+A
A-

رئيس "فيزياء جامعة البحرين": عدم الخروج من البيت فترة الكسوف "وهم" ولا تخافوا

الكسوف ليس مجرد تغيرات في الطبيعة بل ظاهرة مشهورة

هل الكسوف ظاهرة طبيعية أم نهاية العالم؟

كثيرا ما انتشرت أخبار وشائعات حول موعد نهاية العالم، وما يزال هذا الأمر حديث العلماء والخبراء مع نشرهم العديد من التوقعات والاحتمالات المتعلقة بفناء البشرية ويربط البعض كسوف الشمس بنهاية العالم والبعض الآخر يرونه إنذاراً يجلب الشؤم عند حدوثه.

كان من عادة القدماء أنهم ينسبون أي ظاهرة طبيعية متميزة إلى أساطير وخرافات ما، كقولهم عندما تنكسف الشمس يقولون إنها انكسفت لموت إنسان عظيم، وكانوا أحيانا يقولون إن هذا دليل على أننا سنخسر هذه المعركة.

وكان بعض الناس يعتقد أن الشمس إذا انكسفت فهذا يدل على أن هنالك حدثاً عظيماً سيحدث، لأنهم كانوا يربطون الشمس بالآلهة.

وفي الهند كان الناس يغمرون أنفسهم بالماء عند رؤيتهم هذه الظاهرة لكي لا يسقط عليهم شيء منه!

وحتى يومنا هذا يعتقد الإسكيمو أن الشمس تختفي وتذهب بعيداً أثناء ظاهرة كسوف الشمس ثم تعود من جديد!

معتقدات يقينية

هذه المعتقدات كانت بالنسبة لذلك الزمن معتقدات يقينية، ومن هؤلاء كان سلفنا الصالح صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين نسبوا ظاهرة كسوف الشمس إلى موت إبراهيم ابن رسول الله، فقد شاءت إرادة الله تعالى أن يحدث الكسوف على زمن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وقد تصادف كسوفها يوم توفي ابن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم (إبراهيم) ولما هب الصحابة إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قائلين: لقد انكسفت الشمس بسبب موت إبراهيم، قال صلى الله عليه وسلم: (إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله تعالى لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله تعالى وإلى الصلاة)[رواه البخاري ومسلم وغيرهما].وقد صدق الله تعالى على قول نبيه صلوات الله عليه، (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى *إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) [النجم: 3-4].

زيادة النزيف

و بشكل عام، راج اعتقاد الناس بأن تعرض الإنسان لجرح أثناء الخسوف والكسوف يزيد من النزيف، ويجعل الجرح غائرا، ويزيد من الوقت الذي يحتاجه للالتئام، وأحيانا تظل علامة الجرح موجودة في رقبة المصاب طوال حياته.

و قد أظهر بحث أجرته كلية كوبنهاغن لإدارة الأعمال في الدنمارك أن حركة أسواق المال تتأثر بفترات الكسوف والخسوف، إذ يعزف المستثمرون عن اتخاذ إجراءات قد يرونها "خطرة"، أو تنطوي على مجازفة، وشمل البحث الذي تم عام 2010، تحليل بيانات على مدار ثمانين عاما، من أربعة أسواق مال أمريكية، وعشرة أسواق مال آسيوية، أن أصحاب رؤوس الأموال يكونون أكثر ترددا في الأوقات التي يشعرون فيها أنهم لا يتحكمون في مجريات الأمور، أو أن الطبيعة أقوى منهم، ولكن في كل الأحوال، تعود الأسواق لتصحح أوضاعها خلال يومين على الأكثر بعد انقضاء الخسوف والكسوف.

نظرية المؤامرة

واعتقد ديفيد ميد الرجل المشهور بلقب (صاحب نظريات المؤامرة) أنَّه حصل على التاريخ الحقيقي لنهاية العالم: 23 سبتمبر (أيلول) 2017، وصرح ديفيد لصحيفة ديلي ستار: أن الكسوف الذي سيقع هذا الشهر هو «نذير كبير» لنهاية العالم القادمة، وهو يستند في ذلك إلى كتاب إشعياء في العهد القديم للكتاب المقدس، الذي يتضمَّن مقاطع تتحدث عن الخطاة والعصاة الذين سيجري تدميرهم والقضاء عليهم.

رأي فلكي

وقال الباحث الفلكي محمد رضا العصفور أن ظاهرة كسوف الشمس تعتبر من الظواهر الطبيعية التي تحدث عندما تصبح كل من الأرض والقمر والشمس في خط واحد تقريبا، ويكون القمر بينهما، ويحدث ذلك عندما يكون القمر في طور المحاق مطلع الشهر الهجري، حيث يلقي بظله على الأرض.

وأشاف: عندما يكون القمر بعيدا عن الأرض في مداره البيضاوي بحيث يكون أصغر من أن يحجب كامل قرص الشمس، يصبح الكسوف حلقيا، أما إذا كان قريبا من الأرض بحيث يغطي قرص الشمس بالكامل فيصبح الكسوف كليا.

ودعا العصفور إلى أخذ الحيطة والحذر وتجنب النظر إلى الشمس والتركيز فيها بشكل مباشر ومستمر في جميع الحالات ولا سيما خلال فترة الكسوف، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث أضرار بالغة بالعين، وينصح لمن يرغب برصد هذه الظاهرة باستخدام النظارات والفلاتر والمرشحات الخاصة لحماية العين من أشعة الشمس الضارة، للتمكن من المشاهدة بشكل آمن.

العلم والقرآن

وعلميا قال المختصون: ان قطر الشمس أكبر من قطر القمر 400 مرة، وحتى يحدث الكسوف يجب أن تكون الشمس أبعد ب 400 مرة من بعد القمر عن الأرض وعندها سيغطي قرص القمر قرص الشمس، ويظهران كأنهما بنفس الحجم، وطبعاً سوف يحدث الكسوف في هذه الحالة، وصدق رب السموات والأرض القائل" وَسَخَّر لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَآئِبَينَ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ [إبراهيم: 33]" وتلك حكمة أخرى يخبرنا بها رب المشارق والمغارب، وهو يخبرنا وجل من مخبر" إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ [النحل: 12] وهي رسالة للعقلاء - لقوم يعقلون والعقلاء هم من يتدبرون ويؤمنون وهؤلاء هم من إذا سألتهم عن رب الشمس والقمر والمدبر لأمرهما قالوا هو الله " وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ [العنكبوت: 61]"، فالشمس والقمر في العلم القرآني المعجز " وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ [الأنبياء: 33]" وهذا يشير الى ان الكسوف علم غيبي عند الله سبحانه وتعالى.

أسباب علمية

وقال د. وليد عزام أستاذ الفيزياء الفلكية ورئيس قسم الفيزياء في جامعة البحرين ان ظاهرة كسوف الشمس هي ليست مجرد تغيرات في الطبيعة بل هي ظاهرة مشهورة ولها أسباب علمية مفيدة جدا فعندما يحدث كسوف كلي جانب من الشمس يحجب فهذه فرصة ذهبية لدراسة غلاف الشمس وهو ما يسمى (الاكليل_ الكورونا) وأيضا توجد طبقة تحت الاكليل تسمى (الكروموس) وهي باللون المائل على الأحمر فطبقات الغلاف الشمسي لا نستطيع رؤيتها في الظروف العادية فسطح الشمس بريقه قوي جدا مما لا يسمح لنا برؤية كثافة الغلاف القليلة.

وأوضح عزام بأن النظر للشمس في اثناء وجود الكسوف أو عدم وجوده هو خطر جدا فالخطر لا يرتبط بوجود الكسوف وانما في الظروف الطبيعية أيضا فلا خوف من الخروج اثناء حدوث الكسوف فالسبب لا يرتبط بوجود اشعة خاصة مدمرة للعين تظهر وقت الكسوف فقط هذا ليس صحيحا، ولكن الذي يحدث ان عين الانسان تستدرج فالإنسان في الظروف الطبيعية لا ينظر للشمس وعند مشاهدتها لا اراديا يبعد الشخص عينيه بدون محاضرات طويلة لتعليمه بإبعاد عينه ولكن الاشكال انه عند حدوث الكسوف يحجب قوس الشمس بدرجة 80% الى 90% فهو لو نظر للشمس في هذه الاثناء لن يبعد عينيه بحركة عفوية ولا ارادية وهذا خطأ لان هذه الأشعة غير الأشعة المرئية فوجود الاشعة فوق البنفسجية يؤذي العين فالمشكلة هي نوع من الاستدراج اكثر من انها اشعة خاصة مدمرة.

ودعا عزام الى عدم تداول الاشاعات حول عدم الخروج من المنزل فترة الكسوف لأنه وهم فعند الكسوف معظم الأشعة تحجب ولا يدعو هذا للخوف اطلاقا وانما هذه بعض الأفكار السائدة الخاطئة.

الخلاصة

أرى ان الكسوف هي ظاهرة فلكية من اهم الظواهر التي تحدث لدراستها بعمق وهو امر هام لدراسته وتحليل نتائجه بالرغم من وجود بعض الأفكار الخاطئة حوله ولكن هذا التحقيق كان لتعديل المفهوم الخاطئ حوله بسبب ان البعض يعتقد بان حدوثه هو نهاية للعالم وهذا ليس صحيحا انما هي ظاهرة فلكية لها حكمة في وقوعها.