العدد 4230
الخميس 14 مايو 2020
banner
هل الكاظمي المسمار الأخير بنعش إيران؟
الخميس 14 مايو 2020

في سبعينات القرن الماضي أسس مستشار الأمن القومي الأميركي برينجسكي القواعد الأساسية لترسيخ النظام الثيوقراطي، وهو مفهوم لدعم الأحزاب السياسية الإسلامية، وهي أحزاب سياسية أكثر منها إسلامية، وفعلا دعم النظام في أفغانستان والنظام في إيران على أن تلك الأحزاب التي سوف تحكم ستقاتل الأحزاب الشيوعية الملحدة في الاتحاد السوفيتي حسب رؤيتهم، وبعد سقوط الاتحاد السوفيتي وانتهاء الحرب الباردة بدأت تلك الأحزاب طموحها غير المشروع في مد نفوذها بدواعي عديدة، فكان هناك نظام يدعي الخلافة، ونظام يدعي ولاية الفقيه، وبلغوا جميع المسلمين بالعالم أن الوطنية حرام وأن قتال المذاهب والطائفية حلال.

فأطلق جماح هؤلاء بعد حرب 2003م، وغطت الدموع وجه بغداد الجميل وبكى نهر دجلة شواطئه، وقصت ظفائر بيروت التي مزجت سياحتها الشرق بالغرب، واغتالت حنجرة الجامع الأموي في دمشق، وحزنت بلقيس على أسر صنعاء وأصبح الأسى أساطير مهدمة على أسوار تلك المدن العريقة، وتوسد الحزن تلك المدن العربية وغطى السواد جدرانها فاختلطت دموع حزنها بفرحها، لكن تمسكت شعوبها بالحياة وأخذ الأمل مساحة أكثر بالرغم من تنوع القتل.

ورأى الغرب وأميركا خصوصا أن ما يحصل ضد كل مخططاتها بالمنطقة وأنها ستخسر حلفاءها الحقيقيين في المنطقة، وتلك العلاقة التي بنيت على أساس الاحترام والأمن المستدام والاقتصاد الواعد، بسبب دعم إيران وبعض أحزاب الإسلام السياسي، فغير ترامب تلك النظرية وبدأ بقوة لإسقاط ثيوقراطية برينجسكي، فألغى الاتفاق النووي وحاصر إيران ولم تمر سنة وأصبح اقتصاد إيران في أضعف حالاته على مر تاريخ إيران، لكن الضربة الأهم أن أميركا دعمت رئيس الوزراء العراقي الجديد مصطفى الكاظمي، والذي كان أول قرارين له يوحيان بأنه يسير بنهج لتحرير العراق من المليشيات وإبعاد العراق عن سيطرة إيران، وذلك بعد أن قرر بأول اجتماع له وأول يوم في مجلس الوزراء أن يطلق سراح المتظاهرين دون شروط وهم الذين اتهموا بحرق القنصليات الإيرانية وطالبوا بتغيير النظام وإسقاطه، وكان قراره الثاني الذي يعتبر ضربة قوية في خاصرة المليشيات إعادة الفريق الركن عبدالوهاب الساعدي قائد جهاز مكافحة الإرهاب إلى منصبه ومنحه مرتبة وزير، وينسب للساعدي تحرير الموصل وصلاح الدين، وشيد أهل الموصل تمثالا له لكن رفض عادل عبدالمهدي رفع الستار عنه وأمر بتكسيره وتم إبعاد الساعدي عن منصبه بعد حرب داعش بأوامر من المليشيات المتنفذة والمدعومة من إيران حسب ما نقلت وسائل إعلام عراقية. فهل الكاظمي آخر مسمار بنعش إيران في العراق؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية