أشار سيدي صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه “إلى أن التهاون وعدم الالتزام باتباع التعليمات والإجراءات الاحترازية والوقائية الطبية كان ولا يزال من أبرز الأسباب في زيادة الإصابات وانتشار فيروس كورونا على نطاق واسع في العديد من الدول”.
لا يختلف اثنان على نتيجة انعدام المسؤولية والالتزام بالتعليمات والإجراءات الاحترازية والوقائية، واستخلاص الوقائع بطريقة صحيحة، ولعل من أهم أسباب انتشار كورونا وعدم سيطرة بعض الدول عليه، وكذلك ازدياد أرقام الحالات المصابة بدل انخفاضها، قلة الوعي وعدم الالتزام، فضلا عن استهتار بعض المواطنين وهو ما يضعف جبهة التصدي للوباء، والبحرين ولله الحمد تعاملت مع الوضع بشكل صحيح وحققت انتصارا في مواجهة كورونا، لكنني أود أن أشير إلى بعض السلوكيات الخاطئة التي ربما تعيدنا إلى المربع الأول بدون أن يعي أصحابها فداحة الخطأ الذي يرتكبونه، فقد لوحظ أن بعض المواطنين والمقيمين يتخلصون من “الكمامات” برميها في الشوارع والطرقات، وأمام المنازل، ومن نوافذ السيارات، بدل وضعها في حاويات القمامة، وأخبرني صديق أن عامل النظافة “في فريجهم” اشتكى له من قيام البعض برمي الكمامات في الشارع وخوفه من إمكانية انتقال العدوى إليه، خصوصا أن مهمته جمع كل ما على الأرض من مخلفات.
إذا كان ارتداء الكمام يخدمني كأساس أول لحمايتي من وباء كورونا، فإن التخلص من الكمام بعد استعماله ووضعه في الأماكن المخصصة، لا يقل أهمية في مسألة النظافة والالتزام بالتعليمات والارتقاء بالحس المسؤول، وحبذا لو تقوم الجهات المسؤولة بإفراد بند يتعلق بطريقة التخلص من الكمام بعد استعماله، في النشرات التوعوية المتعارف عليها والتي تقدم نصائح للوقاية من كورونا، مثل غسل اليدين بالماء والصابون باستمرار، وتغطية الفم والأنف عند السعال والعطس، والتباعد الاجتماعي وغيرها.
نحن فخورون برصيدنا التوعوي في التعامل مع وباء كورونا، ولا يمكن السماح لأشياء محدودة بأن تخلق لنا مشكلة.