+A
A-

القطان في خطبة الجمعة الثانية يشيد بفريق البحرين على سلامة إدارة تداعيات تفشي فيروس كورونا

بمباركة سامية من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، واستناداً إلى رأي المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية؛ أقيمت اليوم بجامع الفاتح خطبة وصلاة الجمعة بحضور عدد محدود من المصلين وبالضوابط الاحترازية والوقائية التي نصت عليها والإجراءات الصحية الصادرة عن الجهات المعنية للتصدي لفيروس كورونا كوفيد 19.

وبعد الحمد والصلاة على رسول الأمة؛ رفع خطيب جامع الفاتح الشيخ عدنان بن عبدالله القطان التهاني والتبريكات لمقام حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، ولصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء ولصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء حفظهما الله، ولشعب البحرين الكريم بحلول شهر رمضان المبارك، داعياً الله أن يعيده على المملكة وسائر الدول باليمن والبركات وان يجنبها شرور البلاء والأمراض.

وتحدث الشيخ القطان عن فضائل شهر رمضان وما به من مفاتيح الخير والغفران وفضل الاجتهاد في العبادات كونه وسيلة عظيمة لشفاء القلوب بتدبر كتاب الله العزيز، وأشار إلى فضل الشهر الكريم كونه موسما للمتصدقين والاكثار من الجود فيه، اتصافاً بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم.

مؤكداً على أهمية الالتزام وطاعة أولي الأمر بالبقاء بالبيوت والصلاة بها واتباع كافة الارشادات والتوجيهات الصادرة من الجهات المعنية للتصدي لفيروس كورونا، كون هذه الإرشادات تصب في مصلحة الإنسان وسلامته وصحته، وهنا فرصة لتربية النفس على الطاعات والتقرب إلى الله والتوجه بالدعاء والتضرع المخلص إليه سبحانه وتعالى بأن يكشف هذا البلاء عن بلادنا والعالم أجمع.

وخصص فضيلة الشيخ عدنان بن عبدالله القطان خطبته الثانية بتوجيه الشكر لجلالة الملك المفدى ولصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء ولصاحب السمو الملكي ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، ولفريق البحرين ولشعب البحرين على الجهود المخلصة الوطنية والإجراءات الحاسمة في مواجهة فيروس كورونا.

وقال فضيلته:" الحمد لله حمداً كثيراً طيباً كما يحب ربنا ويرضى، والشكر له على ما أولى من نعم وأسدى، ونشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، ومن سار على نهجهم واقتفى إلى يوم الدين.

أما بعد فيا أيها المسلمون.. يقول صلى الله عليه وسلم: (لَا يَشْكُرُ اللَّهَ مَنْ لَا يَشْكُرُ النَّاسَ)، ويقولُ عليه الصلاة والسلام: (مَنْ صُنِعَ إِلَيْهِ مَعْرُوفٌ فَقَالَ لِفَاعِلِهِ:  جَزَاكَ اللَّهُ خَيْراً فَقَدْ أَبْلَغَ فِي الثَّنَاءِ)، وبناء على هذا التوجيه والهدي النبوي الكريم نرى أن الواجب يحتم علينا أن نتقدم برسالة شكر وتقدير وامتنان واعتزاز، لجلالة الملك حمد بن عيسى عاهل البلاد المفدى، وسمو رئيس الوزراء خليفة بن سلمان، وسمو ولي العهد سلمان بن حمد، حفظهم الله ورعاهم، على توجيهاتهم السديدة في إدارة أزمة كورونا بكل حكمة واقتدار واتخاذهم كافة الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية لمكافحة هذا الفيروس ومنع انتشاره، ومواجهة انعكاسات انتشار هذا الوباء العالمي على المستوى المحلي والداخلي بما يحافظ على صحة وسلامة وأمن واطمئنان المواطنين والمقيمين واستمرار برامج المملكة ومسيرة عملها تحقيقاً لمساعي التنمية المستدامة لصالح المواطنين، وتوفير السيولة اللازمة للتعامل مع آثار الأوضاع الراهنة التي تمر بها مملكتنا الغالية البحرين، وهذا ما تعودناه دائماً من قيادة جلالة الملك المفدى في إدارة الأزمات والشدائد والضوائق والمحن، فجزاه الله خيراً وبارك في جهوده، وسدد على طريق الخير والمحبة والعطاء خطاه.

والشكر والتقدير موصول للفريق الوطني البحريني بقيادة سمو ولي العهد حفظه الله، من مختلف وزارات الدولة ومؤسساتها، ولرجال الجيش الأبطال بقوة دفاع البحرين، ولرجال الأمن العام والدفاع المدني البواسل بوزارة الداخلية، وللقائمين على المجلس الأعلى للصحة ووزارة الصحة وللكوادر والطواقم الطبية والتمريضية والإسعافية والإدارية المخلصة، العسكرية منها والمدنية، التي وقفت وتقف بكل شجاعة واقتدار وصمود، في الصفوف الأمامية في مواجهة هذه الجائحة، في المستشفيات والمختبرات ومراكز العزل والحجر والعلاج وفي المنافذ، وما يقدمونه من كفاءة وجاهزية عالية، ومسؤولية وطنية مشهودة، ومعانٍ سامية للمواطنة الصالحة والمخلصة، والتضحيات الجليلة في تقديم الخدمات العلاجية والوقائية والحملات التوعوية والإرشادية لحماية الوطن والمواطن والمقيم، لينعم المجتمع بالصحة والسلامة والعافية والاستقرار والأمان.

والشكر موصول أيضاً للمحافظين والمحافظات الأربع،  وللقائمين على الحكومة الإلكترونية، ولوزارة شؤون الإعلام، ولوزارة التربية والتعليم والقائمين على نظام التعليم عن بعد، والمعلمين والمعلمات وبعض المدارس الوطنية الخاصة وللصحف الوطنية والصحافيين والكتاب،  وكذلك الشكر والتقدير للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية ولوزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف، وللجمعيات الخيرية والهلال الأحمر البحريني، والنوادي، والبنوك، وللمؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية، ولكافة المساهمين في حملة (فينا خير) ولجميع المتطوعين الخيَرين، ولشعب البحرين الوفي، وللمقيمين فيه بجميع فئاته ومكوناته، الذين سطروا أروع الأمثلة في الوفاء والإنسانية والعطاء والتضحية، والولاء للوطن والقيادة والتعاون والتكاتف في هذه الأزمة والجائحة التي تمر بوطننا الغالي.

نسأل الله تعالى أن يجزي الجميع خير الجزاء، وأن يحفظهم بحفظه ويكلأهم برعايته وعنايته، وأن يبارك لهم في صحتهم وأهلهم وأولادهم وجهودهم، وأن يرفع عنا وعن بلادنا وعن المسلمين وعن العالم بأسره البلاء والوباء وينزل رحمته ولطفه على العالمين، برحمته وفضله ومغفرته، عاجلاً غير آجل إنه على كل شيء قدير.

اللهم أحفظنا من الأوبئة وسيء الأسقام والأمراض، ومُنَ بالشفاءِ والعافيةِ على المصابين به، وارزقنا الأمن والأمان والراحة والاطمئنان، برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهمَّ آتِ نفوسنا تقواها، وزكِّها أنت خيرُ مَن زكَّاها، أنت وليُّها ومولاها يا سميع الدعاء.

اللهم ارفعْ وأدفع عنَّا البَلاءَ والوَباءَ والغلا والرِّبا والزِّنا والفواحش والزَّلازلَ والمِحَنَ وسَيءَ الأسقَامِ والأمراضِ، ما ظهرَ منها وما بطنَ عن بلدِنا البَحرينِ خاصةً وعن سَائرِ بلادِ المسلمينَ والعالم عامةً يا ربَّ العالمينَ.. لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الْأَرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ.. لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّا كُنْا مِنَ الظَّالِمِينَ. اللهمَّ إنا نسألُكَ العفوَ والعافيةَ في الدنيا والآخرةِ، اللهمَّ إنا نسألُك العفوَ والعافيةَ في دِيننا ودُنيانا ووالدينا وأهلِنا وأولادنا ومالِنا وولاةِ أمورِنا وذوي الحُقُوقِ علينا، اللهمَّ استُرْ عوراتنا وآمِنْ رُوعَاتِنا وأحفَظنا من بينِ أيديِنا ومن خلفِنا وعن أيمانِنا وعن شمائِلنا ومن فوقِنا ونعوذُ بعظمتِك أن نُغْتَالَ من تحتِنا يا ذا الجَلالِ والإكرام.

اللهم أجعل هذا البلد آمناً مطمئناً سخاءً رخاءً وأظله بظل الإسلام والإيمان وبنعمة الأمن والأمان والاستقرار والوحدة، وألف بين قلوبنا رعاة ورعية وأحفظه علينا وطناً وملكاً وحكومة وشعباً وأهد الجميع للتي هي أقوم.. اللهم كن لإخواننا المستضعفين في كل مكان ناصراً ومؤيداً وارفع البلاء عنهم.

اللهم اغفر ذنوبنا واستر عيوبنا، ونفس كروبنا وعاف مبتلانا واشف مرضانا واشف مرضانا، برحمتك يا أرحم الراحمين.

الْلَّهُمَّ نَوِّرْ عَلَىَ أَهْلِ الْقُبُوْرِ مَنْ الْمُسْلِمِيْنَ قُبُوْرِهِمْ، وَاغْفِرْ لِلأحْيَاءِ وَيَسِّرْ لَهُمْ أُمُوْرَهُمْ، الْلَّهُمَّ صَلِّ وَسَلَّمَ وَزِدْ وَبَارِكَ عَلَىَ سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَىَ آَلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِيْنَ."