العدد 4206
الإثنين 20 أبريل 2020
banner
مواقف إدارية أحمد البحر
أحمد البحر
لغة الجسد والفريق الوطني والكورونا
الإثنين 20 أبريل 2020

دعنا نبدأ سيدي القارئ، بالإجابة على هذا السؤال: ما هو تعريف لغة الجسد؟ لتنشيط ذاكرتنا نقول إن تعريف هذه اللغة حسب بعض المصادر الإدارية هو أنها ’’نوع من التواصل غير اللفظي الذي يتم التعبير من خلاله عن الأفكار والمواقف والنوايا والشعور بواسطة سلوك بدني مثل ملامح الوجه ووضع الجسد والإشارة والإيماءات وحركات وتعابير العيون‘‘. ويصنف عالم الإدارة شيف خيرا مكونات هذه اللغة كالتالي: الحوار اللفظي، أي الكلمات والتعابير المستخدمة، يمثل 7 % من مجموع الرسالة التي نود إيصالها للطرف الآخر، بينما معظم التواصل يأتي من خلال مظهرنا ولغة الجسد لدينا، والذي يمثل 55 %، أما نبرة الصوت فتمثل البقية وهي 38 %.

لذا، فالمتحدث وخاصة المتحدث الرسمي للمؤسسة، أية مؤسسة، يجب وأنا أعني هذه العبارة، يجب، أن يكون دقيقًا وواضحًا عندما يدلي بأي تصريح، يجب أن يعي حقيقة مهمة وهي أن المتلقي يريد التأكد من أن التواصل اللفظي يتواءم مع التواصل غير اللفظي، أي مع لغة الجسد كما عرّفناها آنفًا. فالمتلقي يبحث جاهدًا عن المقولة الخالدة.. “ولكن ليطمئن قلبي”. فهو يحاول أن يقرأ ما وراء الكلمات أو كما يقول عالم الإدارة بيتر دراكر: ’’الاستماع إلى ما لم يتم قوله‘‘.

والآن، سيدي القارئ، لنتحدث عن الفريق الوطني لمكافحة والتصدي لفيروس كورونا من خلال المؤتمرات الصحافية المنتظمة التي يعقدها وتبث مباشرة للجمهور. أنا من الحريصين على متابعة هذه المؤتمرات وأستطيع القول وبكل ثقة إني أشعر بارتياح نفسي كبير وأنا أتابع ما يقوله المتحدثون، فالأسلوب الذي يوظفه هذا الفريق المهني في توصيل رسالته يعتمد على الحقائق والأرقام ويقدمها لنا بطريقة واضحة وسلسة وبأسلوب هادئ ومتزن بعيد عن التهويل والمبالغات في نبرة الصوت وحركات الأيدي وتعابير الوجه والعيون.

هذا الأسلوب العلمي الذي ينم عن المهنية العالية لأعضاء الفريق والثقة الكبيرة التي يتمتعون بها، أدخل الراحة والطمأنينة في نفوسنا، رغم شدة الوباء، ورسخ لدينا الشعور بالتفاؤل والمصداقية بأن الغد أفضل من اليوم إن شاء الله تعالى.

فكل الشكر والتقدير لأعضاء هذا الفريق، نحن نفخر بكم وبالعاملين معكم. ما رأيك سيدي القارئ؟

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية