العدد 4194
الأربعاء 08 أبريل 2020
banner
العرب والأمن القومي بعد كورونا (2)
الأربعاء 08 أبريل 2020

أعتقد أننا بعد كورونا وصلنا لقناعة بأنه يجب إعادة النظر في العالم العربي من ناحية الأمن القومي العربي الاقتصادي والثقافي، ولدينا دروس سابقة، فبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 نظر بعض العالم إلى أنه تحول تاريخي ولكنه ليس كذلك، فالمستفيد الوحيد من هذا الحدث الولايات المتحدة الأميركية، فهي أرادت أن تطبق عملية (حريق الرايخستاغ) الذي منح الفرصة لهتلر لإصدار قوانين تصفي المعارضين له داخليا، ونجح هتلر بهذا المشروع.

من جهة أخرى إن أحداث 11 سبتمبر منحت أميركا فرصة ذهبية لتنفيذ سياستها في العالم واستخدمت نظرية من ليس معي فهو ضدي، وقسم الغرب العالم إلى نصفين، الأول الدول المستفقرة وليس الفقيرة، وهي دول العالم الثالث التي تملك المواد الأولية في الصناعة العالمية كالخام وتأخذه بأسعار قليلة جدا، ورغم أن الغرب يدعو إلى الديمقراطية والعلمانية، لكنه ينتهك كل تلك المسميات من خلال اصطناع الحروب في الشرق الأوسط تحديدا، علما أن تلك الدول الغربية وأميركا، لو رجعنا للواقع لوجدناها تعيش طفيليا على نظام تسميه هي “الشراكة الاستراتيجية”، ومن خلال هذا الاستغلال أصبحوا يمتلكون كل سبل التطور العلمي والتكنولوجي الكبير، وأيضا هم يصنعون المشكلة وهم القادرون على حلها، وفي كتاب عناقيد الغضب للكاتب جون شتاينبك حيث يقول إن الإنتاج الفائض يرمى في البحر، للحفاظ على القوة في السوق، ومن هنا يجب على الفقير أن يناضل مرغما لإرضاء قانون الرأسمالية.

إذا كورونا أظهر الحقائق لجميع الأمم بأن أوروبا وأميركا لا تملك العصى السحرية وأنها عانت أكثر من الشرق بكثير، وهنا اتضح أن الداعين للعلمانية والليبرالية الرأسمالية والعولمة الأوروبية انتهى اتحادهم دون رصاصة بل بفيروس جبان يعيش في مكان مظلم بجسم الإنسان فتك بالرأسمالية والاتحادات والدول العظمى، لذلك بعد هذا الانهيار العالمي الصحي والاقتصادي على العرب أن يبدأوا بإنشاء نظام للأمن القومي العربي يحمي اقتصادهم وأمنهم، وتجربة ما قبل كورونا لبعض المنظرين وبعض الخبراء وبعض المستشارين فشلت بامتياز حيث لم يقاوموا أكثر من شهر أمام انهيار هز أركان العالم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .