثلاثة أيام فقط من أول إصابة، في 25 فبراير؛ عقد أول مؤتمر للحملة الوطنية لمواجهة الفيروس، حاملا رسالة مهمة، مفادها: أننا أمام وباء حقيقي، قد احترزت منه البحرين بخطة استباقية قبل وصوله، ووضعت له استراتيجية علاجية، استرشدت فيها بتعليمات منظمة الصحة العالمية، فماذا يعني هذا؟

لاشك أنه يعني تعاطيًا سريعًا، واستجابة فورية؛ إذ لم تترك لنا القيادة مساحة للتكهنات، أو الغموض، بل وضعتنا – ولا تزال - أمام طبيعة المرحلة، بشفافية وصدق، وقدمت لنا الأرقام، والحقائق على الأرض، وأشركتنا في المواجهة؛ فأصبح التحدي وطنيًا، والمسؤولية جماعية. وكان لقرار القيام بحملات التطوع صداه، ليس في بلوغ أرقام تُعد بالآلاف فقط، ولا في زيادة الشعور بخطورة الأزمة؛ بل لأن القيادة الحقيقية تعي جيدا أن النجاح يصنعه الجميع، وهذا ما توشك البحرين على توثيقه حول تعاطيها التاريخي مع جائحة كورونا.

هذه الأزمة ستمضي، لكنها لن تمضي على البحرين حكومة وشعبًا دون كثير من الوقفات، ودروس المراجعة، والمتابعة، والتقييم، ستمضي الأزمة ونحن على ثقة بأنها علمت كل واحد فينا، أهمية أن يكون له وطن، يحتضنه، ويلجأ إليه، وفي المقابل، يذود عنه، وعن حماه. إن أبلغ درس علمنا إياه كورونا هو الوطنية، وبامتياز.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .