العدد 4232
السبت 16 مايو 2020
banner
“لمبخّر ما يلحق على لمدخّن”
السبت 16 مايو 2020

تتناقل منصات التواصل الاجتماعي عشرات الفيديوهات والتسجيلات المؤلمة لأعداد كبيرة من العمالة الآسيوية المقيمة في البحرين وهي تجوب الشوارع “هدد” وغير مكترثة بخطورة الموقف الصحي، ووزارة الداخلية مشكورة استخدمت معهم كل الطرق الحضارية والأساليب الودية واستعانت بالطائرات المسيرة لتوجيههم بالابتعاد عن التجمعات وبلغاتهم المختلفة.

وبالنسبة لتلك الطوابير الطويلة داخل المناطق السكنية لاستلام وجبة الإفطار، ليس لدينا اعتراض على هذه الأعمال الإنسانية الخيرية بل نشجعها كشعب يحب الخير للغير، خصوصا في هذا الشهر الفضيل، لكن توقيتها وطريقة تنفيذها تحتاج مراجعة جادة وعاجلة في هذه الظروف الصحية الحرجة التي تمر على العالم أجمع ومن ضمنها مملكتنا الحبيبة، فشعب البحرين متقيد بالتعليمات الاحترازية والإرشادات الوقائية، وفوق ذلك قام بتطبيق التباعد الاجتماعي حتى مع أعز أفراد الأسرة في البيت الواحد.

في نفس السياق الطامة الكبرى أن أكثرية أولئك الآسيويين لهم اتصال مباشر ومتواصل ويتعاملون مع عموم المواطنين بشكل يومي، فبينهم عمال توصيل المنازل والسباك والكهربائي والنجار والزراع والعامل في البرادات والمطاعم والمحلات الكهربائية والإلكترونية وصالونات الحلاقة والورش والكراجات “واللي يغسلون السيارات” وقائمة من المهن الأخرى.

بدورها وزارة الصحة مشكورة تعلن بشكل يومي عن أعداد كبيرة لحالات قائمة جديدة للعمالة الوافدة، وهناك جهود كبيرة تبذل من الطواقم الطبية والعسكرية والأمنية والتمريضية والمتطوعين وقطاعات الدولة المختلفة، جميعهم يعملون كفريق واحد من أجل احتواء هذا الفيروس التنفسي، ما يعني أن “لمبخّر ما يلحق على لمدخّن”.

لهذا المطلوب فورا وضع حد لهذه التصرفات وغيرها من السلوكيات الخطيرة التي تصدر من هذه العمالة وهي في تصوري تحصل دون قصد منهم، لكنها “بتودينه في تله”، وقتها لن ينفع الندم، والأدلة والشواهد على ذلك كثيرة. وعساكم عالقوة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .