العدد 4200
الثلاثاء 14 أبريل 2020
banner
معادلة فيروس كورونا بالمناعة الذاتية
الثلاثاء 14 أبريل 2020

هل هي مسألة مقاومة أم معادلة؟ سؤال علمي مفهومه عميق، فالمتعارف عليه أنّ ما تقاوم وجوده يبقى، فالموجود في الوقت الراهن هو “كوفيد 19” المسبب للأنفلونزا، وليس جديدا على العالم أن يسبب فيروسا من مجموعة الكورونا الأنفلونزا، لكن “كوفيد 19” هو الجديد لأنه ناتج عن تحوّر في الغلاف الخارجي لفيروس كورونا مسبب للسارس، وبتعريف مرض الأنفلونزا نجد أنه مرض معد يصيب الجهاز التنفسي، تكون أعراضه الحرارة المرتفعة وألم في الحلق وسيلان في الأنف، صداع، ألم في المفاصل والعضلات، وشعور بالتعب، وتزيد نسبة الإصابة في الأنفلونزا في الجو البارد، حيث إن الفيروسات بطبيعتها ليست كائنات حية ولكنها أجسام أو كبسولات حاملة لبرنامج الحياة، ما إن تدخل خلية حية فإنها تشغّل ذلك البرنامج بالسيطرة على العمليات الحيوية، والتحكم في الجينات، لتوجيه وتجنيد آليات الخلية لنسخ وإنتاج المزيد من الفيروسات، وذلك ما يحدث عندما يدخل الفيروس خلايا مجاري التنفس والرئتين حيث تتناسخ الأجسام الفيروسية في درجة حرارة أقل من درجة حرارة الجسم، والتي تكون موائمة في الجهاز التنفسي لحركة الهواء المستمرّة في الشهيق والزفير في الجو البارد.

علينا أن ننظر لجائحة كورونا بوعي أعمق، فأنفلونزا الكورونا تحمل رسالة اليقظة للبشرية جمعاء، حيث إن جسم الإنسان معني بالصحة والسلامة، لأنه خلق للعمل والإبداع والابتكار، خلق ليخدم رسالة الإنسان الضمنية التي هي قيمته العليا الذاتية، بها يفعّل الإنسان التفكير الحقيقي برؤيته لذاته من منطلق تلك القيمة العليا، عندها يرتفع وعي الإنسان بما يدور من حوله بما في ذلك السلب والإيجاب عن طريق إدارة عقله الذي هو مخزون الأفكار، ما يجعل الجسد متوازنا ومحققا للمقاييس الفسيولوجية التي عندها تتم العمليات الحيوية بشكل صحيح.

ففاعلية المناعة تكون في جسد الإنسان المتوازن ذاتيا، وإن كان هناك جسم غريب وجديد داخل جسد ذلك الإنسان وليست هناك ذاكرة مناعية لمعادلة سلبيّة “الكوفيد 19”، فإن الخلايا المناعية التائية الموجودة في الأوعية الدموية للأغشية المخاطية المبطنة للأنف والفم ومجاري التنفّس، والتي هي من خلايا الدم البيضاء المشكلة للجزء الرئيسي من جهاز المناعة، فإنّ تلك الخلايا المتجولة تقوم بالكشف عن “الكوفيد 19”، ثم مهاجمته وإصدار إشارات استنفار للخلايا المحيطة للتصدي للجسم الغازي، وكذلك إفراز مواد كيميائية كالإنترفيرون للحد من تناسخ وتفشّي الفيروس، وبنفس الوقت تكوّن الخلايا المناعية ذاكرة للتصدي لـ “الكوفيد 19” عند غزوه للجسم مرة أخرى، بعد ذلك يقوم بروتين مناعي موجود أيضا في أوعية الأغشية المخاطية بغلق المستقبلات الموجودة على الغلاف الخارجي لـ “الكوفيد 19” حتى لا يقوم بدوره بالهجوم على خلايا الدم المناعية.

ذلك ما يحدث في الجسد المتوازن لأنه يخدم رسالته في الحياة التي أوجده الخالق عز وجل لأجلها، أما الذين عاشوا في برمجة التنشئة والمجتمع بممارسة ما لا يعشقون من أجل الكسب المادي، فهم يعيشون في ألم ومعاناة العقل اللاواعي، الذي يستجيب له الجسد بالإفراز المزمن لهرمون الإبينفرين مثلا مما يقلل من فعالية خلايا وبروتينات الدم المناعية، فيصبح غزو أجسادهم بـ “الكوفيد 19” يسيرا. فما يلزم “الكوفيد 19”هو معادلة تتحقق بواسطة المناعة الذاتية في أول دخوله إلى الجسد المفعّل بالروح، أي مفعّل بالرسالة الكونية المعنيّة بالخلق.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية